إذا كانت سمية الجبرتي، الحاصلة على بكالوريوس وماجستير اللغة الانجليزية من جامعة الملك عبدالعزيز، وصاحبة 17 سنة من الخبرة في مجال الإعلام والعلاقات العامة هي أول امرأة تترأس منذ العام 2014 ثانية الصحف السعودية الناطقة باللغة الإنجليزية وهي صحيفة «سعودي غازيت» الصادرة من جدة، خلفا لرئيس تحريرها السابق الأستاذ خالد عبدالرحيم المعينا الذي عملت معه كمساعد لرئيس التحرير، وإذا كانت السيدة غنيمة فهد المرزوق (توفيت 2013)، خريجة كلية الآداب /‏ قسم الصحافة بجامعة القاهرة، هي أول سيدة في تاريخ الكويت تمتلك دارًا للصحافة وتترأس تحرير مجلة أسرتي النسائية الاسبوعية (صدر عددها الأول في فبراير 1965)، فإن منى أبو سمرة هي أول رئيسة تحرير صحيفة يومية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والإشارة هنا إلى جريدة «البيان» التي تأسست عام 1980 بأمر من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة /‏ رئيس مجلس الوزراء /‏ حاكم دبي كبديل لجريدة أخبار دبي الأسبوعية، والتي تولت منى رئاسة تحريرها بدءًا من السادس من مارس 2016 الذي صادف الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية.

والحقيقة أن شغلها لهذا المنصب في بلاط صاحبة الجلالة ليس وليد الصدفة أو الواسطة لأن سيرتها الذاتية تشفع لها بما هو أكثر من ذلك. فمنذ أن كانت طفلة صغيرة عشقت الصحافة، ناهيك عن أنها طوال مراحل دراستها ما قبل الجامعة كانت طالبة ناشطة في جمعيات صحافة الحائط المدرسية. أضف إلى ماسبق شغفها بالقراءة والكتابة والتدوين منذ سنواتها المبكرة. علاوة على ذلك برزت ضمن قريناتها في المدرسة والجامعة كصاحبة دور قيادي، بل وأيضًا صاحبة دور في الدفاع عن زميلاتها وقت تعرضهن للجور والظلم والتعنيف على يد مدرساتهن.

الأستاذة منى درويش أبوسمرة

إن سيرة منى أبو سمرة ليست مجرد سيرة لفتاة إماراتية موهوبة، وإنما هي قبل ذلك سيرة لمجتمع دبي في المرحلة الانتقالية ما بين القديم والجديد. وبمعنى آخر فإن الخوض في سيرتها يفيدنا لجهة تكوين صورة عامة عن إمارة دبي في بواكير نهضتها، حينما كانت الحياة فيها سهلة وبسيطة وكانت العلاقات الاجتماعية والأسرية مفعمة بالود والتواصل والثقة والتكافل، وكان الخوف والقلق على الأطفال من الغرباء منعدمًا، وكانت أبواب البيوت مفتوحة على مصراعيها للأقارب والجيران والمعارف يتزاورون ويتبادلون الأطباق ويتشاركون في الأفراح والأحزان.

ولدت منى درويش أبوسمرة في منطقة «أم السقيم» بالجميرة في دبي في بداية سبعينات القرن العشرين حينما كانت بلادها تتلمس خطواتها الأولى نحو التنمية والنهضة واللحاق بالعصر، وكانت الآمال تعتمل في النفوس ببداية حقبة جديدة في تاريخ الإمارات بعد استقلالها وتوحيدها. كان ميلادها لأب يعمل في القوات المسلحة الناشئة، ولأم صارمة وحنونة في نفس الوقت لا يشغل بالها سوى تربية أولادها (ستة من الذكور والإناث أكبرهم جمعة ثم مبارك فمنى فسعيد فمنصور، ثم مها حسب الترتيب العمري)، وتوفير سبل الراحة لهم.

ترعرعت ونشأت في بيت يغمره الحب والاستقرار والطمأنينة، وهو ما وفر لها طفولة سعيدة امتزجت بالعاطفة الجياشة وبالكثير من المرح واللهو البريء وممارسة الألعاب الشعبية التي كانت شائعة في ذلك الزمن وسط الصغار (مثل: الحبل والمربعات والكوك والتيلة وغيرها)، ولأنها كانت الإبنة الوحيدة آنذاك لوالديها والشقيقة الوحيدة لإخوانها فقد حظيت بمعاملة خاصة منهم ونالت قدرًا كبيرًا من الدلال والحب والاحترام. وفي هذا السياق أخبرتنا منى في حديث لها لصحيفة البيان (10/‏1/‏2008) أن والدتها كانت تراقبها بخوف وإعجاب في آن واحد، وأن أسعد أوقاتها كانت تلك التي تقضيها مساء مع جدتها لأبيها التي كانت تقيم معهم، مضيفة: «كانت مرجعية قوية في حكاياتها عن الماضي فتأثرت بأسلوبها في السرد وطريقتها في الحكي، إلى جانب تأثري بقوة شخصيتها وجرأتها»..

أبوسمرة تصافح سمو الشيخ محمد بن راشد

وحينما تجلس منى وحيدة وتسترجع شريط ذكرياتها في الأيام الخوالي وهي طفلة، فإن أول ما يتراءى لها صورها وهي تلعب كرة القدم مع الصبيان في مركز حارس المرمى، أو وهي تتمرجح في مراجيح مثبتة بشجرة لوز كبيرة في ساحة بيت والديها، أو وهي تقضي أوقات فراغها في المشي على شاطيء البحر لجمع الأصداف والقواقع وأحيانًا للسباحة التي كادت بسببها أن تغرق ذات مرة لولا قدوم من أنقذها. تتذكر منى تلك الأيام فتقول إنها تأثرت بأشقائها وارتبطت بهم ونالت منهم العطف والحنان كونها البنت الوحيدة آنذاك، الأمر الذي خلق عندها روح المغامرة مثلهم، فابتعدت عن الفتيات وألعابهن إلا فيما ندر، وراحت تجاري أشقاءها في ألعابهم ومغامراتهم الطفولية. ولهذا فإنها حينما كبرت راحت أيضا تجاري شقيقها الأكبر جمعة وتحلم بأن تدرس الحقوق مثله، لولا أن الأقدار شاءت لها سلوك طريق آخر.

في سن السادسة أو نحو ذلك ألحقها والداها بمدرسة قرطبة الإبتدائية للبنات. في هذه المدرسة عرفت لأول مرة أن التربية الحانية التي تلقتها على يد والدتها تقابلها تربية قاسية على يد المعلمات اللواتي لم يكن يسمحن بأي هفوة دون انفاذ العقوبة البدنية في صغيرات لا حول لهن ولا قوة. وكان من نتائج ذلك أنها كرهت مادة الدين لأن معلمة المادة كانت تعاقب بالضرب المبرح كل طالبة تخطيء في مجرد كلمة عند تسميع سور القرآن الكريم. وتكرر معها الشيء ذاته في المرحلة الثانوية، حينما لاحظت أن معلمة الدين تتعمد الإساءة لها ولزميلاتها دون سبب مقنع، فانبرت تدافع عن نفسها وعنهن بجرأة إلى حد أن إحدى المعلمات لما بلغها الخبر راحت تلقبها بـ«محامية الدفاع»، فيما تنبأت لها معلمة أخرى بالنجاح في مهنة المحاماة إنْ درست الحقوق. أما الحقيقة فهي ــ بحسب قولها ــ أنها قامت بما فعلته إنطلاقا من مبدأ تربت عليه هو كراهية الظلم ومساندة المظلوم ومن يقع عليه الجور بغض النظر عن مصدره. وكان من نتائج ما حدث في تلك الواقعة قرارها بالتغيب عن حضور مادة التربية الدينية، والإستعاضة عنه بالاعتماد على نفسها في فهم المطلوب منها.

اعترفت منى في حديثها للبيان (مصدر سابق) بأنها كانت طالبة مشاكسة في سنوات دراستها الإعدادية والثانوية. وروت حكاية قيامها ذات مرة بوضع ثعبان بلاستيكي داخل حقيبة معلمة اللغة الإنجليزية التي أصيبت بنوبة هستيرية بمجرد اكتشافها للأمر. وحينما أفاقت وبحثت عن الفاعلة إنبرت إحدى الطالبات بالوشاية ضد زميلة لها لم تكن على وفاق معها. هنا تذكرت منى مبدأ كراهيتها للظلم فلم تشأ أن تنال طالبة بريئة العقاب، فاعترفت للمعلمة بمسؤوليتها.

أبوسمرة تجري حوارا مع الشيخ نهيان بن مبارك

وبقدر ما كانت طالبة مشاكسة في مرحلتي الدراسة الإعدادية والثانوية، فإنها كانت من ناحية أخرى مجتهدة في تحصيلها ومتميزة في الأنشطة المدرسية. ومن آيات ذلك أنها كانت ناشطة في جمعية الصحافة المدرسية وجمعية الاجتماعيات وفريق المرشدات وجمعية الرحلات وبرامج الإذاعة الصباحية، ومشاركة أساسية في مختلف الأنشطة الرياضية كالجمباز وكرة اليد وكرة الطائرة وألعاب القوى، بل مثلت مدرستها في عدد من المسابقات الرياضية المدرسية. هذا النشاط التطوعي، معطوفا على درجاتها المتميزة، جعلها تحظى بالإشادة والثناء من قبل ناظرة المدرسة والعديد من معلماتها اللواتي رحن ينصحنها بالابتعاد عن المشاكسة والتركيز على التحصيل والتفوق. وبالفعل بدأت مشاكساتها لمعلماتها تقل تدريجيا لصالح الإهتمام بالدراسة والإنكفاء على القراءة إلى درجة أن معلماتها بدأن يعتمدن عليها في ضبط الصف أثناء غيابهن.

مرحلة الدراسة الثانوية التي أمضتها منى في مدرسة زعبيل للبنات كانت بمثابة نقلة في حياتها لعدة أسباب. فمن ناحية كانت هذه المدرسة مختلفة عن مدرسة قرطبة حيث درست الابتدائية، ومدرسة أم سقيم، حيث أتمت المرحلة الإعدادية لجهة احتضانها لطالبات من مختلف مناطق دبي، فتعرفت لأول مرة على فتيات طموحات في عمرها من مناطق مختلفة في دبي، وبالتبعية قضت على مشاعر الخوف والتوجس من الآخر. ومن ناحية ثانية كانت قد نضجت بما يكفي لتقرر خطوط مسارها المستقبلي، فحسمت الأمر، حينما خـُيرت ما بين المسارين الأدبي والعلمي، لصالح المسار الأدبي. وكان لهذا الاختيار أسباب منها عدم ميلها للمواد العلمية الجافة، وتأثرها بمسيرة شقيقها الأكبر مبارك الذي كان قد تخرج من القسم الأدبي ودرس القانون وصار محاميًا، ناهيك عن عشقها لمادتي التاريخ والجغرافيا، وإحرازها لدرجات عالية في مادة الإنشاء بفضل إنكبابها على القراءات الخارجية وقيامها بتدوين يومياتها، وإشادة معلماتها بمواهبها الأدبية التي تجلت في مقالاتها بصحف الحائط المدرسية.

تخرجت من مدرستها الثانوية بمعدل لم تكن راضية عنه لأنها اعتقدت أنه لن يشفع لها لإكمال دراستها الجامعية في إحدى جامعات مصر مثلما كانت تحلم. غير أن حلم الدراسة بمصر تبخر سريعا بسبب معارضة أسرتها لفكرة اغترابها. وهكذا كان البديل هو الالتحاق بجامعة الإمارات. وقتها كان أمامها خياران: الحقوق أو الصحافة، فاختارت الصحافة ودعمها في ذلك كل إخوتها.

في مرحلتها الجامعية بمدينة العين بإمارة أبوظبي، جربت للمرة الأولى لوعة الابتعاد عن مسقط الرأس وعن الأهل والمعارف وصديقات الطفولة، كما واجهت صعوبات السكن بالقسم الداخلي بكل ما يتضمنه من الاعتماد على النفس وتدبير الشؤون اليومية، لكنها من ناحية أخرى تعرفت على طالبات من مختلف الإمارات مثل أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة وعجمان والفجيرة، واستوعبت مدى التنوع الثقافي والاجتماعي بين مكونات الوطن الواحد، ونجحت في تكوين علاقات حميمة مع زميلات الجامعة والسكن. هكذا كان حالها في سنتها الجامعية الأولى، لكنها في السنة التالية عادت إلى الشقاوة والمشاكسة التي طلقتها في المرحلة الثانوية، وذلك من خلال تكوين شلة من طالبات دبي والشارقة ورأس الخيمة تحت اسم شلة «س ــ ز».

لم يكن هدف تأسيس هذه الشلة مناكفة أعضاء هيئة التدريس أو إحداث الفوضى والضجيج أو التهرب من مسؤوليات التحصيل، بقدر ما كان هدفه تكوين مجموعة طلابية قوية يعضد أعضاؤها بعضهم بعضًا عند تعرضهن للإساءة بأي شكل من الأشكال. تقول منى أن سنوات دراستها بجامعة الإمارات في العين مرت بسلام دون منغصات كثيرة، وأن المنغص الوحيد تمثل في مديرة سكن الطالبات التي كانت متشددة جدا وتضيق الخناق عليها وعلى زميلاتها. وتضيف أنه حتى ذلك كان له مبرر لأن بعض الطالبات كن قد إلتحقن بالجامعة دون طموحات دراسية جدية، فكن يكثرن من الاستهتار بمن تجتهد وتولي التحصيل أقصى إهتمامها، وتحاولن مضايقتهن بأصوات المذياع العالية، الأمر الذي دفعها إلى إختيار منطقة بعيدة عن عبثهن للمراجعة والإستذكار. ولم تكن تلك المنطقة سوى أسفل درج الصعود في السكن الجامعي.

وفي الجامعة عادت إلى تنمية مواهبها الصحفية القديمة من خلال الإنخراط الجدي في تحرير نشرات الجامعة الصحفية وإجراء حوارات مع شخصيات مسؤولة. وتتذكر أن أول حوار أجرته آنذاك وتمّ نشره كان مع سفير اليمن لدى دولة الإمارات. هذا النشاط الصحفي المتوهج قادها إلى تولي مسؤولية العلاقات العامة الخاصة بحماية الصحافة وقتداك.

منى أبوسمرة ومنى المري تتسلمان جائزة الصحافة الإلكترونية في القاهرة سنة 2014 باسم نادي دبي للصحافة

تخرجت من جامعتها حاملة بكالوريوس الصحافة في عام 1997، لكنها فضلت أن تقضي عامها الأول بعد التخرج في الاسترخاء، وعليه فهي لم تبدأ مشوارها الوظيفي إلا في عام 1998، وذلك حينما قدمت أوراقها للعمل في جريدة الاتحاد الصادرة من أبوظبي. وقتها قابلت مدير المكتب عيسى حميد الذي سألها عن المجال الذي تهوى الكتابة فيه فأجابت بدون تردد وبجدية: «أريد أن أكتب في مجال الرياضة وأعمل بالقسم الرياضي»، حيث كانت متأثرة بأشقائها الذين أحبوا الرياضة ومارسوا ألعابها من خلال نادي النصر الرياضي بدبي، ناهيك عن أنها بنفسها عشقت الرياضة منذ طفولتها وعندما كبرت صارت متابعة لمباريات كرة القدم العالمية ومشجعة متعصبة لنادي النصر. غير أن المدير عيسى حميد لم يستجب لطلبها، وطلب منها، بدلا من تغطية الأخبار الرياضية، الإشتغال في تغطية الشؤون المحلية والكتابة في المنوعات والاقتصاد، من خلال إدارة مكتب الصحيفة في دبي.

وخلال السنوات العشر التالية عملت في الوظيفة التي أنيطت بها، وساعدت الكثيرين من زملائها وزميلاتها في بلاط صاحبة الجلالة لجهة صياغة الخبر بحيادية، وكيفية الحصول على المعلومات الموثقة، وسبل التعرف على مصادر الخبر. وتكفينا في هذا السياق شهادة أحد الصحفيين العرب الذين عملوا معها وهو الصحفي السابق بجريدة «الخليج» محمد المنجي الذي قال: «عرفت منى أبو سمرة كأول زميلة في مجال الصحافة من خلال تغطيتنا لكليات التقنية، كنت وقتها في جريدة (الخليج) وجديداً على العمل الصحافي وعلى الساحة الإماراتية أيضاً، وكان لها دور كبير في مساعدتي في المجال الصحافي وتسهيل التواصل مع المصادر، وبعد أن انتقلت إلى جريدة (الاتحاد) كان لها دورها أيضاً في هذا الانتقال».

وأثناء عملها كمديرة لمكتب صحيفة «الاتحاد» في دبي، لم تثنها مسؤولياتها عن الأنشطة التطوعية الأخرى أو ممارسة هواياتها المحببة والمتمثلة في عشق الموسيقى الكلاسيكية والعزف على العود والقيام بالرحلات الخارجية والاستماع لأغاني أم كلثوم. ولعل من أهم آيات نشاطها التطوعي آنذاك مشاركتها في الإجتماع التأسيسي لجمعية الصحفيين الإماراتية والتي تمّ إشهارها رسميًا في يناير من عام 2000 بموجب القرار الوزاري رقم 588 من بعد سنوات من الجهد لإيجاد تنظيم يجمع في عضويته العاملين بصحافة الإمارات ويساهم في الارتقاء بالمهنة والدفاع عن مصالح وحقوق المشتغلين فيها.

نالت منى عضوية الجمعية وراحت تتواصل مع أعضائها وكتبت عن انتخابات مجلس إدارتها، بل واقتحمت انتخابات الدورة الأولى كمترحشة وفازت واستلمت منصب أمين السر تحت قيادة اول رؤساء الجمعية الأستاذ محمد يوسف. عضويتها في الجمعية والمنصب الذي تولته كان بمثابة نقطة انطلاق لها لتحلق بعيدا. إذ سمح لها ذلك بالتعرف على شخصيات محلية وعربية وقامات فكرية وصحفية من الداخل والخارج.

د. عبدالله المدني مع أبوسمرة والشليمي والوزيرة نورة الكعبي ومنى المري

قال عنها رئيس الجمعية السابق محمد يوسف: «عرفت منى أبو سمرة من خلال نشاطها المتميز في العمل التطوعي في جمعية المسرحيين، وقبل ذلك كصحافية مواطنة تعد من القليلات اللائي عملن في تغطية الأخبار المحلية والمؤسسات الخدمية، على عكس الكثيرات ممن يفضلن العمل في الأقسام الثقافية وتغطية الفعاليات النسائية فقط، وكانت من أكثر أعضاء الجمعية حركة ونشاطاً وأثبتت كفاءتها بحضورها الفاعل في مختلف فعاليات الجمعية. وهذا شجعنا لنتوسم فيها خيرًا بانضمامها إلى مجلسنا المنتخب، وكنت شجعتها على خوض غمار المشاركة في انتخابات الجمعية، ولأن ثقتنا في إمكاناتها كبيرة جدًا أوكلنا إليها أمانة السر وقامت بواجبها على أكمل وجه، ثم شاركت في صندوق التكافل الاجتماعي بالجمعية وتولت المسؤولية كرئيسة له».

ثم أضاف الرجل في شهادته عنها: «لمنى أبو سمرة تجربة جيدة في خوض انتخابات المجلس الوطني، وكان لنا دورنا في دعمها وتشجيعها من باب المشاركة بغض النظر عن مسألة الفوز من عدمه. وأعتقد أن تجربتها في انتخابات جمعية الصحافيين قد أفادتها وشجعتها على المشاركة في انتخابات المجلس الوطني».

في عام 2008 انضمت إلى نادي دبي للصحافة، قبل أن تصبح مديرة له سنة 2013، فساهمت مع فريق العمل في تطوير المشاريع الإعلامية لحكومة دبي مثل جائزة الصحافة العربية ومنتدى الإعلام العربي وتقرير «نظرة على الإعلام العربي». وخلال هذه المرحلة من حياتها المهنية أثبتت وجودها كنجمة من نجوم الإعلام الإماراتي والعربي بدليل حصولها على العديد من الجوائز وشهادات التقدير كجائزة «أوسكار الصحافة» سنة 2007 على سبيل المثال.

وأخيرًا فإن لمنى رؤية لتطوير الصحافة العربية أفصحت عنها في لقاء مع تلفزيون دبي في نوفمبر 2013، مفادها أن الصحافة العربية تحتاج لخطة واستراتيجية تواجه بها التحديات الراهنة مثل مشكلات الصحافة الورقية، للخروج بحلول ابتكارية.