وفاء صندي

قبل أن يسدل العام المنصرم ستاره، فتح التدخل التركي في ليبيا باباً أمام حرب وشيكة، ومع انطلاق العام الجديد أعاد مقتل قاسم سليماني سيناريوهات تتنبأ باشتعال حرب جديدة في المنطقة خلال 2020، وهذا يعني أننا سنكون أمام عام ساخن ومليء بالأحداث والتحولات في منطقة لا تزال تعاني من مخاض التغيير.

في ليبيا، باتت الأمور أكثر تعقيداً بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إليها دعماً لحكومة الوفاق الوطني، حيث إن طموح تركيا في التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، ورغبتها في التدخل عسكرياً في ليبيا يعني المواجهة المفتوحة بينها من جهة، وبين مصر وإسرائيل وقبرص اليونانية.

وفي العراق، تداعيات سقوط بغداد في 2003 وهيمنة إيران على الشأن الداخلي العراقي، وما ترتب عليه من مواجهة مفتوحة، لا تزال قائمة.

وإذا كان الحراك الشعبي العراقي، كاد يشكل مدخلاً مهماً للتخلص من نفوذ إيران في المنطقة، فإن مقتل قاسم سليماني وأبومهدي المهندس في العراق، قد أعاد كل الحسابات لنقطة الصفر.

إن إيران سوف تعمل على تضخيم الاضطراب السياسي في العراق، بهدف دفع القوات الأمريكية إلى مغادرة البلاد خلال العام الجاري، كما أنها ستلجأ إلى تصعيد الضغط في اليمن وسوريا ولبنان، وربما ستدفع حزب الله للقيام بعمليات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ما سيقود إسرائيل إلى عمليات اغتيال وردود فعل وتصعيد، تتوقعه تل أبيب وتستعد له من الآن.

لقد تحولت المنطقة العربية إلى بيئة مضطربة تعم فيها الفوضى والصراعات المسلحة، وتتضارب فيها المصالح الدولية، وسيعرف العام الجديد تصعيداً إيرانياً سيقود ربما لعرقلة الملاحة في الخليج.. كما ستشهد المنطقة حروباً بالوكالة، سواء بين أمريكا وروسيا، أو بين روسيا وتركيا، أو بين إسرائيل وإيران، أو بين أمريكا وإيران.

لقد أصبح الأمن القومي العربي في خطر داهم، وبات الدفاع عنه من أهم تحديات العام الجديد، فأي تهديد إضافي للمنطقة سيشكل خطراً على مستقبل الأمة العربية بالكامل.