لا فرق بين الأرض والمريخ مهما بعدت المسافة وطال الزمن، فكلاهما بمتناول يد الإمارات.. هنا على الأرض أصبحت بلادنا أول دولة عربية تمتلك مفاعلاً نووياً سلمياً، وهنالك في الفضاء تقترب من الكوكب الأحمر لتغدو أول دولة عربية تصل إلى المريخ.
هل نعيش حلماً أم معجزة.. أم أننا في عصر متفرد؛ عصر حققته دولة فتية آمن قادتها بإنسانها أولاً فحققا معاً ما عجزت عنه دول كبرى لم يكن همها إلا التوسع والغطرسة، إرضاء لنرجسية قيادات لا تعرف سوى لغة الفساد والحروب والتشبث بالسلطة؟
بين الأرض والمريخ رسالة الإمارات هي نفسها بجلائها ووضوحها: الإنسان والأخوة، السلم والأمان، المعرفة والعلوم.. تلك ثوابتها وأولوياتها منذ يوم التأسيس قبل 50 عاماً.
مفاعل براكة النووي السلمي انطلق من أبوظبي، ليلبي إنتاجه بعد التشغيل الكامل حاجة الدولة المستقبلية من الطاقة.. طاقة نظيفة بالكامل تحافظ على كوكبنا كما يحافظ مسبار الأمل على الكوكب الأحمر.
محطات براكة للطاقة النووية السلمية التي تضم أربعة مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة من نوع «APR1400»، ويعد هذا التصميم من أحدث التصاميم المتطورة لمفاعلات الطاقة النووية في العالم، ويلبي أعلى المعايير الدولية في السلامة والأمان والأداء التشغيلي.
مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة في «براكة» ستوفر نحو 25 في المئة من احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات، وبعد ذلك ستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة سنوياً.
الإمارات ب«البراكة» و«الأمل» وغيرهما من الإنجازات العلمية والعمرانية إنما تحقق حلماً عربياً طال انتظاره.. حلماً يضع الأمة بين الأمم المتحضرة علمياً، ويجعلها على الطريق الصحيح للنهوض بها وبشعوبها وباقتصادها إلى العلياء، حيث التنمية والازدهار والرخاء
وصفة الإمارات للعرب ليست سحرية، إنها ماثلة أمام الجميع، فهي نتاج تلاحم القيادة والشعب لتحقيق هدف واحد هو الإنسان ورفعته.. والوطن وعزه.
الإمارات مجدداً ومجدداً، تحقق الإنجازات وتبلغ الهدف تلو الهدف، وهي تقول وتكرر للعرب أن تجربتها برسمهم للاستفادة منها، لترسم معهم حلماً مشتركاً يزيد من لحمتهم وقوتهم بما يحفظ كرامتهم وازدهارهم.
حفظ الله الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، وكل إنجاز وأنتم ودولتنا بخير.