طوال تاريخه كان ميشيل عون جزءاً من مشكلات لبنان، ولم يسهم يوماً في حل أي مشكلة لا يتحقق له مصلحة فيها، ومؤخراً وجه عون نداءً للمجتمع الدولي لمساعدة لبنان على مواجهة أزماته، متجاهلاً حقيقة أنه وحليفه الحزب الإيراني أكبر مشكلات لبنان !

ودون الاعتراف بأساس المشكلة التي هو شريك فيها، فإن أيّاً من أصدقاء لبنان لن يتمكنوا من تقديم أي مساعدة للبنان، بل إن لبنان في العهد العوني فقد علاقاته بالدول العربية الصديقة التي لطالما دعمت لبنان، وبات بلداً معزولاً على المستوى الدولي، ناهيك عن عزلة العهد «الضعيف» على المستوى الداخلي !

عون الذي عطل انتخابات الرئاسة اللبنانية سنتين كاملتين وتعايش مع الفراغ في سدة الرئاسة حتى يتحقق شرط انتخابه رئيساً، يتهم اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري بأنه يقدم مصلحته الضيقة على مصلحة لبنان بعدم اعتذاره عن مهمة تأليف الحكومة، وهي المهمة التي يعطلها عون نفسه ووريثه السياسي جبران باسيل، وفي لبنان وحده يمكن لرئيس حزب سياسي أن يشترط امتلاك نصف مقاعد حكومة لا يسمي رئيسها ولا يمنحها الثقة في البرلمان !

عون صرح مؤخرا بأن إعادة النازحين السوريين أولاً على قائمة أي مساعدات يقدمها المجتمع الدولي للبنان، بينما يستحق الأمر أن يكون لبنان أولاً عند أي سياسي وطني يمارس السياسة لخدمة وطنه وليس نفسه !

لبنان الدولة المرتهنة فعلياً لهيمنة القرار الإيراني، والخاضعة لسلطة سلاح حزب الله، هي اليوم دولة عاجزة تماماً عن حل مشكلاتها دون التحرر من هيمنة الحزب الإيراني، واستئصال الطبقة السياسية الفاسدة التي هي أشبه بالسرطان الذي يمتص الحياة من جسد واهن في رمقه الأخير !

باختصار.. نعم لبنان بحاجة لمساعدة المجتمع الدولي، ولكن ليس استجابة لنداء عون وإنما استجابة لنداء اللبنانيين !