لم يدخل الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن البيت الأبيض بعد، حين لُوي كاحله، وأصيب بكسور في عظام ساقه اليمنى أثناء لعبه مع كلبه، ما استدعى تقديم مساعدة طبية له.
كان يمكن لهذا الحادث ألاّ يثير فضولاً كبيراً في وسائل الإعلام لو أن بايدن كان في عمر أقل، لكنه يوصف بأنه أكبر المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة عمراً، وفي حال دخل البيت الأبيض، كما هو مرجح، فسيكون أكبر الرؤساء الأمريكان عمراً، وهذا ما جعل من مستقبل صحته الجسدية والذهنية موضع سجال سياسي وإعلامي، وكانت إحدى النقاط التي وظّفها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في حملته ضده، وهو توظيف أعطى ثماراً بالتأكيد، بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات.
يمكن لبايدن أن يكمل ولايته، ولكن ما هي حدود قدرته على إدارة كافة التفاصيل المتصلة بدوره كرئيس للقوة الدولية الأكبر في العالم بكافة أعبائها، وهذا يطرح السؤال البديهي عما إذا كان سيقع على عاتق نائبته كمالا هاريس الدور الأكبر في الإدارة وإن يكن من وراء الكواليس.
مؤخراً شاهدتُ فيلماً عن حياة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، نفهم من سياقه أن تشيني كان «الرئيس» الفعلي في إدارة بوش، الذي لو لم يكن ابن الرئيس جورج بوش الأب، لما كان ممكناً أن يختاره الجمهوريون مرشحاً لهم، لأنه كان عديم الخبرة، حتى إن بوش نفسه اعترف، وهو يقنع تشيني بقبول أن يكون نائباً له، وسط تردد الأخير في البداية، بأن أحد المآخذ عليه هو قلة خبرته.
وبالفعل غدا تشيني آمراً ناهياً في إدارة بوش، بما في ذلك في اتخاذ قرارات مصيرية كالحرب في أفغانستان وغزو العراق، لكن لا تتيسر معطيات أن هاريس يمكن أن تكون نسخة أخرى من تشيني، فهي لا تملك، في كل الأحوال، لا خبرة تشيني ودهاءه، ولا الخبرة التي راكمها رئيسها بايدن في حياته السياسية السابقة، بما فيها شغله لموقع نائب الرئيس في ولايتي باراك أوباما.
قد يكون هذا حديثاً سابقاً لأوانه، لكن تتوفر معطيات تسمح بتوقعه.