& أمل السعيد&&

أكد السفير الألماني لدى المملكة يورغ راناو أن العلاقات بين السعودية وألمانيا تتمتع منذ فترة طويلة بعلاقات ثنائية مكثفة، وزيارات منتظمة رفيعة المستوى، والعمل على توسيع التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة والتعليم والرياضة.

وقال راناو لـ«عكاظ»: إن «رؤية 2030» خطة إصلاح طموحة للاقتصاد السعودي وستوفر العديد من الفرص للسعوديين، وما رأيناه خلال السنوات الثلاث الأولى من بدء تنفيذ الرؤية يبدو واعداً للغاية، إذ تتحرك المملكة العربية السعودية من خلال هذه الرؤية بثبات نحو اقتصاد يعتمد بدرجة أقل على النفط وأقل تركيزا على القطاع الحكومي، ولكنه في الوقت نفسه اقتصاد منفتح ومتنوع مع وجود قطاع خاص قوي وقادر على المنافسة.

وأضاف أنه يدرس في ألمانيا حاليا حوالى 1200 من المبتعثين على برنامج خادم الحرمين الشريفين، ومعظمهم في الطب أو يكملون تدريبهم الطبي المتخصص في ألمانيا، لافتاً إلى أن بلاده تدين بشدة هجمات الحوثيين على مطار أبها، ولا يمكن تبرير مثل هذه الهجمات المتعمدة على هدف مدني تحت أي ظرف من الظروف.. وإلى نص الحوار:

• كيف تقيم العلاقات بين المملكة العربية السعودية وألمانيا؟

•• من الناحية السياسية، تتمتع المملكة العربية السعودية وألمانيا منذ فترة طويلة بعلاقات ثنائية مكثفة مع زيارات منتظمة رفيعة المستوى، إذ قامت المستشارة الألمانية ميركل بزيارة إلى جدة في أبريل 2017، والتقى الملك سلمان مع المستشارة ميركل في 25 فبراير على هامش قمة الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في شرم الشيخ المصرية، وفي نهاية يونيو، شاركت كل من المستشارة ميركل وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة الـ 20 في أوساكا باليابان.

ويتضح جليا هنا أن طموحنا هو تعميق وتوسيع التعاون الثنائي فيما بيننا، ففي نهاية شهر يناير قام وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية أندرياس ميشائيلس بزيارة إلى مدينة الرياض، وأجرى مشاورات سياسية ثنائية مع وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير. وعلى صعيد آخر، فإن المملكة العربية السعودية وألمانيا هما بالطبع شريكان في مجموعة الـ 20، ويساهم قادتنا من خلال المجموعة في تشجيع التعاون الدولي التجاري في مجالات، مثل الاقتصاد الرقمي أو الاتصالات أو الذكاء الاصطناعي ويعملون على إيجاد طرق لمكافحة تغير المناخ. هذا وقبل رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة الـ 20 اعتبارا من ديسمبر 2019، فإن ألمانيا مستعدة لتقديم المساعدة لتحقيق نتائج ناجحة في نوفمبر 2020.

ما أريد أن أدعمه بشكل خاص هو توسيع تعاوننا في مجالات الثقافة والتعليم والرياضة، وفي الوقت الحالي، نحن نعمل على مبادرات في مجموعة واسعة من القطاعات ولتفعيل صيغ الحوار المناسبة.

رؤية طموحة

• كيف ترى الانتعاش الاقتصادي في المملكة العربية السعودية؟

•• رؤية 2030 هي خطة إصلاح طموحة للاقتصاد السعودي وستوفر العديد من الفرص للسعوديين، خصوصا الجيل الشاب.

صحيح أن كل تحول بعيد المدى يُعد أمرا صعبا، إلا أن ما رأيناه خلال السنوات الثلاث الأولى من بدء تنفيذ الرؤية يبدو واعدا للغاية، إذ تتحرك المملكة العربية السعودية من خلال هذه الرؤية بثبات نحو اقتصاد يعتمد بدرجة أقل على النفط وأقل تركيزا على القطاع الحكومي، ولكنه في الوقت نفسه اقتصاد منفتح ومتنوع مع وجود قطاع خاص قوي وقادر على المنافسة.

تتوجه المملكة العربية السعودية باتجاه المواد الكيميائية من صناعات المصب والتوطين، وإشراك القوى العاملة المحلية بشكل أقوى يجلب فرصا جديدة للتعاون من شأنها أن تغير بشكل جذري الطريقة التي نفكر بها في علاقاتنا الاقتصادية، إذ إننا على المدى المتوسط سوف ننتقل من التركيز على التجارة إلى شراكة في الاستثمار والتكنولوجيا.

• وماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عامي 2017 و 2018؟

•• مثلما هو حال الدول المصدرة الكبرى الأخرى، انخفضت الصادرات الألمانية إلى المملكة العربية السعودية على مدى السنوات الماضية منذ وصولها إلى الذروة في عام 2015، ما يعكس التراجع الاقتصادي الناجم عن انخفاض أسعار النفط.

وفي عام 2017 بلغت واردات المملكة من ألمانيا 6.6 مليار يورو، إلا أن صادرات المملكة إلى ألمانيا ارتفعت إلى 803 ملايين يورو (زيادة بنسبة 28.7% مقارنة بعام 2016).

أما في عام 2018 فقد بلغت الصادرات الألمانية إلى المملكة 6.2 مليار يورو.

• هل ترى الشركات الألمانية في المملكة العربية السعودية سوقا واعدة لاستثماراتها؟ هل هناك خطط في المستقبل القريب لزيادة حجم الاستثمارات الألمانية في المملكة العربية السعودية؟

•• من الواضح أننا نعتزم تكملة علاقاتنا القائمة على التجارة بشراكة استثمارية. ويوجد بالفعل الآن أمثلة جيدة على ذلك: مصنع التوربينات الغازية من شركة Siemens في الدمام، ومنشأة Linde للغاز في الجبيل ومصنع ThyssenKrupp في اليمامة، ناهيك عن 200 شركة ألمانية أخرى استثمرت في المملكة العربية السعودية، من بينها شركات صغيرة ومتوسطة.

الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة هي في الواقع بمثابة العمود الفقري للاقتصاد الألماني، وغالبا ما تكون الأولى على المستوى العالمي، وكثير منهم هم ما يسمى بـ«الأبطال الخفيون» في مجال تخصصهم. بفضل براعتهم التكنولوجية وتركيزهم على التدريب المهني، فإنهم يعدون شركاء مثاليين لتنفيذ رؤية 2030 بنجاح. وستعمل السفارة الألمانية ومكتب الاتصال السعودي الألماني (GESALO) على جذب المزيد من الشركات الألمانية إلى المملكة العربية السعودية.

شراكة تكنولوجية

• من الناحية الاقتصادية، ما دور ألمانيا في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وما أهم مجالات التعاون؟

•• لدى ألمانيا وشركاتها الكثير لتقدمه لرؤية 2030، إذ تتميز ألمانيا بقوتها في مجال الابتكار والتكنولوجيا وتضخ الحكومة وكذلك القطاع الخاص استثمارات كبيرة خصوصا في مجال البحث والتطوير، بل إن القطاع الخاص يفوق الحكومة في هذه الاستثمارات، في الوقت نفسه تقدم جامعات ألمانيا المتميزة التخصصات الهندسية على أعلى مستوى. كما أن التدريب المهني له تقليد طويل في ألمانيا، ويشكل أحد الأعمدة التي تقوم عليها براعة ألمانيا الصناعية، إذ إن الجامعات الجيدة والبحث والتدريب ثلاثتهم يعدون ضرورة لتحقيق الهدف طويل المدى المتمثل في التحول الناجح إلى مجتمع قائم على المعرفة.

عندما يتعلق الأمر بقطاعات محددة، فإن لدى ألمانيا الكثير لتقدمه في مجالات الرقمنة بما في ذلك الرقمنة في مجال التصنيع الذي يطلق عليه Industry 4.0، والخدمات اللوجستية والنقل، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، والنقل والتصنيع. لذلك فإن الصناعة الألمانية بخبرتها التكنولوجية وتركيزها على التدريب المهني تعتبر هي الشريك المثالي لتطبيق رؤية 2030 بنجاح.

• وما عدد الشركات الألمانية الناشطة في المملكة العربية السعودية؟

•• على الرغم من صعوبة تحديد الأرقام بدقة، فإننا نعتقد أن حوالى 1300 شركة ألمانية تعمل مع المملكة العربية السعودية، 200 منهم موجودة محليا بشكل ما في البلاد وبعضهم موجود في المملكة العربية السعودية لأكثر من 40 عاما، تماما مثل جيسالو (GESALO).

مكتب الاتصال

• ما أبرز أعمال جيسالو (GESALO)؟

•• يُعد مكتب الاتصال الألماني السعودي للشؤون الاقتصادية (GESALO) جزءا من الشبكة العالمية للغرف التجارية الألمانية بالخارج ويعزز العلاقات الاقتصادية الثنائية من خلال عدد من الأنشطة. من بينها تقديم المشورة بشأن دخول الأسواق، وذلك للشركات الألمانية المهتمة بالقيام بالأعمال التجارية في المملكة العربية السعودية، كما أنها تجري دراسات حول السوق وتنظم رحلات الوفود. كما أن «جيسالو» تمثل أيضا معارض التجارة الألمانية في المملكة العربية السعودية وتقدم الاستشارات القانونية وخدمات الوساطة، إضافة إلى ذلك تمثل "جيسالو" منتدى لمجتمع الأعمال الألماني السعودي، إذ يعقد اجتماعات دورية في كل من الدمام والرياض وجدة. كما توفر «جيسالو» حلقة اتصال بين أوساط الشركات الناشئة المفعمة بالحياة (المتجددة) في كل من المملكة العربية السعودية وألمانيا، وذلك ضمن أمسيات عروض لتلك الشركات.

بشكل عام فإن «جيسالو» تمثل حجر الزاوية في العلاقات التجارية الألمانية السعودية وتمثل واحدة من الركائز الثلاث للسياسة الاقتصادية الخارجية الألمانية جنبا إلى جنب مع السفارة الألمانية ومؤسسة ألمانيا التجارة والاستثمار (GTAI) التي تركز على الاستثمارات.

• ما حجم السياحة السعودية في ألمانيا؟

•• ألمانيا هي من بين أكثر الوجهات المرغوبة لدى السياح من المملكة العربية السعودية. إذ إنه ووفقا لآخر أرقام الإحصائيات عام 2017 قضى السياح من دول الخليج العربي ما مجموعه 1.77 مليون ليلة فندقية في ألمانيا، وقدم معظمهم من المملكة العربية السعودية، وهناك مؤشر آخر على أن السعوديين يأتون إلى ألمانيا بأعداد كبيرة، ألا وهو إحصاءات التأشيرة، ففي عام 2017، احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الخامسة على مستوى العالم من حيث عدد التأشيرات إلى ألمانيا.

• هل هناك خطة ألمانية لجذب السياح السعوديين خاصة في مجال العلاج الطبي؟

•• بالفعل تحظى ألمانيا بشهرة واسعة في علاج المرضى من جميع أنحاء العالم، ففي عام 2017 سافر 247500 سائح من 177 دولة حول العالم إلى ألمانيا من أجل تلقي العلاج الطبي فقط، ويوجد في ألمانيا أكثر من 2000 مستشفى، إضافة إلى ما يزيد على 30 مستشفى جامعيا تقدم أعلى معايير الرعاية الطبية، علما أن «جيسالو» تقدم المساعدة لتحديد المستشفى المناسب وتنظيم الإقامة في ألمانيا للأسباب طبية.

مواجهة الإرهاب

• ما مجالات التعاون بين ألمانيا والسعودية لمواجهة الإرهاب؟

•• ألمانيا والسعودية شريكان في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش. وينصب تركيزنا هنا على ضمان استدامة الهزيمة العسكرية لداعش من خلال تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة، وتسهيل عودة المهجرين داخليا ومعالجة الأسباب الجذرية لظهور داعش. إذ وصلت المساعدات الألمانية لدعم الاستقرار والتعاون الإنمائي والإغاثة الإنسانية منذ 2014 إلى 1.3 مليار يورو في العراق و1.23 مليار يورو في سوريا.

• باعتبارك سفيرا أوروبيا يعمل في المملكة العربية السعودية كيف تقيم الوضع الحالي لحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية؟

•• إن تعزيز الحماية الفعالة لحقوق الإنسان وسيادة القانون يعتبر هو حجر الزاوية في سياسة ألمانيا الخارجية منذ سنوات عدة، إذ إن ألمانيا طرف في الاتفاقيات الرئيسية لحقوق الإنسان وقبلت مجموعة متنوعة من الالتزامات الناشئة عن هذه الاتفاقيات، بما في ذلك الاختصاصات القضائية للمحاكم الدولية. كما كانت ألمانيا عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من 2013 حتى 2018.

وفي 2018، خضعت ألمانيا للمراجعة الدورية الشاملة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كما فعلت المملكة العربية السعودية. بطبيعة الحال، فإن مناقشة حقوق الإنسان بشكل هادف وواسع هو من الأمور التي نهدف إليها ضمن مناقشاتنا الثنائية.

• كيف تفسرون عودة ظاهرة رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) على الساحة الأوروبية مرة أخرى؟

•• تعد الحرية الدينية بجميع جوانبها - سواء كانت ممارسة شعائر الدين بدون عوائق أو عدم التمييز بسبب الدين - قيمة أساسية في المجتمع الألماني ونحن نعتبرها حقا إنسانيا عالميا.

وتراقب ألمانيا جرائم الكراهية بعناية وهذا ينطبق بالتساوي على الجرائم المرتكبة ضد الأجانب والجرائم العنصرية وجرائم معاداة السامية والجرائم المعادية للمسلمين وكذلك الجرائم التي تستهدف الميل الجنسي. وفقا لآخر الإحصائيات تم تسجيل 910 جرائم ذات خلفية معادية للمسلمين في عام 2018، أي أقل بقليل من 1075 جريمة وقعت في عام 2017، والأكثر إثارة للقلق هو صعود الجرائم المعادية للسامية، حيث زاد عددها بنسبة 20% من 1504 حالات في عام 2017 إلى 1799 حالة في عام 2018.

منذ عام 2017، تم تضمين الجرائم ضد المسلمين في الإحصاءات الجنائية الألمانية، وذلك لتوفير أساس من الحقائق. أيضا في عام 2017، دخل قانون جديد لمكافحة جرائم الكراهية على الإنترنت حيز التنفيذ لمواجهة جرائم الكراهية على الشبكات الاجتماعية بشكل أكثر فعالية، تلك الجرائم التي كان يعاقب عليها بالفعل القانون الجنائي الألماني. يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن هذه الجرائم بسهولة أكبر والشبكات الاجتماعية ملزمة بإزالة المحتوى غير القانوني في غضون 24 ساعة. إننا بهذا القانون نتعاطى أيضًا مع التغيير المقلق في لهجة الخطاب العام عبر الإنترنت، حيث تكون المناقشات في كثير من الأحيان عدوانية ومهينة أحيانا ومليئة بالكراهية.

خطاب الكراهية هذا لا علاقة له بحرية التعبير ومن شأنه تقويض التعايش السلمي في المجتمعات المفتوحة، وبالتالي نحن بحاجة إلى الأدوات المناسبة لمجابهته.

جريمة حوثية

• كيف تصف جريمة الحوثيين بضرب مطار أبها المدني؟

•• لقد أدنا بشدة تلك الهجمات التي تحمل الحوثيين المسؤولية عنها بعد وقوعها مباشرة على مطار أبها. لا يمكن تبرير مثل هذه الهجمات المتعمدة على هدف مدني تحت أي ظرف من الظروف، وفي ما يتعلق بالصراع في اليمن بشكل أعم، نعتقد أنه لا يمكن التوصل إلى حل إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية، ونحن ندعم المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث في جهوده لتحقيق تسوية سياسية دائمة للصراع في اليمن.

• هل يوجد تعاون وبرامج في مجال التعليم؟

•• يدرس في ألمانيا حاليا نحو 1200 من المبتعثين على برنامج خادم الحرمين الشريفين، ومعظمهم في الطب أو يكملون تدريبهم الطبي المتخصص في ألمانيا. ويعد برنامج التدريب الطبي المتخصص في مستشفى شاريتيه في برلين – وهو واحد من أقدم المستشفيات الجامعية والأكثر شهرة في ألمانيا – من أبرز هذه البرامج. إذ يتم قبول حوالى 20 طبيبا سعوديا من خيرة الشباب في هذا البرنامج الذي بدأ عام 2015 من قِبل السفير السعودي الأسبق في ألمانيا الدكتور أسامة شبكشي، ولما كان المجال الطبي منذ فترة طويلة أحد الأعمدة التي يقوم عليها تعاوننا الأكاديمي، فإننا نعتزم توسيع المجال ليشمل مجالات أخرى تتفوق فيها ألمانيا، مثل الهندسة والعلوم.

تعاون ثقافي

• كيف ترى التغيرات الثقافية التي حدثت في المملكة العربية السعودية؟

•• الانفتاح الذي تمر به كل من الثقافة والمجتمع بالمملكة لهو أمر مثير للإعجاب. فقد عملت في هذا البلد منذ أكثر من 30 عاما كنائب قنصل عام في جدة. عندما عدت في أكتوبر من العام الماضي، أعجبت وأذهلني وجود دولة تستضيف حفلات موسيقية وعروضا وأحداثا رياضية. وهناك العديد من الفعاليات التي يمكن أن تذهب إليها في الرياض كل يوم، وهذا بمثابة نقلة هائلة لجودة الحياة. لا يسعني إلا أن أشيد بوزير الثقافة على الإستراتيجية الثقافية الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الثقافة كجزء من الهوية السعودية وتعزيز التبادل الثقافي. إنني متحمس أيضًا لفرص التعاون الثقافي الجديدة التي تنشأ من هذه الإستراتيجية.

ويمثل التعاون الثقافي بالنسبة لنا تعاونا بالمعنى الحقيقي للكلمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهو عملية مشتركة يساهم كل طرف فيها بما لديه من خبرة، وننطلق من خلفياتنا بغرض الدخول في عملية مشتركة لا تؤدي فقط إلى نتيجة لم نكن لنتمكن من تحقيقها بمفردنا، ولكن تؤدي أيضا إلى تشكيل وإثراء هويتنا. في شهر إبريل الماضي حضر وفد ثقافي كبير من ألمانيا للنظر في أفكار للتعاون مع شركائنا السعوديين في عدد من المجالات منها الأفلام والمتاحف والآثار، وأنا واثق من أننا سنرى المزيد من التبادل الثقافي بين ألمانيا والسعودية في المستقبل القريب.

• تشهد اللغة الألمانية انخفاضا في معدل انتشارها وعدد الأشخاص الذين يتعلمون اللغة. وبما أن اللغة أصبحت واحدة من أهم وسائل الاتصال في جميع المجالات، هل ترى أن في ذلك مشكلة وهل هناك خطة لمعالجتها؟

•• عدد الأشخاص الذين يتعلمون اللغة الألمانية في جميع أنحاء العالم هو في الواقع مستقر للغاية. إذ إنه وفقا لآخر استطلاع للرأي أجري في عام 2015، فإن ما مجموعه 15.4 مليون شخص يتعلمون اللغة الألمانية في جميع أنحاء العالم - وذلك أكثر بقليل من العدد الذي توصل إليه الاستطلاع السابق في عام 2010، وهو 14.9 مليون، ومع ذلك هناك اختلافات جغرافية ضخمة تمتلك أوروبا الحصة الأكبر من حيث عدد الأشخاص الذين يتعلمون اللغة الألمانية، وعددهم 9.4 مليون.

أما في الشرق الأوسط يبلغ العدد 310000. علما أننا افتتحنا مؤخرا في المملكة العربية السعودية مركزا لتعليم اللغات بمعهد جوته في عام 2014. بالإضافة إلى ذلك توجد مدرستان ألمانيتان في الرياض وجدة تقدمان تعليماً باللغة الألمانية مفتوحا لجميع المهتمين والمرتبطين بألمانيا. كما عرضت جامعة الملك سعود برنامجا للغة الألمانية لفترة طويلة، ومؤخراً قامت جامعة عفت وجامعة الفيصل بتدريس اللغة الألمانية. نعتقد أن هناك أسبابا كثيرة لتعلم اللغة الألمانية، اللغة الألمانية لديها أكبر عدد متحدثين أصليين في أوروبا، والاقتصاد الألماني هو من بين أكبر الاقتصادات وأكثرها تنافسية وابتكارا في العالم، كما يتيح تعلم اللغة الألمانية الوصول إلى نظام تعليم عال ممتاز ومجاني غالبا، بالإضافة إلى أنك ستتعلم المزيد عن ثقافتنا وطريقة تفكيرنا.