مع تداخل مراحل التعامل مع سيئ الذكر كوڤيد 19 وتابعه كورونا، قرر موقع غوغل قبل أيام تمديد عمل موظفيه من المنزل لفترة 12 شهراً مقبلة، ما يعني أن استمرار تبعات الجائحة التي اتضح أنها صامدة وصادمة في الوقت نفسه، لن يقف عند نهاية هذا العام 2020 بل سيستمر إلى صيف 2021 على الأقل... «فالك ما قبلناه»!
وسواء قبلنا أم لم نقبل به سنضطر - ومجبر أخاك لا بطل - الرضوخ أمامه، فهذه الكورونا لا ترحم، فقد تفوقت على «جبروت امرأة» و«امرأة هزت عرش مصر»، إذ هزّت عروش العالم كله، وأجبرته على البقاء في بيته لتخرب بيوتاً كثيرة أغلقت أبوابها، متمثلة في قوائم الإفلاس الطويلة عبر العالم، أزمة صحية من جهة وأزمات اقتصادية من جهات أخرى!
أزمات تعليمية، إلغاء سنوات دراسية، ومنحات تعليمية، وتأشيرات دراسة، وتوظيف، والدوام لله!
في موازاة وضوح العم المعلم الأكبر «غوغل» في حث موظفيه العمل من المنزل حتى صيف 2021، غموض المراحل المتداخلة والمتشابكة والمحتاسة والحايسة كالمرقة في التعايش مع الجائحة، والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية التي يبدو أنها لن تعود!
فتح المطار وحظر تجوال، جهات طلبت من كل موظفيها الدوام على شفتين، لتحقيق قاعدة الخمسين في المية في مرحلة الثلاثين في المية، وجهات لم تدع موظفيها للدوام حتى في مرحلة الخمسين في المية، لعلمها أن إنتاجيتهم في البيت ربما تكون أكثر إن كان لها إنتاجية، فالذي لا يعمل في دوامه كيف سيعمل من بيته، ومع وجود أطلال بقايا العهد البائد الحريص على الدوام أكثر من العمل، بات الدوام في حد ذاته بؤرة وباء بعد أن كان بؤرة فساد، وكورونا بالمرصاد!
هل سنداوم رسمياً بعد أيام؟ الحكومة التي ألغت العام الدراسي قادرة على إلغاء الدوام الرسمي، لطالما قامت بتمديد الحظر وتعاملت مع المطار بطريقة: «فتّحي يا وردة سكري يا وردة»، لذا فإن أعطر وردة تهديها لمواطنيها أن تبقيهم في بيوتهم، وأفضل وردة تهديها لتجارها أن تفتح مولاتهم، ووردة ثالثة توفق بها راسي الصحة والاقتصاد في الحلال، وأن ترفع الحظر فيصرف الموظف راتب الحكومة في محلات التجار، ويخالط في المولات بقية الموظفين، الذين لا يخالطهم في دوامه، وبذلك نطبق مناعة القطيع طوعاً برغبة الجميع.
إلى ذلك الحين فإن الشعب بأسره يتفق مع العم غوغل في تأجيل الدوام عام على الأقل، طالما الدوام لله وكلنا غوغل على الدوام... إلى الأمام إلى الأمام... لا دوام لا دوام!
بالمناسبة أكتب لكم مقالي من دوامي، فمن قال إننا نطبق ما نطالب به!