سلطان حميد الجسمي

مع تفشي فيروس «كورونا» (كوفيد- 19)، تتزايد أعداد المصابين بهذا الفيروس والذي سجل ليومنا هذا أكثر من 150 ألف مصاب حول العالم؛ حيث أكدت منظمة الصحة العالمية، أن هذا الفيروس الخطر، أصبح وباء عالمياً لسرعة انتشاره بين البشر، ما جعل المجتمع الدولي متحداً ضد هذا الفيروس.

لم يسبق للعالم أن اتحد ضد الحروب أو مكافحة الجوع والفقر مثلما هو متحد اليوم ومتكاتف ضد وباء «كورونا» الذي نشر الذعر في جميع أرجاء العالم.

وفي هذا السياق، فإن كثيراً من الدول ضربها فيروس «كورونا»، فبعضها احتوت الفيروس بشكل عملي وأثبتت للعالم جدارتها عملياً مثل الصين، ومنها لا يزال يصارع لاحتوائه. واليوم تثبت التقارير أن الصين قادرة على إدارة الأزمات والطوارئ، وللأسف فإن الاتحاد الأوروبي فشل في احتواء الفيروس حتى الآن، وهذا ينذر الشؤم، لأن العالم اليوم مرتبط بالاتحاد الأوروبي أو القارة العجوز، فهناك مدن كبيرة في إيطاليا وإسبانيا وغيرهما أعلنت حالة الطوارئ و الحجر الصحي في المنازل للملايين من البشر. وللأسف أصبحت أوروبا اليوم بؤرة لفيروس «كورونا» والمصدر الأكبر لانتشاره حول العالم، ما يدل على أن إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي لم تكن على جاهزية تامة للتصدي للفيروس على الرغم من التحذيرات المتواصلة من منظمة الصحة العالمية والجهات الرسمية الدولية.
أثبتت دولة الإمارات للعالم ومنذ اليوم الأول، بأنها قادرة على قهر ومواجهة الأزمات بسرعة كبيرة وفائقة، لما تمتلكه من قدرات جبارة وتقنيات عالية وخطط واستراتيجيات سباقة لمواجهة المخاطر، وأكبر دليل على ذلك أن دولة الإمارات تشهد حركة شبه طبيعية في كل المرافق والمؤسسات والأماكن العامة والتي تقوم الجهات المعنية فيها باتخاذ كل إجراءات السلامة والتعقيم والوقاية، ويتم التعامل مع التحذيرات والبيانات الإعلامية بشكل دقيق، كما يتم التعامل مع الشائعات باحترافية كبيرة لتفادي نشر الذعر بين الناس.
تسعى دولة الإمارات إلى جعل الاهتمام بالإنسان على رأس أولوياتها لحمايته وتجنيبه جميع أشكال المخاطر، ولهذا فإنها تعمل على مدار الساعة لاحتواء الفيروس الخطر، واليوم تسجل دولة الإمارات أقل من 100 حالة مصابة بفيروس «كورونا»، وأكثر من 23 حالة تم تماثلها للشفاء التام، وكل هذه الحالات تلقى اهتماماً كبيراً من الحكومة الرشيدة التي سخرت جهودها لتقديم المساعدة الطبية للمصابين بهذا المرض، وتقديم كل الدعم والرعاية لإرجاعهم لحياتهم الطبيعية.

تكرس دولة الإمارات، جهودها لوضع الإنسان على رأس أولوياتها، فقد اتخذت شتى التدابير لحماية المجتمع الإماراتي من انتشار الفيروس، وبادرت بتسهيل الحياة للمواطنين والمقيمين، وضمن هذه التدابير تم تعليق الدوام المدرسي والجامعي لجميع الطلاب والعاملين في قطاع التعليم حتى منتصف إبريل/نيسان المقبل، لحماية الطلاب، وأيضاً فعّلت العمل عن بعد للقطاعات الحكومية والخاصة، وألغت جميع الأحداث الترفيهية وغيرها لحماية المجتمع الإماراتي مع مراعاة المستثمرين والشركات، فأصبحت جهود حكومة الإمارات تخدم جميع شرائح المجتمع.