اليوم هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، لذلك ابتسم وعش عيدك واستمتع بكل تفاصيله.
ابتسم في العيد.. فالمواسم الجميلة مثل فراشات النور قد تتلاشى أعمارنا احتراقا قبل أن ندرك جمالها. الترسبات العميقة في دواخلنا والحسابات التي لم تصف، والنتائج التي لم تحسم، ليس وقتها مواسم الأعياد. لا تفسد تفاصيل عيدك بمخلفات الماضي ومحاولة تحقيق انتصارات مزيفة في غير أوانها، فأشجار التفاح لا تنمو في القطب الجنوبي، والأزهار لا تتفتح في يناير!
ابتسم في العيد.. وشارك فرحتك مع أحبتك وكل أولئك الذين ستشتاق يوما لوجودهم حين يرحلون. اقتسم سعادتك معهم في تلك اللحظات الدافئة التي تستحق أن توثقها ثم تعيشها كذكريات حلوة تغذي روحك وتمنحك سرورا يجعلك تحكي تفاصيلها لأحفادك وتخبرهم بروعة المواسم حين نعيشها بكل الحب والمشاعر الصادقة مع من نحبهم.
ابتسم في العيد.. بعد أن تسأل مغتربا عن أهله كيف يمر عليه العيد، وتسأل مريضا يتقلب فوق فراش المرض كيف يمر عليه العيد، وتسأل سجينا يكسر قلبه صمت أربعة جدران أسمنتية كيف يمر عليه العيد، وإخوة "متقاطعون"، وجيرانا متخاصمين، وأبناء عاقين و(...) كيف يمر عليهم العيد. وأظنك ستبتسم من قلبك حين تدرك كم أنت شخص محظوظ يحظى "بلمة العيلة"، ودفء الاجتماعات، ومتعة السهر، وحكايات الليل الطويلة، وشقاوة الأطفال بمفرقعات العيد، وضحك الإخوة ومقالبهم..!
ابتسم في العيد.. حين تدخل بيت والدتك والمكان يمتلئ برائحة الجريش الممتزج برائحة الهيل الذي يفوح من دلة القهوة، وعبق البخور الذي ترتفع أعمدة دخانه في صالتها، وتسمع صوتها الحنون وهي "تهلي" وترحب بك، ثم تضمك إلى صدرها ووجهها يتهلل فرحا بطفلها المدلل الذي أصبح رجلا يسير خلفه أطفاله الصغار، وكم يبلغ سرورها منتهاه حين تقدم لك صحن الجريش بيديها المخضبتين بالحناء الأسود. مشاعر لا تشترى بأموال الدنيا ولا يعوضها كنوز قارون.. ألا يستحق ذلك منك أن تبتسم؟!
ابتسم في العيد.. فالأعمار لا تخضع لـ"بوليصات" التأمين، والوقت الذي يمضي منها لا يعوضه المال، والحوادث التي تجري في أيامها لا تزيل تشوهاتها "سمكرة" صانع محترف، والصدمات التي تتلقاها لا تمحيها التعويضات مهما كانت عظيمة!

وخزة:
ابتسم في العيد.. فبعض الذين رحلوا عن دنيانا لم يبتسموا في العيد، لأنهم اعتقدوا بأنهم سيفعلون في المواسم المقبلة!