لك أن تتخيل وقوع نزاع بين شركتين تتجاوز قيمتهما السوقية الناتج المحلي لكل من روسيا وإيطاليا والبرازيل وكندا وكوريا الجنوبية مجتمعة والسبب أنت عزيزي القارئ! لقد حدث هذا بالفعل أخيرا ودارت حرب كلامية بين شركتي فيسبوك وأبل بعد أن أعلنت الأخيرة منع تتبع بيانات المستخدمين إلا بعد أن يسمح المستخدم بذلك أولا، وبهذا الإجراء ستحجب الإعلانات الموجهة ما يمنع مليارات الدولارات من التدفق إلى جيوب المعلنين الذين يدفعون أموالا طائلة حتى يظهروا أمامك على التطبيقات.
دخلت "أبل" معركة كسر عظم ليس مع "فيسبوك" فحسب بل مع معظم التطبيقات المستفيدة من بيانات المستخدمين ومن أشهرها "إنستجرام"، "جوجل"، و"واتساب"، لذا حاولت "فيسبوك" تقويض الرأي العام الأمريكي على القرار في صحف كبيرة مثل "نيويورك تايمز"، "وول ستريت" باستخدام لغة عاطفية، أن الإنترنت سيتغير للأسوأ وأن القرار لن يكون في مصلحة الشركات الصغيرة، وانضمت للأصوات الداعية إلى مكافحة الاحتكار والمقابل العالي الذي تفرضه "أبل" على التطبيقات في متجرها حتى باتت خصوصية المستخدم سلعة بين شركات التقنية، إذ تعتقد "أبل" أن البيانات منطقة محرمة بينما "فيسبوك" وما سواها ترى أنها تحقق اهتمامات المستخدمين وتلبي احتياجاتهم.
لذا هل ستصر "أبل" على قرارها الذي يؤدي ربما إلى خروج عدة تطبيقات مهمة من متجرها أم ستكون هناك حلول ترضي الطرفين. بالنسبة إلينا كمستخدمين ليس علينا سوى مشاهدة ما تؤول إليه نتائج هذه الحرب القائمة بين المجموعات التكنولوجية "جافا" وهي "جوجل"، "أبل"، "فيسبوك" و"أمازون".