& ليلى بن هدنة

&

يعيش الاتحاد المغاربي حالة من التفاؤل، بعد الإعلان عن قمة مغاربية مرتقبة، خلال شهر فبراير المقبل، بعد قرابة ربع قرن من الجمود، ولكن حسب المعطيات، فإن الطريق إلى هذا المبتغى كان دائماً محفوفاً بالتوجس، وكل مبادرة تطلق في الاتجاه الإيجابي، كانت تصطدم بعراقيل تعيد المبادرة إلى نقطة الصفر، فالاتحاد حاضر اليوم كهيكل بلا روح، واستمرار الجمود لا يخدم أي طرف، وهذا الوضع يوثر بلا شك في التنسيق الأمني والاستخباراتي بين دول المنطقة، لمكافحة الإجرام العابر للحدود ومتعدد الأشكال.

إن الشعوب المغاربية تواجه عدواً مشتركاً، يتمثل في الجمود الذي أدى إلى تعطيل الشراكة بين هذه الدول في صالح الدول الأوروبية، فالمشاكل العالقة بين دول الاتحاد تحول دون تحقيق الأهداف المسطرة والاندماج الكلي، حيث كان من الأولى طرح حلول لتلك الإشكالات، وليس القفز عليها، حيث إن الوضع الداخلي للدول المغاربية ومستجدات محيطها الجهوي، يفرض على أنظمتها السياسية تجاوز وضعية الجمود التي ترهن طموحات شعوب المنطقة، والتفكير بعمق في بناء «كيان مغاربي» قوي ومتماسك وفعال، فما يجب القيام به لتفعيل الاتحاد، هو إعادة نسج العلاقات المغاربية في شكل شراكة حقيقة فعالة، تكون قائمة على الثقة والانسجام وتقاسم المصالح والمنافع بين كل شعوب المنطقة.

إقلاع اتحاد المغرب العربي، يمر عبر الوعي السياسي بضرورة تغليب مصلحة المنطقة في أي بناء إقليمي، فالعالم العربي يعيش حالياً، عدداً من الأزمات، ولو كان الاتحاد المغاربي قوة إقليمية موحدة، لساعد على تجاوز عدة من هذه المشاكل، خصوصاً ما يتعلق بالوضع في ليبيا. حيث إن حالة الفوضى التي تعرفها ليبيا، تضع دول المغرب العربي في مواجهة مباشرة مع خطر إرهاب عالمي، يهدد استقرارها ومناخ الاستثمار فيها.

ففي وقت يتنامى فيه الرهان دولياً على التكتلات كخيار مربح، فإن التوجه نحو تفعيل هذا الاتحاد، لا مفر منه، لكون المعطيات الدولية في العصر الراهن، تتطلب من الدول المغاربية، إنشاء تكتل سياسي واقتصادي، لمواجهة التكتلات الجهوية والإقليمية التي تشهدها مختلف مناطق العالم.