تعودنا أن نشاهد ردود فعل الإعلام الغربي حول حقوق الإنسان والدفاع المستميت لكثير من القضايا، وأيضا تابعنا الحملات المنظمة والتنسيق المتبادل بين منظمات حقوق الإنسان. إلا أن الوضع يختلف تماما عندما تكون القضية داخل دائرة الغرب.
المقابلة المثيرة التي أجرتها الإعلامية أوبرا وينفري الأسبوع الماضي مع الأمير هاري وزوجته ميجان عن الحياة في الأسرة الملكية والصعوبات التي واجتهم للهروب إلى الولايات المتحدة والإقامة هناك، أظهرت عديدا من القضايا التي كشفت المستور حول انتهاكات حقوق الإنسان.
ذكرت ميجان - وفق اللقاء - أن المؤسسة الملكية كان لديها قلق من مدى السواد الذي قد تكون عليه مولودتها "إرتشي"، لافتة إلى أن "العرق" كان مصدر تردد لديهم. والأخطر من ذلك أن ميجان كانت على شفا الانتحار بسبب تقييد حريتها من سحب جواز سفرها ومفاتيحها، بل إن جميع أغراضها سلمت للمؤسسة الملكية وهذا ما جعلها لم تعد ترغب في أن تبقى على قيد الحياة.
هذا اللقاء الذي مر مرور الكرام على المنظمات الدولية الحقوقية من الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى الاتحادات الدولية لحقوق الإنسان التي لا تترك واردة ولا شاردة إلا وتصدر بيانا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالعنصرية ضد العرق والتضييق على الحريات! بينما عندما تعطس فتاة في الخليج، تجد تلك المنظمات تركض خلفها.
ماذا لو قامت إحدى القنوات الخليجية بتقديم برنامج عن انتهاك حقوق المرأة في بريطانيا والدفاع عن ميجان والمطالبة بحقوقها وبحقوق أبنائها للعيش بكرامة دون عنصرية؟ ماذا لو تمت استضافة ميجان على إحدى القنوات العربية للتحدث عن العنصرية ضد العرق واللون والمضايقات؟ بالمختصر هل ممارسات منظمات حقوق الإنسان الدولية حلال علينا وحرام على الغرب؟.