منذ سنوات، والعالم يترقَّب تسمية أول تريليونير في التاريخ، أي من يمتلك تريليون دولار (ألف مليار دولار)، وقد تبارى الخبراء الاقتصاديُّون في تسمية الشخص الذي من المتوقع أن يحوز اللقب الفخيم.

وفقاً لمؤشرات تداول الثروة في أيدي حيتان القطاع الخاص، فإني أتوقع شخصياً أن يصبح «إيلون ماسك» أول تريليونير في التاريخ، وهو المالك لشركتي «تسلا» المصنعة للسيارات الكهربائية، و«سبايس إكس» المختصة في هندسة الطيران والفضاء الجوي.

إيلون ماسك الذي ضرب كل الأرقام القياسية خلال مدة وجيزة، انتزع مؤخراً مرتبة أغنى رجل في العالم بثروة تقدر بنحو 185 مليار دولار، حقق منها 160 ملياراً فقط في 2020، وهي ثروة تعادل ميزانيات عدة دول في الشرق الأوسط، بينما تجاوزت القيمة السوقية لـ«تسلا» 700 مليار دولار، أي أنها باتت أعلى من مجموع القيم السوقية لعمالقة قطاع السيارات «تويوتا» و«فولكسفاجن» و«هيونداي» و«جي إم» و«فورد»، وانتزعت من «فيسبوك» لقب خامس أكبر شركة أمريكية، بعدما زادت مبيعات سياراتها الكهربائية 36% في زمن كورونا، وارتفع سهمها بنحو 775%.

يقيناً، فإن الإعفاءات الضريبية المتوقعة على قطاع السيارات الكهربائية ستفيد شركة تسلا التي لا تزال تمسك السوق بقبضة من حديد، ما سيُراكِم مزيداً من الثروة بين يدي ماسك، لكن المفارَقة الكبرى هنا، هي أن معظم الطفرات الهائلة في تراكم الثروة يتزامن مع أزمات طاحنة تضرب الاقتصاد العالمي، وتسحق الطبقة العاملة العريضة دون هوادة، بل إن هذه الأزمات تعد البيئة الطبيعية لولادة مثل هذه الثروات الاستثنائية وتكاثرها بهذه المعدلات الخرافية، خاصة عندما يستغلها بعض عباقرة الاقتصاد الذين يملكون خيالاً مبدعاً، وديناميكية في الحركة، والتخطيط، والتنفيذ، والمتابعة.