تطور خوارزميات الذكاء الاصطناعي لا تتوقف عن المفاجآت، فلربما أتتك رسالة صوتية، وأكرر "صوتية "، عبر تطبيق واتساب من رقم غير معروف، ولكن لصوت معروف قد يكون لأخيك، لأختك، لأبيك، لزوجك، وغيرهم، يتمتع هذا الصوت بنبرة عاطفية في غاية الخجل ويطلب منك حوالة مالية لحساب صديقه بسبب مشكلات بنكية يمر بها. في الواقع، لن يشكك أحد في الصوت، وسيطفق إلى بنكه ليحول المبلغ المطلوب من دون تردد، ثم يقع فريسة لنوع جديد من الخداع السمعي.
نقرأ عن تزييف الحقائق، وتزوير الواقع، ونشاهد خدع الصور والفيديوهات، وزادت أخيرا بطريقة محترفة، لكن هل نما إليك أن تسمع صوتك الحقيقي ينطق بكلمات لم تنبس بها ببنت شفة؟ في الواقع، هذا مستوى جديد من التزييف، أو قل مصيبة جديدة.
يفيد مختصون بأنه يمكن مماثلة صوت الشخص ومطابقة النبرات بدقة حتى يخيل للمستمع أنه المتكلم تماما، بوساطة خوارزميات يمكنها تقديم نصوص مسموعة ومنسوبة لأي شخص. غير أن التضليل لم يقف عند هذا الحد فحسب، بل تعمق إلى الخرائط الجغرافية، فوفقا لدراسة جديدة قادها باحثون من جامعة واشنطن، أكدوا تنامي ظاهرة التزييف الجغرافي العميق، وهو التلاعب الرقمي بخصائص الذكاء الاصطناعي لصور الأقمار الاصطناعية الملتقطة لإنشاء خرائط، وهذا في غاية الخطورة على عدة مستويات، في الوقت الذي كنا ننتظر من تقنيات الذكاء الاصطناعي تحسين الخرائط ومواقع الوصول، صار المرشد الجغرافي مهيأ للاختراق والخداع، وينطبق عليه المثل الشعبي "من كان دليله البوم طاح في الخرابة".