تعتبر الممثلة فؤادة إبراهيم حسين الشهيرة باسم «إلهام حسين» إحدى نجمات السينما المصرية القديمات من صاحبات الجمال الخارق، وقد ساعدها هذا الجمال على شق طريقها بسرعة نحو الشهرة والنجومية والوقوف أمام كبار نجوم زمنها، هي التي استهواها الفن منذ نعومة أظفارها. ولكي تعزز من تواجدها الفني وشهرتها قبلت أن تكون زوجة لدون جوان السينما المصرية في الأربعينات والخمسينات، وهو الفنان المصري الوسيم من أصول سورية «أنور وجدي»، علما بأن وجدي المتوفى عام 1955 عن 51 عاما اقترن في حياته بأربع فنانات كانت هي أولاهن.

اكتشفها أنور وجدي وساندها وقدمها للمخرج محمد كريم الذي عرف بتخصصه في إخراج أفلام محمد عبدالوهاب، فقام كريم على الفور باشراكها في فيلم يوم سعيد الذي أخرجه عام 1940 عن قصة وسيناريو وحوار عبدالوارث عسر ومن تمثيل عبدالوهاب والطفلة فاتن حمامة وفردوس محمد وعلوية جميل وسليمان نجيب وعبدالوارث عسر وفؤاد شفيق وسميحة سميح. وهكذا فإن جمالها الأخاذ ومشاركتها للموسيقار محمد عبدالوهاب في عملها السينمائي الأول حقق لها شهرة مدوية تسببت في طلب المخرجين عليها، لتقدم بعد ذلك خمسة أفلام أخرى.

عملها السينمائي الثاني كان فيلم «حب من السماء» في عام 1943 والذي أخرجه عبدالفتاح حسن من تمثيل محمد أمين ونجاة علي وحسين رياض وفؤاد شفيق ومحمد توفيق واسماعيل يس وسيد سليمان، وفيه لعبت دور «علية» إبنة الباشا فؤاد شفيق التي تكيد المكائد لإبنة عمها المقعدة سامية (نجاة علي) كيلا تتزوج من «مجدي» (محمد أمين) المهندس الزراعي في دائرة الباشا. وفي العام التالي عادت لتقف مجددا أمام محمد عبدالوهاب في فيلم «رصاصة في القلب» للمخرج محمد كريم عن قصة الأديب توفيق الحكيم، في هذا الفيلم شاركت إلهام كلا من راقية ابراهيم وسراج منير وعلي الكسار وسيد سليمان ومحمد عبدالقدوس وزينب صدقي وفاتن حمامة في دور «طماطم» صديقة الشاب المستهتر محسن (محمد عبدالوهاب) الذي يتظاهر بحبها كي يغيظ فتاة الآيس كريم «فيفي» (راقية إبراهيم). أما في عام 1945 فقد عادت وشاركت المطرب محمد أمين مع مديحة يسري وسامية جمال وعباس فارس وبشارة واكيم وعبدالسلام النابلسي وماري منيب وحسن البارودي في فيلم «الجنس اللطيف» للمخرج أحمد كامل مرسي. وفي عام 1946 قامت بدور البطولة المطلقة في فيلم من انتاجها واخراج فؤاد الجزايرلي، وهو فيلم «شهرزاد» الذي أدت فيه دور شهرزاد أمام حسين صدقي الذي أدى دور السلطان شهريار، وقد شاركهما في الفيلم كل من سامية جمال ومنسي فهمي وعبدالعزيز خليل ومحمد الديب.

إختتمت إلهام حسين مشوارها السينمائي والفني بالظهور في عام 1947 في فيلم «غني حرب» للمخرج نيازي مصطفى، حيث شاركت كلا من بشارة واكيم وماري منيب وحسن فايق وشرفنطح وفريد شوقي وعزيز عثمان وليلى فوزي، مؤدية دور «قشطة» إبنة غني الحرب «حسنين بيه المخ» (بشارة واكيم) وشقيقة «قطايف حسنين» (ليلى فوزي).

ولدت إلهام في القاهرة في 11 اكتوبر 1910، واستطاعت أن تكون ثروة لا بأس بها من أعمالها السينمائية الناجحة ومن وقوف أنور وجدي خلفها، لكنها تنكرت له لاحقا وتطلقت منه بعد زيجة لم تدم إلا ستة أشهر (قيل في اسباب الطلاق غضب أنور وجدي منها بعد ان علم أنها أوصت المخرجين باستبعاده من المشاركة في افلامها)، وأسست لنفسها شركة انتاج خاصة. وفي أواخر الأربعينات اعتزلت الفن وقررت، درءًا للفقر والحاجة يوما ما، أن تستثمر أموالها في الأعمال التجارية الحرة التي خسرتها كلها في حريق القاهرة الكبير سنة 1949، لتصاب بالإحباط. غير أن الصدفة لعبت دورا في إلتقائها خلال عام 1949 بشاب سعودي (لؤي سليمان ناظر) كان يدرس وقتذاك في القاهرة، فأحبا بعضهما وتزوجا، لتنتقل معه إلى جدة حيث افتتحا بها مطعمًا، وأنجبا ابنتين هما: طبيبة الاطفال المتقاعدة الدكتورة هبه ناظر وسيدة الاعمال منة الله ناظر.

بعد انتقالها إلى المملكة العربية السعودية لم تفكر إلهام بالعودة إلى وطنها حتى للزيارة، فتوفيت في جدة بسكتة قلبية في 15 يونيو 2003 عن عمر ناهز 93 عاما.