منذ عقود طويلة مضت برزت الكويت ملجأ لمن ضاقت بهم الأحوال أو أولئك الهاربين من القحط والأوبئة والحروب القبلية، أو الباحثين عن مستقبل آمن أفضل، أو الفارين لأسباب سياسية. وتضاعفت أهميتها على هذا الصعيد مع نمو وازدهار موانئها البحرية وحركتها التجارية ودورها في تصدير وتسويق اللؤلؤ، وصولاً إلى انتقالها لاقتصاد النفط وما خلقه من فرص واعدة وبنى تحتية متينة وانفتاح على العالم.

كان من بين أوائل النازحين إلى الكويت أسر نجدية من منطقة الزلفي وعائلات من الإحساء وأخرى من الزبير. جاءتها أيضًا على دفعات عائلات فارسية هربًا من بطش النظام أو فرارًا من التمييز المذهبي، وعائلات فلسطينية بعد نكبات 1948، و1956، و1967، علاوة على بعض الأرمن ممن تعرضوا للتضييق والتمييز على يد الأتراك أولا ثم السوفييت لاحقًا، والكثير من المصريين من جماعة الإخوان المسلمين التي كانت السلطات الناصرية تطاردها وتحاربها.

الزنجباري (الثاني من اليمين) وخلفه صديقه الفنان سعود الراشد مع بعض مسؤولي الإذاعة الكويتية

ليس هذا فقط، وإنما كان من بين المهاجرين إلى الكويت بعض الأوروبيين أيضًا. وحول هذه الجزئية أورد السفير الكويتي السابق أحمد الدواس في مقال له في صحيفة السياسة (22/‏2/‏2018) كمثال اسم الألماني «جورج ديزيرزن» الذي حل بالكويت بعد الحرب العالمية الثانية وبقي فيها نصف قرن عمل خلالها موظفا بوكالة سيارات «فولكس واغون». كما أكد الدواس أن الكويت احتضنت أيضا بعض المهاجرين من جنوب الجزيرة العربية وأفريقيا، مشيرا في هذا السياق إلى اسم الملحن الفنان أحمد الزنجباري الذي سيكون محور حديثنا فيما يلي لأنه ــ بحسب صديقه الفنان سعود الراشد ــ «هو الوحيد الذي قدم الأغنية الكويتية الحقيقية».

الزنجباري مع أحد أصدقائه اليمنيين في الكويت

الكثيرون لم يسمعوا باسم الزنجباري، فإن سمعوا به فإنه ارتبط عندهم حصريا بأغنية «ألا يا صبا نجد» التي غناها الفنان الكويتي صاحب الصوت الرخيم عوض الدوخي من ألحان الزنجباري. وقصيدة «ألا يا صبا نجد» في حقيقة الأمر مكونة من 18 بيتًا، لكن الدوخي والزنجباري اختارا منها الأبيات التسع الأخيرة وهي:

ألا يا صبا نجدٍ متى هجت من نجدِ

لقد زادني مسراك وجدا على وجدِ

رعى الله من نجدٍ أُناسا أحبهم فلو

نقضوا عهدي حفظت لهم ودّي

سقى الله نجدا والمقيم بأرضها

سحاب غوادٍ خاليات من الرعد

إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى

على غصن بانٍ أو غصون من الرند

بكيتُ كما يبكي الوليد ولم اكن

جليدا وأبديت الذي لم اكن أبدي

إذا وعدتْ زاد الهوى بانتظارها

وإن بخلت بالوعد مُتّ على الوعدِ

وقد زعموا ان المحب إذا دنا

يُملُ وأن البعد يشفي من الوجد

بكلٍ تداوينا فلم يشف مابنا على

ان قرب الدار خيرٌ من البعد

على ان قرب الدار ليس بنافعٍ

إذا كان من تهواهُ ليس بذي ودِ

في بيروت سنة 1957 يتوسط صديقيه مبارك الميال وسعود الراشد

تعتبر هذه القصيدة من أجمل ما قيل في نجد على الإطلاق لأكثر من سبب. فهي أولا تجسد حالة شاعر يعيش شوقا وحنينا متدفقا للحبيب المتواجد هناك، بل أن في القصيدة صور خيالية مركبة تجسد ألمه وأنينه وحرمانه بأجمل ما يكون من صور. من هذه الصور أن الشاعر يشبه الإنسان بالريح التي تحركت من نجد، فتفاعل معها وتحرك في مسراها حبا وشوقا ووجدا على وجد. ومنها أنه يضع نفسه موضع الحمامة على غصن شجرة الرند وهي ترسل أنينا غير مفهوم، مشبها ذلك ببكاء الوليد. ثم يؤكد الشاعر أن القرب من الحبيب أفضل من البعد عنه تحت مختلف الظروف، مفندا مقولة أن المحب إذا دنا من الحبيب ملّ منه وإن بعد عنه زاد تعلقا به.

وهي ثانيًا تعتبر من القصائد القليلة التي يعبر فيها الشاعر عن شوقه إلى زوجته. فمنذ العصر الجاهلي دأب الشعراء العرب على تنظيم قصائد في النساء لم يكن للزوجة مكانا فيها مقابل مواقع ثابتة للعشيقة والخليلة.

الملحن القدير أحمد الزنجباري

وهي ثالثا تدين في شهرتها إلى ما عرف عن صاحبها من خصال حميدة. ذلك أن قائل القصيدة، ليس القيس بن الملوح كما يعتقد الكثيرون، وإنما هو الشاعر الأموي «عبدالله بن عبيدالله الخثعمي» الشهير بـ«عبدالله بن الدمينة» نسبة إلى أمه «الدمينة بنت حذيفة من بني سلول». وقد عــُرف عن الشاعر أنه كان فارسا شجاعا، فصيح اللسان، شديد الغيرة، جميل المحيا (بدليل بيت الشعر الذي قالته فيه حبيبته وهو: أيا حسن العينين أنت قتلتني.. ويا فارس الخيلين أنت شفائيا). اشتهر ابن الدمينة بالغزل، وكان صاحب شعر عذري جميل فرضته عليه بيئته المحافظة في بيشة، وكان أكثر غزله في زوجته «حماء» التي كانت سببا في مقتله.

أما من وضع لهذه القطعة الشعرية الجميلة لحنا موسيقيا عذبا فزادها جمالا فوق جمال وساهم في خلودها وتداولها عبر الأجيال فهو الملحن القدير سالم سعيد الشعيبي الشهير بـ«أحمد الزنجباري» نسبة إلى جزيرة زنجبار في شرق أفريقيا التي ولد فيها سنة 1917 لأسرة يمنية مهاجرة معروفة بالتدين والورع كان ربها يتولى منصبا دينيا فيها. ومن المؤكد أن نشأته في تلك البلاد كانت ذات أثر عميق عليه. فقد ركب البحر مبكرا، مما سمح له بمخالطة البحارة والتعرف على أهازيجهم وأغانيهم خلال رحلاتهم وممارسة طقوسهم المختلفة على ظهر المراكب. وهذا رسخ بدوره حبه للفن وشكل وعيه الفني ودفعه إلى تعلم العزف على بعض الآلات الموسيقية، بل ورسخ لديه حب المغامرة والسفر والاكتشاف.

كانت المراكب الكويتية آنذاك تتردد على موانئ عدن وزنجبار وممباسا وغيرها من بنادر شرق أفريقيا لتضيف الأخشاب إلى حمولتها قبل عودتها إلى الكويت. ويُعتقد أن الزنجباري تعرف في تلك الفترة على نواخذة السفن الكويتية وأبْدى لهم رغبته بالسفر معهم إلى الكويت. وهكذا حلّ الرجل في الكويت في عام 1933 وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.

حول هذا كتب صالح الغريب في جريدة السياسة (1/‏12/‏2001) ما مفاده أن الزنجباري قدم إلى الكويت مع النوخذة أحمد عبدالهادي، مستدركًا أن مصدرًا آخر يقول إنه جاء على متن بوم التاجر محمد بن شاهين الغانم. (هناك أيضًا مصدر ثالث يفيد بقدومه مع البحار الفنان محمد بن سمحان الذي علمه العربية التي لم يكن يجيدها، وعرفه على أنواع الغناء البحري والصوت الكويتي خلال رحلتهما البحرية من زنجبار إلى الكويت التي تجاوزت تسعة أشهر). وسواء صحت هذه الرواية أو تلك فإن الزنجباري دخل الكويت وترعرع وكبر فيها، وأقام أولا في فندق يدعى «مسافرخانة»، ثم استأجر بيتًا في «دروازة العبدالرزاق» بمنطقة الشرق من العاصمة. ولاحقا تزوج من ابنة النوخذة أحمد عبدالهادي.

الزنجباري يتحدث جالسًا مع وزير التربية الأسبق خالد المسعود الفهيد

في الكويت بدأ الزنجباري حياته بالعمل صبيًا على ظهر سفن الصيد والغوص، لكنه مع نهاية الأربعينات انتقل للعمل بإحدى المطابع الخاصة مصففا للحروف. ويبدو أنه لم يجد نفسه في هذه المهنة المملة فهجرها والتحق خلال الفترة 1951ــ1955 بدائرة الأمن العام، عازفا ضمن فرقتها الموسيقية. وفي عام 1957 انتقل للعمل في فرقة الإذاعة الموسيقية حيث كان من العناصر الأساسية التي ساهمت في تأسيسها. بعد ذلك حصل على وظيفة إدارية بوزارة الأشغال العامة، لكن دون ترك الإذاعة الكويتية. إذ ظل يتردد عليها ويقدم لها ألحانه وإبداعاته. وحينما تقاعد من وظيفته بوزارة الأشغال في 31 أكتوبر 1973 تمنى الموسيقار أحمد علي على المسؤولين أن يعينوا الزنجباري مسؤولا عن مكتبة الموسيقى والتراث في الإذاعة، فأستجيب لطلبه وبقي الزنجباري يمارس مسؤولياته تلك على أكمل وجه إلى أن وافته المنية في 12 يناير 1977.

ومن الجدير بالذكر أن الزنجباري تعرف في الأربعينات على الفنان سعود الراشد الذي كان جارا له في منطقة الشرق وكان يعمل وقتذاك بدائرة الأشغال العامة مراقبا للبناء، فتوطدت العلاقة بينهما، خصوصا وأن كليهما كانا من العازفين على العود ومن محبي الطرب الأصيل، ولاسيما أعمال زكريا أحمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب. هذه العلاقة كانت ذات فائدة لطرفيها، فعلى حين تتلمذ الراشد على يد الزنجباري لجهة تعلم أصول العزف بطريقة علمية وتدريب صوته على أداء الأغنيات والمقامات الصعبة (بدليل أن الراشد وصفه بمعلمه وصاحب الفضل الكبير عليه لجهة ما وصل إليه، بل قال عنه أنه فنان سبق زمانه في ما قدمه من أعمال)، تعرف الزنجباري من الراشد على ألوان الفنون الشعبية الكويتية، ولاسيما الصوت الكويتي الذي كان مثار اهتمامه الأول. لاحقًا انضم إلى هذا الثنائي زميلهما المذيع مبارك الميال فشكلا ثلاثيا فنيا من هواة الموسيقى والغناء وراحوا يستثمرون فراغهم في السمر والندوات الفنية، خصوصًا وأنه في تلك الحقبة من تاريخ الكويت لم تكن هناك أندية أو جمعيات فنية، فكانت السمرات الخلوية هي التي تجمع هواة ومحبي الطرب والغناء.

ومن الأمور التي قد تكون خافية على الكثيرين أن الزنجباري شارك في شبابه في بعض الأعمال المسرحية في الفترة بين عامي 1943 ــ 1950 من خلال أدوار غير ذي قيمة فنية. فمثلا شارك كممثل في مسرحية «المروءة المقنعة» التي عرضت سنة 1943، وشارك في مسرحية «وفاء» التي عرضت سنة 1950 على مسرح مدرسة المباركية من إخراج حمد الرجيب في دور عازف كمان يرافقه سعود الراشد على العود وأحمد سيد عمر بالغناء.

يخبرنا عبدالمحسن الشمري في بحث كتبه عن الزنجباري ونشره على ثلاث حلقات في القبس الكويتية (21-10-2004) أن صاحبنا لم يجد نفسه في الفن المسرحي بقدر ما وجده في مجال الغناء والتلحين. لذا انشغل بتأكيد موهبته الموسيقية من خلال جلسات السمر والحفلات الخاصة التي كانت تقام بين الحين والآخر بدعوة من بعض الشخصيات الكبيرة. والدليل على صحة هذا الكلام هو ما ذكره بدر سلطان العيسى في السياسة الكويتية (24-12-1999) من أنه حضر قبل 50 عامًا حفلاً أقيم بمزرعة الشيخ سليمان الفاضل في السالمية، غنى فيه الزنجباري على ضوء «التريك» أغنية «ولد الهدى» لأم كلثوم، مضيفا: «لقد كان الزنجباري يشكل فرقة كاملة لوحده، لم يكن معه أي عازف آخر ولا حتى ضارب للمرواس. لم يكن هناك ميكروفون وإنما عوده وصوته الخفيف، وهو يحاول جاهدا إطراب الحضور بالإندماج في الدور، وكان الحضور وهم لا يتعدون العشرة يطلقون صيحات الإعجاب بعد كل مقطع من مقاطع الأغنية».

أما فهد توفيق الهندال فقد كتب في الرأي الكويتية (16/‏11/‏2016) أنه مع مرور الوقت صار للزنجباري ديوانيّته الخاصة التي تحولت إلى قبلة لعشاق الموسيقى والغناء ومكان يتردد عليه سعود الراشد وبدر سعود العبدالرزاق وعوض الدوخي ويوسف الدوخي وشخصيات هامة كثيرة للاستماع إلى الصوت الكويتي، علاوة على روائع عبدالوهاب وأم كلثوم والسنباطي والشيخ زكريا، مضيفا ما مفاده أن ما كان يـُشعر الناس بإحياء الزنجباري سمرة طربية في ديوانيّته هو خلو ساحة الصفاة من سيارات التاكسي.

لقد كان حلم صاحبنا أن يقدم ألحانًا كويتية تعتمد على الأصالة، أي على فن الصوت الأصيل الذي أغرم به. وهو لئن حاول تحقيق حلمه هذا من خلال عمله بالفرقة الموسيقية لوزارة الداخلية كما أشرنا سابقا، إلا أنه سرعان ما اكتشف عدم ملاءمة المكان لتحقيق طموحاته الفنية التي كانت أكبر بكثير من مجرد العمل كعازف ضمن فرقة محدودة النشاط ومفتقرة للتنوع. غير أن الدنيا ابتسمت له لاحقا، حينما تأسست أول فرقة موسيقية لإذاعة الكويت، وكان هو واحدًا من مؤسسيها وعناصرها. فهذه الفرقة لم تمنحه الشعور بالأمان النفسي فقط، وإنما منحته أيضا الفرصة لممارسة العزف على آلتي الكمان والعود والتعرف على العديد من المطربين والفنانين وفي مقدمتهم المطرب الشعبي القديم فرج الفرج الذي يـُقال انه أول من غنى من ألحان الزنجباري.

وإذا كان صاحبنا قد ذاعت شهرته كثيرا بعد تلحينه أغنية «ألا يا صبا نجد» لعوض الدوخي، إلا أن هذه الأغنية ليست عمله الفني الشهير الأول. فقد سبقتها في عام 1956 أغنية لا تقل روعة لحنها لسعود الراشد من كلمات أحمد شوقي هي «السحر في سود العيون» التي يقول مطلعها:

السحر من سود العيون لقيته

والبابلي بلحظهن سقيتـــــــه

الفاترات وما فترن رمايـــــة

بمسدد بين الضلوع مبيتــــه

وهذه الأغنية، التي عـُدت منعطفًا مهمًا في حياة الزنجباري، وعملت ضجة كبيرة عند تقديمها، وأحدثت نقلة مهمة في غناء فن «الصوت»، هي واحدة من تسعة أعمال فقط قدمها صاحبنا خلال مشواره، لكن رغم قلتها فإنها متميزة بسهولتها وبساطتها وشعبيتها، بل يمثل كل منها مدرسة بحد ذاتها بسبب تدقيقه في اللحن وإعادة صياغته مرات ومرات دون كلل. ولعل أكبر دليل على صحة كلامنا هو أنها تعزف وتذاع إلى يومنا هذا بنفس الطريقة التي أداها صاحبها.

أما أعماله الأخرى فاشتملت على: أغنية «ليالي الوفا» التي لحنها لغريد الشاطئ واستخدم فيها لأول مرة آلة البيانو، علمًا بأنه أول من أدخل أيضا الهارموني والكونترابنت في الأغنية الكويتية؛ وسامرية «يا حزين القلب» من غناء المجموعة، وسامرية «ياللي غيابك طال» من غناء عوض الدوخي؛ وأغنية «سلوا الكاعب الحسناء ماذا بها /‏ جفتنا ومازلنا على عهدنا لها» التي لحنها لبديعة صادق من شعر أحمد مشاري العدواني؛ وأغنية «عهد الهوى»، التي كانت خاتمة أعماله، من غناء مصطفى أحمد. علاوة على ما سبق، كان له دور مشهود في عام 1960 لجهة توزيع وتنظيم إيقاعات أغنية «لي خليل حسين» لشادي الخليج من ألحان أحمد باقر والتي تـٌعرف في الأدبيات الفنية الكويتية بـ«أول أغنية كويتية مطورة».

ومن أعماله الأثيرة الأخرى تلحين قصيدة «قل للمليحة» لعوض الدوخي من أشعار أحمد شوقي، ومطلعها:

قل للمليحة في الخمار الأحمر

لا تجهزي بدمائنا وتستري

مُكِّنتِ من حب القلوب ولاية

فملكتِها بتعسف وتجبر

إن تتصفي فلك القلوب رعية

أو تمنعي حقا فمن ذا يجتري

سخّرتني وسحرتني بنوافث

فترفقي بمسخَّر ومسحَّر

لم يكرّم الزنجباري لا في حياته ولا بعد مماته، غير أن الكويت أقامت في 13 نوفمبر 1999 أمسية موسيقية بعنوان «ليلة أحمد الزنجباري» ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي السادس، وتضمنت الأمسية حفل توزيع جائزة الدولة التشجيعية، والذي أحيته الفرقة الوطنية الكويتية للموسيقى، حيث قدمت الأخيرة مجموعة من الألحان الخالدة لهذا الفنان الكبير الذي قال عنه سعود الراشد: «أعتقد أنه حتى بعد عشرين سنة لن نستطيع أن نقدم لحنًا مماثلاً لما قدّمه في آخر عمل له».