الكوارث والأزمات العالمية تُخلِّف عادة حزمة من التقنيات والابتكارات العلمية والحلول التكنولوجية، جائحة كورونا كأي أزمة أخرى تمنح البشرية فرصة للتفكير خارج الصندوق والبحث عن حلول نوعية، في مثل هذه الأيام من السنة الماضية كانت البداية عندما أطلق العالم مضمار سباق الابتكارات، وسعت الشركات العالمية جاهدة لتحويل (المحنة إلى منحة) بتحقيق أرباح ومكاسب مالية، اليوم بعد سنة (متكورِّنة) بامتياز، العالم بات أقرب من أي وقت آخر من إعلان الانتصار على (كورونا) ولو على استحياء، فلا (ضربة قاضية) في حلبة الصراع مع فايروس متحوِّر وشديد الغموض والتغير.

المهتمون بالتقنية وصناعة الإلكترونيات الاستهلاكية يجتمعون كل عام في (لاس فيغاس) الأمريكية في معرض CES، الشركات الآسيوية تسجل دائماً حضوراً كبيراً تحتل به الصدارة بمنتجاتها المُتعدِّدة، (كورونا) شاغل الناس والمصانع أظهر لنا ابتكارات جديدة تساعد في تخفيف القلق وزيادة ثقة الناس للخروج والاختلاط بالآخرين، من ذلك جهاز صغير بحجم (العملة المعدنية) يتم تثبيته على الصدر طوال الوقت ليراقب الحرارة وقياس نسبة الأكسجين، و(قناع ذكي) يتم ربطه بالهاتف عبر البلوتوث لقياس جودة الهواء وحماية صاحبه من الفايروس وويلاته، إضافة لابتكار (لوحة مفاتيح) للكمبيوتر تصدر ضوءا أزرق يقتل 99 بالمائة من الجراثيم بضغطة زر، إضافة لابتكار (روبوت) لا يتجاوز سعره 110 دولارات يقوم بالحديث مع الأشخاص وقت الحجر ويؤنس وحشتهم، بفتح حوارات ونقاشات بعيدة عن كورونا.

الأزمات تُسرِّع من وتيرة الأبحاث والمنتجات الدقيقة، نحن نتحدث هنا عن ابتكارات طبية، الأمر لا يقتصر على مراكز الأبحاث الغربية، هنا في المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية الأخرى ظهرت ابتكارات جديدة تم تسجيلها وتوثيقها، لتحسين وتجويد طرق (الاكتشاف والفحص)، وكذا الاستفادة من (أجهزة الأكسجين) بفعالية أكبر لشخصين وأكثر للجهاز، وبالعودة للحياة الشخصية ستكتشف أنَّك ساهمت في لحظة ما بابتكارات وحلول شخصية على صعيد ممارساتك اليومية لتجنب العدوى دون أن تشعر، على طريقة من اعتمدوا أساليب جديدة مثل اختراع (مشبك لفتح الباب) دون مسكه باليد، و(توصيل الطعام) دون لمسه، وغيرها من الاجتهادات الشخصية التي ساهمت في جعل الحياة أسهل في زمن كورونا، سيكون من الممتع جداً جمع مخترعات وابتكارات (كورونا) في كتاب أو فيلم وثائقي لهذا الغرض.

وعلى دروب الخير نلتقي.