قد لا نشهد أسوأ من سنة كما هي أحداث سنة 2020، والصوت الأعلى الذي طغى على العالم بكامله وهي جائحة «كورونا»، وبعيدا عن كيف بدأت وانتشرت وإلى أين وصلت وإلى أين ستتجه في هذا العالم، ونحن نعيش المرحلة الثالثة إن صحت التسمية لنهاية «كورونا» بعد أن بدأ العالم يتنفس «اللقاح» حيث كل يوم نجد دولة تعتمد لقاح «فايزر» ويليه «أكسفورد» و»مودرينا» واللقاحات الصينية والروسية رغم عدم انتشارها عالميا. العالم «تغير» بالفعل وهذا يحتاج سردا هائلا من التفاصيل سواء كانت اقتصادية أو صحية أو تعليمية أو اجتماعية وغيرها، لم ينجُ أحد من أزمة «كورونا» سواء مباشر أو غير مباشر، ولعل الأثر الأكبر تم «صحيا» ثم «اقتصاديا» ووجدنا قامات صحية وطبية لبعض الدول اكتشفنا أنها أضعف بكثير مما توقعنا في أوروبا وأميركا، وعدد الإصابات والوفيات توثق ذلك، واقتصاديا وصلت لانكماش اقتصادي كبير تجاوز في كثيرا منه مستويات 10 % من الناتج المحلي ومازالت، وأصبح العالم يعاني بشدة من هذه الأزمة، اكتشفنا أن هناك هشاشة «صحية واقتصادية» رغم سلسلة التحفيزات التي تمت وهي مكلفة لهذه الدول فهي ستسبب تضخما في ظل انكماش كما أقر آخر تحفيز قبل أيام في الولايات المتحدة، وأوروبا بوضع أصعب بكثير وتزامن مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي يراه البريطانيون أنه منجاة ونصر لهم، والأوروبيون يرون أن الخسارة كبيرة على البريطانيين، وقد تفتح أبوابا لدول أخرى لم تجد في الاتحاد الأوروبي الحلول خاصة الدول الأفضل اقتصاديا وكأنها تتحمل العبء.

ننظر للعام 2021 بأنه - بإذن الله - مرحلة النجاة والخروج من الأزمة، والسبب الرئيس «اللقاح» وبداية انتشاره، ورغم عدم تضرر دول بأثر «كورونا» وظلت متوازنة اقتصاديا وأقل الأضرار صحيا كما حدث بالمملكة التي تعتبر مثالا رائعا للنجاح في مواجهة أزمة كورونا، ننظر للعالم الجديد، بأمل وفرصة عودة الحياة من جديد لطبيعتها في العالم، وفتح المجال لكل الأعمال التجارية والاقتصادية وعود النشاط بكامل طاقته، بعودة النمو الاقتصادي وأسعار النفط للتحسن والحفاظ على مستويات أعلى من 50 دولارا، بالدروس المستفادة من هذه الجائحة التي علمت الفرد والمؤسسة والشركة والدول الكثير في مواجهة هذه الأزمات، بأهمية أخذ الاحتياطات الكثيرة لمواجهة الأزمات سواء الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، بأهمية الوقوف مع كل قرارات الدولة ودعمها في مواجهة هذه الأزمات الكبرى التي تؤثر على الاقتصاد والمجتمع، والتكاتف الكبير لمواجهة الأزمة والخروج منها بأقل الأضرار.