فاتح عبدالسلام
دارت تعليقات واتهامات و نقاشات كثيرة، اشترك فيها سياسيون وعسكريون وخبراء ، بين تصديق وتكذيب لمدى قدرة الصواريخ الإيرانية في الإصابة والتأثير، وهل كانت فارغة أم محشوة ؟ وزاد في اتساع الشكوك تصريحات إيرانية حول عدم رغبة طهران تحقيق إصابات في الجنود الأمريكيين عند مهاجمة قاعدة عين الأسد ، وما قيل عن التبليغ بموعد الضربات قبل ساعات لأخذ الاحتياطات لتقليل الإصابات ومنع التصعيد الذي ربما كان يستدعي رداً مقابلاً من واشنطن في حال سقوط ضحايا بين جنودها.
وبلغت درجة الإستهزاء في المعسكر المعادي لإيران القول بأنها صواريخ مضحكة وفقاعات صوتية ومحشوة بالاسفنج.
وبالغ المعسكر المؤيد لآية الله خامنئي بالقول انّ ثمانين جندياً أمريكياً قتلوا ومنهم من قال أكثر.
بعد مرور أيام من نفي وقوع إصابات ، طلع البنتاغون بتصريح حول اصابة أربعة وثلاثين جندياً له في قاعدة عين الأسد بارتجاج في الدماغ.
بغض النظر عن المؤشرات الواضحة في تعمد أن تكون الضربات نوعا من اسقاط الفرض لرد الاعتبار بسبب عملية اغتيال سليماني إلا ان الصواريخ الايرانية هي نوع مشابه للصواريخ العراقية ،ايام زمان، والتي مرجعها جميعاً روسيا وكوريا، وهي عبارة عن كتلة متفجرات شديدة القوة والتشظي ، إذا سقطت في مكان رجّته، وربما أحالته ركاماً مثل أي رأس متفجر . هذا التوصيف الواقعي لحالة سقوط صاروخ في أي مكان . فكيف سيكون الحال اذا سقطت الصواريخ الأشد ذكاءاً في العالم منطلقة من البوارج الأمريكية؟ .
خيار الحرب هو دمار لمحيط المتقاتلين وليس لهما فقط ، وهو خيار النهاية لكل شيء من اقتصاد الى نسيج اجتماعي الى بناء ثقافي . الحروب تعني الدمار وليس شيئاً يحتمل أي تأويل آخر .
حتى لو كانت رؤوس الصواريخ كارتونية، فقد تقود الى حرب أكبر من كل التوقعات. من هنا نرى انّ العالم يدفع باتجاه عدم التصعيد.
التعليقات