&منى الرئيسي&&

&&

يقول البعض إننا نتجه إلى العيش في زمن المادية البحتة، وتتجذر في تعاملاتنا فكرة البقاء للأقوى، وتغلب على علاقاتنا المصالح والمنفعة أكثر من قيم التعاضد وحب الخير، وهذه النظرة تتعمق مع الانفتاح الرقمي العشوائي وفوضى العولمة، لتتأثر بالدرجة الأولى «القيم والأعراف الأخلاقية».

والمتابع للآراء القيمية العامة في مواقع التواصل الاجتماعي يرى أن هناك خلطاً كبيراً بين العقيدة والعرف والعادة، مما جعل الخوض في كل ما من شأنه مَس الأعراف والعادات محل جدليةٍ عالية يتداولها النشطاء الاجتماعيون بشكل سطحي مع غياب مباحث فلسفية عميقة ومدروسة في هذا الشأن.

فمثلاً، هناك من يشكك في عقيدة الشخص الذي يطرح مسائل عقلانية لا تمس أصول الدين بل تتحدث عن أعراف عامة، وهنا نذكر أن العرف هو ما استقر في النفوس من جهة العقول، وتلقته الطباع السليمة بالقبول.

ومع ضيق المساحة للاسترسال في مواضيع شائكة كهذه لا تزال المجتمعات العربية تخشى الخوض فيها، لذا من الأفضل طرح دراسات علم الأخلاق لنضع أمام الجمهور التحليل العقلاني لكل هذه الجدليات، التي تأخذ من ساحة التواصل الاجتماعي مكاناً لشن حروب فكرية شرسة، لا تستند إلى الأخلاق المعبرة عن قيمة الخير أو المنطق المعبر عن قيمة الحق، بل تعتمد على قلوب رقيقة سهلة الاستمالة ولها انتشار كبير، فيعود المجتهدون في هذه الجوانب إلى نقطة الصفر جراء ما أحدثوه من صدمات غير مدروسة العواقب.. ويبقى السؤال: هل لا تزال الأخلاق الفلسفية ترى أن الطبيعة البشرية واحدة في كل زمان ومكان رغم التطور الحاصل الآن في العلاقات؟