&خالد السليمان

ضبطت الشرطة الإيطالية صاروخا فرنسيا يحمل علامة ملكية سلاح الجو القطري بحوزة جماعة إرهابية متطرفة نازية، مثل هذه الأسلحة النوعية لا تباع في الأزقة الخلفية للمدن كما تباع المسدسات والبنادق وحتى المدافع الرشاشة، ولا تتنقل بين المدن والدول كما تتنقل حقائب الثياب، ولكي يصل هذا الصاروخ إلى هذه الجماعة الخارجة على القانون لا بد أن يكون مر بمليشيات مسلحة تخوض حروبا تدعمها حكومات دول وليس عصابات تتقاتل على مناطق نفوذ أزقة بيع مخدرات أو تهريب ممنوعات !

اللافت أن وسائل الإعلام الغربية مرت على الهوية القطرية للصاروخ مرور الكرام ولم يحتل حتى صدارة الخبر، وربما كان هذا مقبولا من الناحية المهنية حتى تنتهي التحقيقات وتصل إلى رصد مسار تنقل الصاروخ، لكن هذا الإعلام لم يكن دائما مهنيا في التعامل مع أخبار مشابهة ربطت دولا أخرى بالإرهابيين وتمويل الإرهاب، وأستطيع أن أتخيل كيف سيكون تعاطي وسائل الإعلام الغربية مع الحدث لو أن اسم السعودية هو الذي كتب على الصاروخ ولو بقلم رصاص أو أصبع طباشور !

الفرنسيون معنيون الآن بسؤال القطريين عن سبب وقوع بضاعتهم في أيدي إرهابيين نازيين يمارسون نشاطهم المحظور في دولة أوروبية، كما أن المجتمع الدولي معني بسؤال القطريين عن سبب وجود صاروخ متفجر خارج مستودع تخزينه داخل قطر ليهدد السلم في إيطاليا، وربما من الفيد أن يجرد المستودع للتأكد من أن صواريخ أخرى ليست اليوم في ليبيا أو سورية أو اليمن أو مناطق صراع تشعلها حروب الوكالة التي تمولها حكومات صغيرة تبحث عن أدوار كبيرة !