وليد الأحمد&

دعوة خادم الحرمين الشريفين لانعقاد طارئ للقمتين الخليجية والعربية في الـ25 من رمضان الجاري قبل يوم واحد من انعقاد القمة الإسلامية، تأتي في توقيت دقيق وحاسم لمواجهة إرهاب إيران المستمر في المنطقة منذ 40 عاماً، وبالنظر إلى التوتر المتصاعد في الخليج ينتظر أن تخرج القمم الثلاث بموقف موحد للدول الأعضاء يدين استهداف أمن المملكة والمنطقة وأمن امدادات الطاقة للعالم بعد أن تجاوزت إيران في إرهابها كل الخطوط وحاولت استهداف مكة والمدينة بصاروخين باليستيين أطلقهما الحوثي فجر وصباح أمس (الاثنين) قبل أن تسقطهما قوات الدفاع الجوي السعودي، وقبلها هاجمت سفن بالفجيرة ومحطات ضخ للنفط في الدوادمي وعفيف (غرب الرياض). لذا، فإن القمم الثلاث ستضع الدول الخليجية والعربية والاسلامية أمام مسؤولياتهم لمواجهة خطر الإرهاب الإيراني المحدق.


فالهجومان الإرهابيان الأخيران على أربع ناقلات للبترول في الفجيرة ثم على مرافق لضخ البترول غرب الرياض بطائرات درون إيرانية الصنع بالنظر إلى ترجيحات عدة مسؤولين أميركيين تحدثوا إلى رويترز عن الهجوم الأول فضلاً عن إعلان الحوثيين وكلاء إيران في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم الثاني.

دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد القمتين أعقبت الخبر الذي نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر مطلعة بأن السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي وافقوا على طلب من الولايات المتحدة الأميركية لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي، وعلى أراضي دول خليجية.

وقالت المصادر إن الموافقة "جاءت بناء على اتفاقات ثنائية بين الولايات المتحدة من جهة، ودول خليجية من جهة أخرى؛ إذ يهدف الاتفاق الخليجي - الأميركي إلى ردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها، بفعل سلوكياتها المزعزعة لأمن المنطقة واستقرارها.

وإن جاء الخبر مكملاً لمشهد الحشد العسكري الأميركي ومنه إرسال حاملة الطائرات يو اس اس أبراهام لينكلون والقاذفة بي 52 فضلا عن إجلاء أميركا لبعض موظفي حكومتها غير الأساسيين في العراق، وأخيراً تحذير إدارة الطيران الاتحادية الأميركية الخطوط الجوية التجارية أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج العربي وخليج عمان، مع استمرار تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، فإن موقف السعودية كان واضحاً على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير حين أكد في مؤتمر صحافي فجر الأحد الماضي بأن المملكة لا تريد حرباً في المنطقة، لكن في حال اختارت إيران الحرب، فالسعودية سترد بقوة وحزم على أي اعتداء.

لذا، فإن الموافقة على إعادة انتشار القوات الأميركية لا يبدو هدفا تسعى إليه دول الخليج وإنما استراتيجية لحماية مصالحها فرضتها التهديدات الإيرانية المستمرة، كما أنه انتشار يبعث رسائل مهمة لعل في مقدمتها التزام أميركا بشراكتها التاريخية مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية والتزامها بأمن المملكة وأمن امدادات الطاقة العالمية، لاسيما وأن السعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم.

لا شك أن التحركات والتصريحات الأميركية تعكس موقفا قوياً لمواجهة أي تصعيد إيراني، وكان آخرها تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد الماضي يحذر من نهاية إيران رسمياً إن أرادت الحرب، وهو تصريح أعقب انفجار في المنطقة الخضراء العراقية في بغداد وسقوط صاروخ كاتيوشا في محيط السفارة الأميركية في العراق، وفي المقابل لا شك أن على قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية أن يستشعروا مسؤولياتهم وحجم الخطر الإيراني على أمنهم ومصالحهم ومستقبلهم، وأن يتوحدوا خلال القمم الثلاث في مكة الأسبوع المقبل للخروج بموقف حاسم تجاه عدو يكيد لأوطانهم منذ أربعة عقود.

&