طالب رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" الوزير السابق وليد جنبلاط، رئيس الجمهورية ميشال عون بوضع حد للتصرفات الصبيانية، وللخطابات الإستفزازية التي ادت للانفجار".


عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا موسعا استثنائيا، في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ العقل نعيم حسن، وحضور مشايخ الهيئة الدينية وقضاة المذهب، ورئيس الحزب التقدمي، ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، والأعضاء بينهم وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب والنواب: أنور الخليل، مروان حمادة، فيصل الصايغ، هادي أبو الحسن، والنائبين السابقين غازي العريضي وايمن شقير، وأعضاء الهيئة العامة للمجلس، وتخلل الاجتماع استعراض للأوضاع العامة والتطورات الراهنة، واصدر البيان الآتي:

"اولا: توجه المجلس المذهبي بالتعزية من عائلتي المرحومين رامي سلمان وسامر أبي فراج، مؤكدا ضرورة إكرامهما بدفن الجثمانين انسجاما مع عادات وتقاليد وقيم طائفة الموحدين الدروز. كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى سامو غصن ورفعت رافع وعماد غصن وكريم الغريب.

"ثانيا: حذر المجلس من المس بوحدة طائفة الموحدين الدروز ضمن التنوع، تحت أي شكل من الأشكال، ودعا كل القيادات السياسية إلى ملاقاته، انطلاقا من حرص الزعيم الوطني وليد جنبلاط، لوأد الفتنة وحقن الدماء ومنع المتربصين بنا من تحقيق مآربهم.

"ثالثا: أكد المجلس أن تغييب طائفة الموحدين الدروز عن المجلس الأعلى للدفاع يفقد هذا المجلس ميثاقيته، ودعا إلى تمثيل كل المكونات الميثاقية فيه.

"رابعا: يرفض المجلس الخطاب المشحون ولغة الاستقواء ونبش القبور التي طوتها طائفة الموحدين الدروز بالمصالحات التاريخية إلى غير رجعة، مؤكدا أن حرية العمل السياسي تبقى تحت سقف التوازنات الوطنية التي رعاها ميثاق العيش المشترك الذي نص عليه اتفاق الطائف.

"خامسا: طالب المجلس الجهات الرسمية المختصة الأمنية والقضائية باعتماد أعلى معايير الشفافية بما يكشف الملابسات ويضع حدا للتأويلات الإعلامية ويمنع تحريف الوقائع والحقائق. وأكد على دور القوى الأمنية والمؤسسة العسكرية ضمن ما ينص عليه الدستور والقوانين.

"سادسا: شدد المجلس على ضرورة أن تنصب جهود المسؤولين على التهدئة وتنفيس الاحتقان مستغربا استباق بعض الجهات للتحقيقات وإطلاق الأحكام المسبقة.

"سابعا: توجه المجلس بالشكر إلى كل المرجعيات الرسمية التي بذلت المساعي والجهود لتنفيس الاحتقان وإعادة الهدوء، ودعا أبناء الطائفة باختلاف توجهاتهم إلى عدم الانزلاق إلى التوتر وردات الفعل غير المحسوبة، وأن يحتكموا دائما للغة العقل والنظام.

"ثامنا: قرر المجلس القيام بجولات على المرجعيات المعنية إسهاما في توطيد لغة الوفاق والحوار ووحدة الصف".

جنبلاط

وتحدث جنبلاط اثر الاجتماع، فقال: "تباحثنا في المجلس المذهبي مع الفاعليات الروحية والسياسية في التطورات التي جرت في اليومين الأخيرين، اقولها باختصار، سنواجه بهدوء وانفتاح والتأكيد على الحوار مع جميع الفرقاء من اجل تثبيت السلم الأهلي والمصالحة والامن. واننا نحيي الجيش على دوره واذا كان ثمة من شخص مطلوب للعدالة فنحن تحت سقف القانون والعدالة، لكننا نلفت النظر الى طريقة المداهمة أحيانا تكون غير لائقة بحق مجتمعنا. اما الآخرون فانني اشكر الرئيس (نبيه) بري والوزير (السابق سليمان) فرنجية وجميع الذين يرفضون كما نرفض نحن هذا الخطاب الاستفزازي الذي لا معنى له في كل المناطق والذي ادى مع الأسف للانفجار بالأمس. احيي الشهداء وارفض أيضا الكلام الاستباقي لوزير الدفاع (الياس بوصعب) كما فعل في قضية (المسرحي) زياد عيتاني وغيره عندما استبق القضاء، ارفض هذا الكلام الاستباقي لحادثة البساتين ولينتظر القضاء. الأمور تدار بهدوء جدا واليوم سيكون لي لقاء مع الرئيس سعد الحريري عند الرئيس نبيه بري وقبل ذلك سيزورني اللواء عباس إبراهيم، ونتابع بكل هدوء واعصاب باردة وانني جاهز لكل انفتاح وحوار".

وردا على سؤال حول كلام للوزير جبران باسيل انه كان يوجد كمين مسلح، قال جنبلاط: "كيف علم الوزير باسيل انه يوجد كمين؟ ولماذا يستبقون القضاء كما حطمنا المقدم سوزان الحاج وزياد عيتاني؟ "شرشحوا" القضاء بهذه الطريقة فلنحافظ على ما تبقى من قضاء افضل".

وعما اذا كان يعتقد بان رئيس الجمهورية على علم بكل الأمور، قال: "اعتقد ان الرئيس فوق كل شيء، ومجددا أطالب الرئيس بوضع الحد لهذه التصرفات الصبيانية".

"يطول بالوا شوي جبران بدو يوصل؟ ليس بهكذا طريقة"

أضاف: "مع البطريرك صفير اقمنا مصالحة من خلال الفرقاء الذين تقاتلوا في الحرب المشؤومة، حرب الآخرين على ارضنا كما قال رحمة الله عليه غسان تويني هم الذين اجتمعوا، صحيح آنذاك ان التيار الوطني الحر لم يكن موجودا لان العماد عون كان في المنفى والدكتور سمير جعجع في السجن في النهاية اقمنا حلا بين الفرقاء، لماذا العودة اذا الى نبش القبور من الكحالة وسوق الغرب وغيرها من المحطات، وكم من مرة قلت احيي جميع الشهداء كل شهداء لبنان في أي موقع سقطوا احتراما لقناعاتهم حتى لو خالف البعض منهم رأينا وكان في موقع آخر، لقد حييت كل الشهداء، ويكفينا العودة الى الماضي من اجل الوصول..."يطول بالوا شوي جبران بدو يوصل؟ ليس بهكذا طريقة".

وردا على سؤال اذا كان ممنوعا على الوزير باسيل زيارة الجبل، قال: "اسأله لماذا لا يذهب وحده الوزير باسيل من دون الخطاب الاستفزازي وهذه المواكبات الأمنية الهائلة من الجيش والوحدات الخاصة كي يزور الجبل؟ اننا نزور كل المناطق وغازي العريضي يزور كل المناطق وغيرنا، وتعلمون انني اذهب بسيارة واحدة وبالكثير سيارتين، فلماذا كل هذه المواكب هنا سؤال".

وعن أبواب الجبل وعما اذا كانت محصورة، قال: "لا حبيب قلبي يوجد أبواب عديدة، توجد بوابة خلدة التي احترمها بالرغم من كل شتائمه لي، وليته احترم فقط اسم ومقام آل أرسلان ماشي الحال، وكذلك وئام وهاب وصالح الغريب يوجد الكثير من الأبواب، لكن ثمة أبواب صحيحة وطرق مقبولة وموضوعية".

...والتقى اللواء ابراهيم: منفتح على كل الحلول

بعد ذلك التقى جنبلاط في دارته في كليمنصو اليوم، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في حضور الوزير شهيب والنائب تيمور جنبلاط والعريضي، وعقد لقاء استمر قرابة 40 دقيقة.

وقال جنبلاط: "تأكيدا على ما ذكرته في دار الطائفة الدرزية، فانني منفتح على كل الحلول بالتعاون مع اللواء عباس ابراهيم الذي يدرك كل مخاطر الازمة، وهو خير من يستطيع ان يخرج الامور من هذا المأزق وعلى اساس ان يأخذ القانون مجراه".

أما اللواء ابراهيم فقال: الوزير جنبلاط منفتح على كل الحلول وعليكم ان تفهموا من كلامه ما يقصد".

جنبلاط لسامي الجميل وفارس سعيد: شكرا

وبتكليف من رئيس التقدمي، أجرى أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر إتصالين برئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل والنائب السابق فارس سعيد، وشكرهما بإسم جنبلاط، على "المواقف السياسية التي صدرت عنهما، لا سيما ما يتعلق بتطورات المرحلة الراهنة".

"المعلومات" تتسلم موقوفين من الأمن العام والجيش

الى ذلك وبعد ثلاثة أيام على حادثة إطلاق النار في منطقة قبرشمون، التي أودت بحياة إثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، تسلّم فرع المعلومات من الأمن العام ثلاثة موقوفين في الحادثة، إضافة إلى آخرين من الجيش اللبناني.

وفي السياق، أفيد أن اللواء ابراهيم استكمل اتصالاته، وسيتسلم الأمن العام موقوفين إضافيين، علما أن لائحة بكامل المتورطين والمشتبه بهم في إطلاق النار في منطقة البساتين أصبحت في عهدة الأجهزة الأمنية.

ارسلان: وضع الجبل غير مريح

من جانبه، اعتبر رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان أن "قرارات المجلس الاعلى للدفاع يجب أن تترجم ليس فقط في الشق الأمني، بل القضائي ايضا". وأكد "رفض مقاربة ما حصل في قبرشمون الا من زاوية واحدة وهي التعرض لأمن الدولة والسلم الاهلي من محاولة اغتيال وزير من الحكومة اللبنانية". وشدد على أن "أي تقاعس غير مقبول لأن وضع الجبل غير مريح".

وتوازيا، نفذ الجيش اللبناني يوما أمنيا في قضاء عاليه، فانتشر بكثافة وبقوة كبيرة في المنطقة، لا سيما في القرى التي شهدت توترا من خلال إعتصامات او قطع طرق. وهي: الشويفات - قبر شمون، عاليه، بعلشميه، صوفر، اضافة الى اقامة الحواجز في قبرشمون - البساتين، طريق عيناب شملان، بعلشمية صوفر، ولاقت هذه الخطوة ارتياحا لدى المواطنين.

"التقدمي": لضبط الوضع في صوفر

وصدر عن وكالة داخلية الجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي ما يأتي: "تواصل شلل النائب طلال ارسلان توتير الأجواء في الجبل، وآخر استفزازاتها احراق "يافطة" تحت جنح الظلام عليها عبارة شكر للوزير اكرم شهيب كانت رفعت قبل مدة في سوق صوفر. اننا نضع هذا العمل المعروف الهدف من ورائه بتصرف الاجهزة الامنية، مطالبينها بالمسارعة الى اتخاذ الاجراءات الفورية الكفيلة بضبط الوضع منعا لتكرار هذه الاعمال الغوغائية وحفاظا على الاستقرار في منطقة تنعم بالهدوء ويشكل الاصطياف فيها مصدر عيش لكثير من ابنائها".

&