&بينة الملحم

&التحدي الآن أمام إيران أن تكون دولة حقيقية وفي حالها، وإذا ما أصرت على التمدد خارج حدودها والتدخل في شؤون جيرانها وسياسة الاستعداء ضد المملكة واستهدافها الإرهابي المستمر ضدها فإن إيران حتماً ستدفع الثمن..

من نافلة القول التأكيد بأن&مشكلة إيران الأساسية هي أنها لا تَكُن لنا إلا كل مشاعر الكره والعداء مع أن المملكة وجميع دول الخليج وأنظمتها أقدم من النظام الإيراني وأعرق سياسياً، وهذه مشكلة في النظام الإيراني المرتبط بولاية الفقيه.

أخذت الثورة الإيرانية سنة 1979 صيغة إقليمية، فالثورة الإيرانية؛ وبعد أن نجحت وأحكمت قبضتها على البلاد، لم تحصر نفسها على الحدود الإيرانية، وإنما ألحّت على مبدأ "تصدير الثورة"، وفي مقدمة الدستور الإيراني نقرأ: "ومع الالتفات لمحتوى الثورة الإسلامية في إيران، التي كانت حركةً تستهدف النصر لجميع المستضعفين على المستكبرين، فإن الدستور يعد الظروف لاستمرارية هذه الثورة داخل البلاد وخارجها". أخذت لغة التصدير هذه تجوب المنطقة، وحاولت أن تصدر هذه الثورة إلى الخليج والمملكة ولكن إيران لم تستطع أن تخترق الحصون السعودية الوطنية، لأن الممانعة الاجتماعية كانت ولا تزال قوية، غير أن الشيء الوحيد الذي نجحت به، أن تجنّد بعض الذين ارتهنوا لها سياسياً، معطيةً إياهم أوامر إرهابية أو تخريبية ومحرضةً أو أدواتها في المنطقة لتنفيذ أجندتها.

وبصرف النظر عما ينص عليه دستور الثورة الإيرانية ومحاولات النظام الإيراني لتصدير ثورتها إلى المملكة&فإيران تدرك جيداً أن المملكة بالذات بكل ما تختزنه من ثروات، تؤثّر وتتأثر&بشكل سريع ومباشر بكل ما يحيط بها من تحولات، فهي منطقة ذات تأثير في المنظومة العالمية نتيجة لسمات أكثرها مرتبط بكونها المصدر الأكثر إنتاجاً للطاقة في العالم، ونظراً لما تضمّه المنطقة من مخزون ثمين من المعادن الغالية من النفط إلى الغاز مروراً بخيرات تنعم بها المنطقة، وتعتاش عليها الشعوب وفضلاً عن مكانتها السياسية المحورية وتحالفاتها العالمية الكبرى فضلاً عن كل ذلك زعامتها الإسلامية وما تضمه من قبلة المسلمين ومقدساتهم ما يجعلها مهوى أفئدة أكثر من ملياري شخص حول العالم.&

وعلى إثر الاعتداء الإرهابي على معامل النفط السعودية ببقيق الأخير وما صرّح به&وزير الدولة للشؤون الخارجية، عادل الجبير؛ في لقاءٍ مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أن إيران دائماً كانت دولة عدائية، وعليها أن تحترم سيادة الدول الأخرى، وتتوقف عن التدخل في شؤون غيرها من الدول.&وأضاف "لقد كان التاريخ الإيراني للسنوات الأربعين الماضية واحداً من الأنظمة العدائية، وخاصة ضد بلدي. كنا ندعو إلى بذل جهد عالمي لاحتواء سلوك إيران العدواني".

وتأكيداً على تصريح معالي الأستاذ عادل الجبير ما ذكره&الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية سابقاً&في لقاءٍ معه ضمن فيلم وثائقي أن الملك فهد كان يريد من إيران فقط كف الأذى. ليس طموحاً للعرب أن تكون إيران ضمن مصالحهم لأن إيران تنطلق من جذور تاريخية وتريد أن تكون امبراطوريةً تأمر ولا تؤمر، وتكون هي المدبر الرئيسي لكل صغيرة وكبيرة في العالم العربي والخليج العربي. وإيران ليست سباقة للتعامل مع العرب والخليج عموماً بلباقة دولة، بل تمثل نظام مافيا أو تجميع ميليشيات مسلحة ومأوى تنظيمات وجماعات إرهابية وتدعم كل الحركات الانفصالية في الدول العربية، من العراق إلى لبنان وسورية واليمن عبر حزب الله إلى منطقة الخليج، فهي لا تدعم الحقوق الطائفية كما تزعم وتدعي بل تدعم أي أمر يعزز من الاضطراب الداخلي لهذه الدولة أو تلك.

التحدي الآن أمام إيران أن تكون دولة حقيقية وفي حالها، وإذا ما أصرت على التمدد خارج حدودها والتدخل في شؤون جيرانها وسياسة الاستعداء ضد المملكة واستهدافها الإرهابي المستمر ضدها فإن إيران حتماً ستدفع الثمن، إيران دخلت حرباً ضد العراق وخسرت الكثير ولم تربح شيئاً، وتدخل حروباً باردة مع الخليج وغير الخليج ثم لا تجني إلا الرماد.. ولكن بعض الرماد في النهاية يُخلّف حرائق تلتهمها!