درسَ الماضي وتعلم منه، وهو يعيش الحاضر بكل التفاصيل، ولكنه قرأ المستقبل بكل التحديات، ومن هنا فهو يقف على الحاجات الأساسية والتي تهم الإنسان والأرض من أجل الحياة بطريقة صحية ومثالية، وأكثر من ذلك مستدامة.. ولأنه شاب يملك الجرأة والمغامرة والإقدام وأفكاره تصب في مصلحة الجميع؛ فهو قدوة وملهم، وقائد مميز يبادر، ومن بعده يأتي دور الجميع في الاقتداء والتطبيق.
أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - عن مبادرة نوعية رائدة وهي "السعودية الخضراء" ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" واللتين تهدفان إلى خير هذا الكوكب وحماية البيئة، ومن أجل أن نعالج بها كوارث الأرض وتحقيق الأهداف العالمية المستدامة.
إن إطلاق هذه المبادرة المتخصصة والرائدة في الحفاظ على البيئة هو نابع من أن مملكتنا دولة رائدة في مجال النفط، لكنها تدرك نصيبها من المسؤولية العالمية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ والتغيّر البيئي، لذا هي ترغب في المساهمة والمساعدة من أجل مستقبل بيئي أفضل وقيادة الدور الريادي من أجل مستقبل أخضر للعالم، ومن هنا كانت المبادرة وطنية وللشرق الأوسط وستكون بالتنسيق مع دول المنطقة بأكملها.
إن التحديات التي دفعت سموه من أجل إطلاق هذه المبادرة هي تحديات واقعية ويلمسها خبراء البيئة العالميين، وهي تحديات قائمة أوردها سموه مثل التصحر والذي يمثل تهديداً اقتصادياً للمنطقة بما قيمته 13 مليار دولار من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة، وتطرق سموه إلى تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري والتي أدت إلى تقليص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة، ومن هنا وجب التحرك نحو معالجته من خلال هذه المبادرات النوعية والتي تعمل على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومعالجة التلوث وتدهور الأرضي والحفاظ على الحياة البحرية.
إننا مقبلون على مرحلة مهمة من عمر الوطن الغالي، وهو العمل المؤسسي المنظم والتكامل الذي نراه دائماً فيما بين كل المؤسسات الحكومية والخاصة وغير الربحية مع الجهات التي ستكون هي الجهات الرئيسة المعنية بتحقيق أهداف هذه المبادرة الكبيرة، مبادرة "السعودية الخضراء" لتحقيق أهداف رؤية وطننا الغالي 2030، والوصول إلى المستهدف المهم وهو "مليون متطوع"، إضافة إلى ذلك فإن شخصية ولي العهد الملهمة وهو الراعي الأول للمبادرة وصاحبها هي التي ستساهم أيضاً في إقبال المواطنين من أجل المشاركة والعمل يداً بيد مع بعضهم البعض رغبة في تحقيق أهداف نوعية مهمة للوطن.
إن دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة هو المحرك الرئيس نحو تبني هذه المبادرات المباركة وقد عبر سموه نحو فخره أن يطلق هذه المبادرة والتي قريباً سيتم الإعلان عنها وعن جميع تفاصيلها، لكننا يجب أن نستشعر مسؤوليتنا الوطنية تجاه الوطن وتجاه كوكب الأرض، ونحن جميعا متحمسون للعمل مع الجهات البيئة المعنية بمبادرة "السعودية الخضراء".
إن زراعة 10 مليارات شجرة وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة وزيادة الأراضي المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً يمثل إسهام المملكة بأكثر من 4 % من تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 % من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة، والمملكة لها.. مع قائد ملهم وحكومة قوية وشعب خيّر بالفطرة.
التعليقات