عاشت صناعة البترول اصعب تحدي لها خلال هذا العام والذي انعكس على أسعار شركات البترول و ضغط على مؤشر أسواقها، فهل أضافت ارامكو عبئاً إضافياُ لمؤشر تاسي كونها زادت تركز المؤشر في قطاع الطاقة و الذي بدوره عانى خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ .

مع نزول أسعار شركات البترول أصبحت محطات الاعلام تقارن القيمة السوقية المجتمعة لشركات البترول الدولية مع أحد شركات التقنية، مثلاً أن القيمة السوقية لشركة alphabet حتى إغلاق الجمعة الماضي أصبحت تعادل مجموع القيمة السوقية لشركات (توتال و شيفرون و شل و اكسون موبيل و برتش بتروليوم) مرة و نصف و Apple تعادل مجموعهم مرتين و نصف، طبعًا هذا النزول في القيمة السوقية لشركات البترول الدولية جاء نتيجة انخفاض أسعار البترول بسبب تبعات انتشار فايروس كورونا حيث كان متوسط برنت خلال الربع الأول 51 دولار و الربع الثاني 33 دولار ،و حسب تقديرات (جولدمان ساش) فإن هذه الشركات تحتاج متوسط أسعار بترول قرابة 60 دولار لتحافظ على انفاقها الرأسمالي و استمرارية توزيعاتها النقدية .

و لأن طبيعة أسعار البترول التذبذب جعلت هذه الشركات التوزيعات نقدية ضمن سياستها لدعم أسعار أسهمها و أصبحت شركات مهمة للمستثمرين الذين يبحثون عن الدخل لذلك تجد متوسط توزيعاتها عالية قياسا بالأرباح (payout) مثلا شركات توتال 85%(متوسط اخر ثلاث سنوات) و شيفرون 90% و BP 119% و العام الماضي اقترضت ExxonMobil لدفع التوزيعات.

برغم أن هذه الشركات قد خفضت مجموع انفاقها الرأسمالي الضخم من 160 مليار في عام 2013 إلى 80 مليار دولار تدريجيا حتى هذا العام الى ان بعض غير قادرة على استمرار دفع التوزيعات، مثلا (شل) قلصت توزيعاتها بنسبة 66% و هي اول مرة تقلص فيها الشركة منذ الحرب العالمية الثانية

لذلك أعاد السوق تقيم هذه الشركات حيث انخفضت أسعارها بنسب متفاوتة من 23% الى 50% منذ بداية العام حتى إغلاق الجمعة الماضي و انعكست على أسواقها سلبا مثل مؤشر 100 FTSE الذي لم يعوض خسائره منذ بداية العام و من الأسباب وزن شركتي (شل) و BP الذي شكلان 7% من حجم المؤشر.

في المقابل أرامكو عائد سهمها منذ بداية العام إيجابي بنسبة 3% و إن كان سعر السهم انخفض إلى 25.3ريال في منتصف مارس لفترة بسيطة لكنها سهمها سرعان ما ارتد و كان أحد أهم الأسهم التي ساعدت في تحسن مؤشر تاسي بين مارس و مايو و ذلك بفضل وزنها الضخم في المؤشر 10.3% و السبب الأرقام التاريخية لهامش الأرباح قياسا بالشركات الخمس الأخرى، مثلا هامش أرباحها التشغيلي قبل الضرائب و الفوائد قياساً بالخمس الأخريات يبلغ 64% بينما الخمس الأخريات 15% خلال عام 2018 و ذلك لانخفاض التكلفة إضافة لحجم إنتاجها الذي يعادلهم مجتمعين و يمنحها حجم اقتصادي، هذا ما جعل السوق يتفاءل لاستقرار توزيعات أرامكو للمساهمين، و كانت أرباح الربع الاول 16.9 مليار دولار أي ما يعادل التوزيع على مساهمين الأقلية (وهو ملاك الأسهم الحرة التي تبلغ 1.78% وحجم توزيعاتهم 1.33 مليار دولار) ثلاثة عشر مرة، و وللأسف لم أجد على بلومبرج تقدير لأرباح الربع الثاني الا توقع واحد قد لا يعكس متوسط التوقعات (تقدير UBS لأرباح ارامكو هو 10.9 مليار دولار.

عموما هذا الاختلاف بين التوقعات والتوزيعات هو ما جعل السوق يراجع التقييم والذي انعكس إيجاباً على المؤشر، مما يوضح بأن سهم ارامكو كان اضافةً نوعية لمؤشر تاسي و لم يغص به، بل العكس تماماً