&خالد السهيل

&

تابعت حوارا بين صديقين، في موضوع يتعلق بتوطين الوظائف. كلاهما لا يمكن المزايدة عليه في الحس الوطني. أحدهما كان يطرح قضية التوطين باعتبارها أولوية ويسعى إلى تمكين من يستطيع تمكينه من أبناء المملكة من الشباب والفتيات. الآخر يسير على النهج نفسه، لكنه يرى أن خطوات التوطين في القطاع الخاص، تخضع في كثير من الأحيان لمسائل اقتصادية وإنسانية لا بد من أخذها في الحسبان.
الأول كان ينظر إلى الثاني باعتباره متهاونا في التوطين. والثاني يعد الأول متطرفا في جنوحه إلى تحقيق نسب توطين تتجاوز ما تطلبه وزارة العمل والتنمية الاجتماعية. وكل واحد من الطرفين لديه وجهة نظر، لكن لا يمكن أبدا التشكيك في نبل مقاصد الطرفين، ولا يمكن التشكيك في نزاهة وسلامة مقصدهما في الحالتين.
"العنصرية" لفظة حادة، ممقوتة، لكنها بركان خامد مؤقتا في كثير من دول العالم، ينشط ويعود إلى الركود في أوقات وفترات متفاوتة. والقوانين والأنظمة في بلادنا وسواها من الدول المتقدمة، تقف بالمرصاد لكل تصرف أو تعبير عنصري ممجوج.
المملكة مقبلة على جملة من المبادرات الاقتصادية المهمة، ويدخل في ذلك الإقامة المميزة. إضافة إلى أننا حاليا - كما أكد ذلك ولي العهد - نتهيأ لاستقبال السياح من مختلف دول العالم. وبدأت المملكة جزئيا في هذا الأمر من خلال تأشيرة الفعاليات التي شهدت حضورا لسياح من خارج المملكة إلى فعاليات بعينها، بدءا من رالي الدرعية، ومرورا بشتاء الطنطورة، وانتهاء بموسم جدة الذي استقبل نحو 150 ألف سائح من الخارج.
المملكة بلد مضياف، وشعبها ينأى عن العنصرية، وهؤلاء القادمون مستقبلا للسياحة سيسهمون في ضخ أموال إلى القطاع السياحي، وهذا بدوره سيزيد الفرص الوظيفية لأبنائنا وبناتنا. ولا أظن أن هناك دولة في العالم في غنى عن استقطاب كفاءات من الخارج. وهذا ما يحدث لدينا ولدى سوانا.

&

&

&