& فاتح عبدالسلام&&

&

كانت الطائرات المسيّرة الأداة الأساس في مكافحة الإرهاب وملاحقة قيادات تنظيم القاعدة في اليمن، وأفغانستان منذ عام 2000، كما استخدمتها إسرائيل في الاغتيالات ضد قيادات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنها لم تتحوّل إلى عنوان كبير يتصدر المواجهات العسكرية في المناطق الساخنة في الخليج العربي أو الشرق الأوسط على نحو عام كما يحدث اليوم.

اللافت في الآونة الأخيرة، ظهور الخلاف واضحاً على هوية تلك الطائرات أكثر من التركيز على ما فعلته أو ما يمكن أن تقوم به، في ظل عدم التعامل المناسب من الرادارات المتقدمة مع هذه الأسلحة البدائية في التصنيف العام، بالقياس إلى الطائرات الحربية من الأجيال المتقدمة، والطائرات المسيّرة ليست جميعها ذات كفاءة تكنولوجية عالية أو باهظة الثمن كالطائرة الأمريكية (130 مليون دولار) التي أسقطتها إيران في الخليج قبل ثلاثة أشهر، وإنما هناك طائرات قابلة للتصنيع المحلي، ومن هنا فإنّها من الأسلحة التي لا يؤسف عليها، عند تدميرها أو فقدانها.

قبل ثلاثة أيام، أعلنت سوريا في تصريح مصدر رسمي أنه في القنيطرة تمكنت القوات السورية من السيطرة على طائرة مسيّرة قادمة من جهة الغرب فوق أجواء بلدة «عرنة» بسفوح جبل الشيخ وقامت بإسقاطها.

وأوضح المصدر أنه بعد تفكيك الطائرة «تبين أنّها مزودة بقنابل عنقودية إضافة إلى تفخيخها بعبوة من مادة السيفور الشديد الانفجار»، البيان لم يحدد هوية الطائرة على نحو صريح، ولكنّه ألمح إلى إسرائيل، التي فندت مباشرة بأن الطائرة ليست ملكاً لها، ونفت شنّها أي هجوم ذلك اليوم.

وفي العدوان على المنشآت النفطية السعودية، حاولت أطراف حرفَ النظر عن الاعتداء من خلال تسليط الضوء على مجهولية الطائرات المسيّرة والصواريخ التي قامت بالاعتداء، رغم أن الرياض عرضت أجزاء من أسلحة الهجوم وقالت إنها لإيران.

كما أن التأكيدات الأمريكية ذهبت إلى أنها طائرات لم تأتِ من الجنوب، رغم كل الدلائل التقنية التي يمكن أن تكشف هوية الطائرات، لكنّها تبقى في المجمل طائرات تحتمل المجهولية في أثناء تنفيذ الهجمات كونها تراوغ شاشات الرادارات التقليدية أو كونها تتجوّل في أكثر من فضاء قبل أن تتجه إلى هدفها المقصود.. هذه الطائرات قد تؤدي وظيفة الحرب بالإنابة، أو الحرب المموّهة التي لا يُراد لها أن تكون علنية رسمية، خشية أن تنفلت عن إطارها المسبق، فتصبح غير مسيطر عليها.