&بينة الملحم

&الدخل المبدئي للهيئة العامة للترفيه من موسم الرياض منذ انطلاقه من فترة وجيزة قد تعدّى مليار ريال سعودي؛ فيما تجاوز الدخل غير المباشر والتغير في التدفقات النقدية من "مدى"، خلال الفترة الزمنية للموسم 4 مليارات ريال، بينما تجاوز زوار الموسم حتى الآن العشرة ملايين زائر! ما اُستهل به المقال من أرقام ليست خيالاً بل واقعاً وحقيقة كشف عنها مؤخراً رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه رئيس موسم الرياض معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ.

وبصراحة لم أنبهر شخصياً أو أتفاجأ من معرفة وسماع تلك الأرقام والموسم لم ينتهِ بعد! والتي أعتقد فاقت توقعات الكثير بكثير، وفي المقابل خذلت البعض ممن حاولوا التشكيك في رهان هيئة الترفيه وعملها وتحقيق أهدافها في ظل رؤية 2030 على مختلف الأصعدة سواء كان استثمارياً اقتصادياً أو تنموياً أو فكرياً اجتماعياً أو حتى التوظيف الاقتصادي للرؤى السياسية والذي كسبت فيه الهيئة - برأيي الشخصي - الرهان وبقوة غير مسبوقة سيحفظها لها التاريخ وتنقش على جدار ذاكرة المرحلة.

إن المتأمل في تلك الأرقام وانعكاسها على الدولة والمجتمع لعل أول ما يخطر بذهنه أيننا عن ذلك منذ زمن بعيد؟ حقيقة لا أحب الاستمراء أو العودة للحديث في مربعات الماضي، ولكن لأن الشيء بالشيء يذكر وطالما أن هذه النجاحات والأرقام الخيالية غير المسبوقة سيحفظها تاريخ المرحلة فمن الضروري أن نتذكر ونُذكّر الأجيال القادمة التي لم تعش تلك المراحل كيف سئمنا وسئم المجتمع في زمنٍ مضى ممّن أُسمّيهم بأعداء التنمية الذين كانوا يطرحون&خطاباتهم التي تربط بين "تنمية الوطن" من جهة وبين "التغريب" من جهةٍ أخرى، ويوهمون المجتمع أن كل التنمية تغريب مع أن التنمية مفهوم مرتبط بالمجتمع والدولة، ومن رأى أن التنمية تغريب فهو ينطلق من هواجسه الخاصة ومن مرئياته الناقصة أو ما وراء بُغيته في تحريض المجتمع ضد إرادة الدولة ورؤيتها التنموية.

وإلى ما قبل عصر مملكة المستقبل ورؤية 2030 التي يقودها عرّاب الرؤية وعرّاب مملكة المستقبل الأمير محمد بن سلمان كانت بقايا ذلك الفكر الصحوي الذي كان يتخذ من تخويف وترهيب الناس والمجتمع من التقدم والأفكار التنموية والتحديث أو المشروعات الخلاقة لصالح ولخدمة مشروعهم السياسي الذي كشفهم وكشف نياتهم تماماً على الملأ مخطط الربيع العربي التآمري وتخابرهم ضد وطنهم ومواقفهم الثورية والتحريضية عبر رموزهم من دعاة السياسة.

أما اليوم وفي ظل سعودية 2030 فقد ولّى ذلك الزمان وولّت معه كل محاولات الاستغلال من قبل دعاة السياسة والثورات وربط التنمية بالتغريب والعبرة بالسير الحثيث نحو المستقبل ولا وقت لدينا ولا للنهضويين والرؤويين من قادة وسياسيين أو مسؤولين أن يلتفتوا إلى المثبطين أو المرجفين الذين يودّون لو أن العجلة تتوقف أو تسير&إلى الوراء كثيراً أو تُثير المجتمع ضد قيادته لكن كل ذلك انتهى ونحن في زمن الرؤية وزمن التنمية والنهضة التي تأتي بها إرادة القيادة والدولة وتطلعات الشعب والمجتمع جميعاً.