&بينة الملحم

&

&كانت الزيارة الأولى لي إلى موسكو في العام الماضي أغسطس 2018، وأعتقد كذلك كثير من السعوديين كُنّا نحمل تلك الصورة الذهنية عن تلك البلاد العظيمة التي تشكّلت مما نسمع أكثر مما نرى، وربما لم يخطر في بال الكثيرين منّا أن يأتي يوم ويزورها ويتعرّف عليها عن كثب، ولا عجب ما رأينا من جمال تلك البلاد والذي لا يضاهيه سوى حفاوة الشعب الروسي وترحابه لنا والذي ذكّرنا&بالزيارة الملكية، وذلك الاستقبال الأسطوري لملك الحزم والعزم في العاصمة الروسية موسكو في أكتوبر 2017 من قبل الرئيس بوتين، تلك الزيارة التاريخية التي عُدّت نقطة تحوّل بكل المقاييس، وليس على مستوى العلاقات السعودية الروسية فحسب بل وألقت بظلالها على المنطقة برمّتها خصوصاً في ظل الظروف الإقليمية الراهنة وتغير الخرائط وتبدل المحاور وتحوّل التحالفات.

ومنها سعت المملكة حثيثاً&إلى تعميق العلاقات السياسية مع الجانب الروسي على أساس المصالح المشتركة بين البلدين وفضلاً عن ثمار تلك الزيارة التاريخية الاقتصادية ومن أبرزها إبان&زيارة الملك سلمان إلى موسكو حينما أطلق صندوق الاستثمارات العامة كمنصة روسية - سعودية للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، وكذلك منصة روسية - سعودية أخرى للاستثمار المشترك في مشروعات الطاقة والتنقيب عن النفط عدا توقيع حزمة من الاتفاقيات السعودية الروسية، والتعاون الاقتصادي العسكري والتجاري والاستثماري&والتي لعبت دوراً فعالًا في إذابة جبال الجليد التي كانت تفصل بين روسيا والمملكة خصوصاً على مستوى التحالفات عامة، فبعد أن كانت الولايات المتحدة الحليف الوحيد أو الأبرز للمملكة في الشرق الأوسط حتى وقت قريب لم يكن أحد يتوقع التغيّر الكبير في موقف المملكة تجاه الجانب الروسي بعد أقل من عام على مغادرة أوباما كرسي حكم الولايات المتحدة الأميركية.

وفيما أكده معالي الأستاذ عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة، ستكون تاريخية ومميزة كما هي زيارة خادم الحرمين إلى روسيا وكذلك زيارة ولي العهد.

وقال في حديث عبر بودكاست الخارجية، التي أطلقت أمس بثها التجريبي، كل هذه الزيارات ساهمت في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى الأمام سواء في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاستثمارية.

وكون الاقتصاد هو مروحة السياسة وفي ظل ما تشهده&المنطقة ويعصف بها من تغير الخرائط السياسية، وتبدل الأفكار حول قوى المنطقة والنفوذ، ومما كان في&زيارة الملك سلمان لموسكو من توافقات سياسية موفقة لتجسير التعاون الاستراتيجي بين دولتين محوريتين تُعلّق عليهما الآمال لحلّ الكثير من الملفات السياسية&بالمنطقة.









&