& طارق الثقفي

تسن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أنظمتها وشروطها الدقيقة للمتطوعين وكذا للمتعهدين في تقديم خدمات الإفطار لزوار المسجد الحرام على وجه الدقة، بتوظيف القدرات البشرية في الاهتمام بكل ثانية قبيل أذان صلاة المغرب وأثنائه وبعده بكل احترافية.

أطوال ومساحات محددة ومناطق جغرافية مرقمة يتحرك فيها القائمون على مشروع إفطار الصائم، وهي معنية بتفاصيل دقيقة لها اشتراطات قائمة بعينها منها الالتزام بأطوال ومواقع السفر وأعداد العمالة وكمية التمور، وقبل ذلك أن تكون الشهادات الصحية للعاملين بارزة وأن يتم ارتداء القفازات الطبية أثناء تقديم الخدمات من قهوة وتمر وماء.

الدقائق التي تصحب الإفطار تكون الملامح، متحلقين حول سفر الإفطار مع اقتراب وقت صلاة المغرب خلال أيام شهر رمضان في ساحات الحرم.

وتعد سفرة الإفطار بالمسجد الحرام من أكبر الموائد عالمياً، من حيث الطول والمستفيدين وتحظى برقابة في الطعام المقدم وتكون هذه السفر تحت شروط معينة حرصاً من الرئاسة على كل ما يقدم لقاصدي البيت الحرام ومحافظة على بيئة المكان ليقدم كل قاصد مناسكه بكل راحة واطمئنان.

وتعتبر سفر رمضان في الحرم المكي وساحاته عادات متوارثة لدى أهالي مكة، جيلاً بعد جيل فهناك من امتدت خدمة ضيافتهم لسفر الحرم المكي عشرات السنين، حيث يتسابق الصغار والكبار لتفطير الصائمين في سفرة جماعية هي الأطول في العالم تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة وبتصاريح رسمية لضمان الجودة والاطمئنان على سلامة الزوار والمعتمرين.

وما إن يصدح المؤذنون بأذان المغرب حتى يفتتح الصائمون إفطارهم بالتمر وماء زمزم ليسابق بعدها القائمون على الإفطار الزمن، حيث ترفع السفر في زمن قياسي استعداداً للصلاة.

بدوره قال أحد المتعهدين بمشروع إفطار الصائمين بالمسجد الحرام عبد الرحيم أنديجاني إنه مشروع يعكس القيم الإنسانية الأصيلة للسعوديين واحتفائهم بضيوف وزوار الحرم.

وأضاف أنديجاني أن هذا المشروع يتنافس فيه المتنافسون من أهل الخير ويتغير المكان في كل عام، مشيراً إلى أنه في عادات أسرية متوارثة يقوم في كل عام بإحضار وجبات الإفطار وتقديمها للزوار والمعتمرين.

وأهاب أنديجاني بالإجراءات التي تقدمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مفيداً أنها ساهمت في عملية التنظيم وقدمت المشروع بشكل حضاري يعكس مكانة السعودية.

ويتنافس المتطوعون في توفير وجبات الإفطار للصائمين والقادمين من جميع أنحاء العالم يجمعهم دين واحد وسفرة واحدة في أجواء إيمانية وروحانية وسط هدوء وطمأنينة، وسط منظومة خدمات حكومية متكاملة وفرتها الدولة، والمعنية بخدمة المعتمرين وزوار البيت العتيق.

ويتجاوز طول سفرة الحرم المكي أكثر من أربعة كيلومترات تحوي وجبات متنوعة وفرق مداني موزعة داخل الحرم وساحاته في همة يظهر عليها روح العطاء والبذل دون مقابل، وسط ابتسامات يملأها المكان احتفاء بشرف البيت والمكانة.