ثريا مع رئيس أرامكو السابق عبدالله صالح جمعة ود.عبدالله المدني وكبار موظفي الشركة في الظهران

إذا قيل لك إن سيدة بحرينية الهوى والجذور والميلاد كانت ضمن أعضاء مجلس الشورى السعودي في الفترة ما بين عامي 2013 و2017 فلا تستغرب، فالعلاقات والروابط الأزلية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وشعبيهما الشقيقين الممتدة عبر العصور، والضاربة جذورها في أعماق التاريخ، يبرر ذلك بل يبيح ما هو أكثر منه.

إن قصة هذه السيدة الشاعرة، التي جمعت ما بين الشعر والثقافة والفكر والأنشطة الاجتماعية والمناصب التربوية والإدارية والاستشارية، وكانت ضمن أوائل اللواتي نلن شهادة الدكتوراه على مستوى المملكة العربية السعودية وعلى المستوى الخليجي بصفة عامة، تقترب من حكاية صديق والدها الراحل الكبير الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي (توفي 2010) لكن بصورة معاكسة.

فالقصيبي ولد في الهفوف ونشا ودرس في المنامة قبل أن يعود إلى وطنه الأم ليتبوأ أعلى المناصب، فلقب بشاعر المملكتين على غرار شاعر القطرين (خليل مطران المتوفى في عام 1949)، بينما الدكتورة ثريا إبراهيم عبدالحسين العريض، التي تستحق أن تلقب بشاعرة المملكتين، ولدت ونشأت في المنامة ثم استقرت في المملكة العربية السعودية ونالت جنسيتها بحكم زواجها من أحد رجالاتها المتميزين علمًا وخلقًا وكفاءة، ألا وهو الدكتور عبدالله نجل الشيخ عيسى بن عبدالله الدباغ الملقب بـ«معلم الملوك والأمراء» والرئيس التنفيذي السابق لشركة التعدين العربية السعودية «معادن»، الذي التقته ثريا في سنوات دراستها في بيروت قبل أن ترحل معه إلى الولايات المتحدة لمواصلة الدراسات العليا، وتنجب له ابنهما الوحيد هاشم وثلاث بنات.

ولدت ثريا بمنطقة الحورة من العاصمة المنامة في يونيو 1948 في عائلة تعود أصولها إلى المدينة المنورة، بحسب العديد من المصادر التي دللت على ذلك بوجود ناحية في المدينة المنورة منذ القدم تسمى بـ«العريض» لجأ إليها آل البيت المطاردين في زمن الفتن، مضيفة أن عائلة العريض هاجرت قديمًا إلى العراق بسبب الاضطرابات السياسية. وحول الجزئية الأخيرة يخبرنا «محمد بن أحمد بن عميد الدين النجفي» مؤلف كتاب «بحر الأنساب المحيط» أن آل عريض استقروا في النجف بعد خروجهم من الحجاز، واشتغلوا بالتجارة، ونجحوا فيها لأن النجف في تلك الأزمان كانت مركزًا تجاريًا مهمًا، ثم قسموا شؤون التجارة بينهم فبقي قسم منهم في العراق وذهب بعضهم إلى البحرين والبعض الآخر إلى بلاد الشام، وعاد فريق منهم إلى السعودية. بينما تقول مصادر أخرى أن العائلة تنحدر من منطقة العارض في نجد وأنها هاجرت إلى العراق ثم عادت لتستقر في الخليج. وكان أول من جاء للاستقرار في البحرين هو الشيخ محمد العريض، وذلك في عام 1686 للميلاد فسكن في منطقة الحورة التي كانت وقتذاك عبارة عن منطقة نخيل وبساتين وفضاءات شاسعة. أما علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر فيؤكد أن عشيرة العريض تعود إلى بني خالد وأصلهم من العروض أي من العارض، وهي منطقة تمتد بين المدينة المنورة والقصيم، وأن لهم في الموقعين أهل بنفس الاسم. وفي السياق نفسه تؤكد الدكتورة ثريا العريض أن أول من وصل إلى البحرين من آل عريض هو جد العائلة الأكبر السيد علي العريض وكان شابًا عازبًا فتزوج واستقر. وأيًا كانت الحقيقة فإن مما لا خلاف حوله هو بروز شخصيات من آل عريض في مجالات الدين والأدب والسياسة والهندسة والطب والمحاماة والإدارة والتربية، بل أيضًا في مجال الفنون التشكيلية التي يعتبر الفنان عبدالكريم العريض (ابن عم الدكتورة ثريا) أحد روادها في البحرين، وله كتاب اسمه «تاريخ عائلة العريض».

والدها هو شاعر البحرين والخليج الأكبر إبراهيم عبدالحسين العريض المنامي (ولد في بومباي عام 1908 وتوفي في المنامة عام 2002) صاحب الذكر الأثير في مجالات الأدب والتربية والسياسة، والرجل الذي اختير في عام 1972 ليترأس المجلس التأسيسي الذي وضع دستور البحرين بعد انتهاء معاهدة الحماية مع بريطانيا العظمى، قبل أن يعيّن منذ عام 1974 وحتى تاريخ وفاته سفيرًا مفوضًا فوق العادة في وزارة الخارجية.

شقيقها الوحيد هو الدكتور جليل إبراهيم العريض (توفي عام 2015) الذي عيّن في عام 1982 عميدا لكلية البحرين الجامعية للعلوم والآداب والتربية (نواة جامعة البحرين الحالية)، ثم عيّن في عام 1987 نائبًا لرئيس جامعة البحرين للشؤون الأكاديمية وقائمًا بأعمال الرئيس، وشغل عضوية العديد من اللجان الأكاديمية والمؤسسات البحرينية والخليجية والعالمية. من بين شقيقاتها السبع ليلى إبراهيم العريض التي تزوجت حسين مهدي المسقطي وأنجبت نبيل وعادل وخالد المسقطي، ومي إبراهيم العريض أرملة الوزير الراحل يوسف أحمد الشيراوي (توفي عام 2004)، والدكتورة هدى إبراهيم العريض زوجة الدكتور إبراهيم جناحي رئيس جامعة البحرين السابق.

بعد أن أنهت ثريا تعليمها ما قبل الجامعي في مدارس المنامة الابتدائية والإعدادية والثانوية بتفوق نصحوها بدراسة الطب بسبب درجاتها المدرسية العالية، لكنها شدت الرحال ضمن بعثة من الطلبة المتفوقين، بدعم من والدها الذي حرص على تعليم ابنه الوحيد وبناته السبع أفضل تعليم، إلى بيروت حيث التحقت بكلية بيروت الجامعية للبنات التي منحتها في العام 1966 درجة البكالوريوس في التربية وتدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، ثم حصلت في العام 1969 على درجة الماجستير في إدارة المؤسسات التربوية العليا من الجامعة الأمريكية في بيروت، وبهذين المؤهلين عادت ثريا إلى البحرين لتعمل في الفترة ما بين عامي 1967 و1969 بوزارة التربية والتعليم البحرينية، مسؤولة عن قسم التخطيط والإحصاء.

غير أن طموحاتها العلمية قادتها مرة أخرى إلى مقاعد الدراسة فسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التحقت هناك بجامعة كارولينا الشمالية - تشايل هيل التي منحتها درجة الدكتوراه في التخطيط التربوي والإدارة سنة 1975.

في عام 1980 بدأت مسارًا جديدًا في حياتها بانضمامها للعمل بشركة أرامكو النفطية العملاقة في مركزها الرئيس بمدينة الظهران، مفضّلة رطوبة الخليج على الانتقال إلى العاصمة الرياض. إذ تولت في الفترة ما بين عامي 1980 و1998 وظيفة أخصائية في إدارة التخطيط العام للمدى الطويل، ثم انتقلت في عام 1998 وحتى عام 2002 إلى وظيفة مستشارة في شؤون التخطيط بإدارة علاقات الشركة، لتصبح بعد ذلك وتحديدا من عام 2002 إلى 2006 عضوًا في اللجنة الاستشارية لأرامكو السعودية. ومما لا شك فيه أن عملها في شركة عملاقة رائدة مثل أرامكو أكسبها خبرات نوعية إضافية وعلاقات متشعبة، الأمر الذي ساعدها على العمل مستشارة غير متفرغة لعدد من الهيئات في القطاعين الخاص والعام من سنة 2006 وحتى يوم 11 يناير 2013، وهو اليوم الذي أصدر فيه خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله قراره التاريخي السامي بتعيين 30 سيدة لأول مرة أعضاء في مجلس الشورى، كانت ثريا إحداهن. هذا التعيين الذي وصفته (في حوارها مع الإعلامي سلطان القحطاني على قناة روتانا خليجية) بالمفاجأة التي لم تتوقعها، مضيفة أن أكثر لحظات الرهب في حياتها كانت لحظة أداء القسم والسلام على الملك، ومذاك عاهدت نفسها على إنجاح تجربة المرأة السعودية في السلطة التشريعية.

سيرتها المنشورة في الصحف والكتب والمواقع الإلكترونية حافلة بالكثير من الأنشطة ذات الصلة بتوعية المجتمع وتمكين المرأة ودورها في التنمية والتغيير الاجتماعي، وبالعديد من المشاركات والمحاضرات الأدبية والاقتصادية والسياسية والتربوية. فقد شاركت مثلاً في ملتقيات جامعة الرياض وجامعة الملك فيصل عن دور المرأة السعودية في التنمية (1981)، ملتقى الخبراء التربويين العرب بدبي (1988)، مؤتمر التنظيمات الأهلية العربية بالقاهرة (1988)، مؤتمر تحديات التسعينات بالقاهرة (1989)، ندوة الحوار الفكري عن إبداع المرأة بسوسة في تونس (1996)، ندوة النقد العربي بمهرجان القرين بالكويت (1996)، ندوة الكتابة الإبداعية عند المرأة بنادي الفتيات بالشارقة (1997)، ندوة تحولات القصيدة العربية الحديثة بالبحرين (1997)، مؤتمر تفاعل المرأة العربية مع العلوم والتكنولوجيا في أبوظبي (1999)، ملتقى منجزات المرأة السعودية في لاهاي (2003)، ملتقى سيدات الأعمال العالمي بنيويورك (2004)، ملتقى المثقفين السعوديين بالرياض (2011)، ملتقى دافوس الاقتصادي بنيويورك (2002)، ملتقى رجال الأعمال العرب الأمريكيين في ديترويت (2003)، مؤتمر الحوار الخليجي مع دول الغرب بالرياض (2008)، ملتقى المرأة العربية الحديثة في بيروت (2008)، مؤتمر فرص الاستثمار في السعودية في شيكاغو (2010)، ملتقى الشعر الخليجي باللغة الإنجليزية بالدوحة (2012)، مؤتمر مستقبل اللغة العربية بالدوحة (2012)، مؤتمر مركز دراسات الدفاع الهندي بوزارة الدفاع بنيودلهي (2016). هذا علاوة على مؤتمرات مؤسسة الفكر العربي في بيروت ودبي وواشنطن والبحرين، وملتقيات الحوار الوطني السعودي في الأحساء وأبها والرياض، وملتقيات الحوار السعودي البريطاني في لندن والرياض.

كما أن سيرتها زاخرة بعدد لا حصر له من المقالات في صحف «الرياض» و«الجزيرة» و«الحياة» وغيرها، وبعدد من الأمسيات الشعرية في كثير من الحواضر العربية والأجنبية مثل لندن، وكيب تاون وجوهانسبيرغ بجنوب أفريقيا، وسيدني بأستراليا، وزيورخ بسويسرا، وروما بإيطاليا، واستضيفت عربيًا في المهرجانات الثقافية، ومنها معرض الكتاب في القاهرة، ومهرجان القرين في الكويت، وملتقى الشاعرات العربيات بتونس، والموسم الثقافي بالنادي الثقافي بمسقط، وملتقى المبدعات الخليجيات بالشارقة، ومهرجان الشعر الخليجي الثالث بالبحرين، والموسم الثقافي لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للبحوث بالمحرق، ومهرجان الجنادرية في الرياض، ومهرجان أبها الثقافي ومهرجان جدة ومهرجان عكاظ بالطائف.

إلى ذلك، فإن ثريا تتمتع بعضوية عدد من المؤسسات والجمعيات الدولية والعربية والسعودية، مثل اللجنة الاستشارية لمؤسسة الفكر العربي، جمعية العلاقات العامة العالمية، الجمعية العربية لتنمية الموارد البشرية، الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، الجمعية العربية السعودية لعلوم الإتصال، اللجنة السعودية لتطوير التجارة الدولية، جمعية خريجي جامعة نورث كارولينا، جمعية خريجي الجامعة الأمريكية ببيروت، مجموعة الكاتبات السعوديات، المجلس الاستشاري لصندوق الأمير سلطان لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات.

على مستوى الشعر، الذي ورثت جيناته من والدها، صدرت لها ثلاثة دواوين (عبور القفار فرادى /‏ 1993، امرأة دون اسم /‏ 1995، أين اتجاه الشجر /‏ 1998)، علمًا بأن بعض قصائدها ترجمت إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والفارسية، كما اختيرت نماذج من شعرها من قبل طلبة الدراسات العليا من أجل البحث الأكاديمي المتعمق والمستفيض.

تحدث الدكتور غازي القصيبي عن ظاهرة ثريا العريض الشعرية حينما كانت ثريا تعمل لدى أرامكو بالظهران، فقال: «هذه زرقاء جديدة لا تسكن اليمامة إنما تسكن الظهران». وتناول الناقد حسين بافقيه في صحيفة الشرق الأوسط (26/‏3/‏2018) تجربتها الشعربية مستندا إلى ديوانها «امرأة من غير اسم» فقال: «تحاول الخروج من العدم المصمت لعالم المنكر الذي تنتمي مفرداته إلى العدم... إنه عالم سديمي لم تتحقق فيه أولى سمات الوجود الإنساني... عالم لم تخترقه بعد كلمات اللغة، ولَم يجذبه سحر الأسماء، فظل منساقًا إلى حيث العماء، إذ التسمية أولى درجات الكينونة، والخروج من شرك التوحش». أما الناقد السعودي المعروف الدكتور عبدالله الغذامي فقال عنها: «كانت ثريا ساهمة وغائبة في عالم من الخيال والشعر والتأملات»، ثم أضاف: «وتعودت في كل مرة تلجأ فيها إلى الانتظار، أن تظل ترقب وتهجس وتفكر، غارقة داخل ذاتها ومستنبطة المحيط، وكثيرًا ما يكون ذلك موضوع قصيدة أو مقالة أو خاطرة تلاحقها، حتى يمسكها القلم، ليتحول الهاجس إلى موضوع مقروء. وكانت ثريا تشعر أن الغرفة خالية على الرغم من أنها ملأى، وكأنما تحولت النساء من حول ثريا إلى مجرد أوهام جسدية». لكن ثريا من جانبها أفصحت عن اللحظات التي تكتب فيها الشعر فقالت: «أجد نفسي فجأة من دون اختيار في تلك الحالة السابعة، انهمارات حروف تنزف ضحكا وبكاء، ظمأ ورواء».

قد يستغرب البعض كيف أنها لم تصدر قصائدها الشعرية في دواوين إلا في فترة متأخرة نسبيًا، على الرغم من أن علاقتها مع كتابة الشعر والقصة القصيرة بدأت وهي على مقاعد الدراسة الابتدائية. غير أن الاستغراب يتوارى حينما نعلم أنها التزمت بنصيحة وجهها لها والدها وقتذاك حينما طالبها بالتريث قائلا: «لأن المزيد من النضج يحمل العطاء الأفضل»، بمعنى أنه ليس مهما أن ينشر الشاعر شعره في وقته وتتعالى الأصداء حوله، فالأصداء قد تحرق المبدع وتوقف قدرته على الحوار مع الذات فينصرف إلى مطاردة الأصداء بأي ثمن.

خلال مشاركتها في ليلة الاحتفاء بها في مهرجان ربيع الشعر العربي الحادي عشر بدولة الكويت سنة 2018 وصفت ثريا الشعر بأنه «الرسم بالكلمات»، قائلة ما مفاده إنها عشقت في بيت والدها الرسم والرياضيات والحروف وعرفت أن القراءة وحدها هي الطريق نحو المعرفة، وأن الشعر هو وسيلتها للتعبير عن مشاعرها عندما أتقنت أصابعها الصغيرة مسك القلم لتخط على الورق ما يجول في أعماقها، وأن القصيدة لديها ليست مهارة تركيب بل تولد شبه كاملة لتجسد فكرة، وإن النص الذي يخلو من الشعور الذاتي ليس شعرًا مهما كان منمقًا، مضيفة أنها «بنت سواحل الخليج ووريثة حضارة دلمون، وهو ما جعل فكرة الحضارة الكونية تتسلل إلى أعماقها منذ أن كانت طفلة».

هذه هي، باختصار، ابنة البحرين والسعودية.. الإنسانة الطموحة المليئة بالحب والانتماء إلى الوطن والعمل من أجل رفعته.. المرأة الشجاعة التي ترى في الرجل شريكًا لها ومُطالب مثلها بتغيير رؤيته للأشياء من أجل صناعة مجتمع أفضل يقوم على الأخوة والاحترام، مثلما هو مطالب بألا ينظر إلى المرأة كجسد وإنما كعقل مع مراعاة خصوصية الجنسين والفروق بينهما، والتأكيد على دور التربية في بناء الإنسان الفاعل رجلاً كان أو امرأة.

تتحدث ثريا عن الديمقراطية فتقول إنها تعني سيادة رأي الأغلبية، مع المساواة في الحقوق للجميع وحماية الأقليات. وهي ناجعة فقط حين الأكثرية تسمح للأقليات بحقوقهم كلها. وعن الرأي والرأي الآخر قالت: «إن لا يعجبك رأي الآخر لا يعني أنه مخطئ في رؤيته، إنما يعني فقط أنك ترى الأمر من زاوية أخرى.. وقد تكون زاوية نظرك هي ما يسبب التحريف في الرؤية». وعن حرية التعبير أكدت على ضرورة أن يكون هناك ضوابط لكيفية التواصل والحوار مع الآخر في أجواء حرية التعبير، ومن الضروري أن يعرف ويمارس الناس الردع الذاتي الذي يمنع الانحدار إلى السوقية والإضرار بالآخر لمجرد أننا نختلف عنه في الرأي والانتماء. ووصفت الحياة بأنها ليست دربًا معروفًا إلى محطة معينة، وإنما هي الرحلة ذاتها دون خريطة محددة أو وجهة مؤكدة.

ونختتم بأبيات من قصيدة لها بعنوان «وجع الأصوات»:

عن بعدٍ صوتك يأتيني

يُدخلني وجع الأصوات

مثلك شوقي يغريني

أن أكسر مصيدة الترهات

أفرد أجنحتي

في مدن أخرى

لا تعرف حشرجة الأوقات

لم تسكنها لغة الأموات

أتذوق طعم الأفق

ووشوشة الغيمات