جدد مركز البحوث والدراسات الكويتية أهمية دوره في الإبحار في عمق تاريخ الكويت بصدور الجزء الثالث من سلسلة معالم مدينة الكويت القديمة، الذي خرج إلى نور النشر مؤخراً.
حمل الجزء الثالث إثراء جديدا بتسليط الضوء على معالم مدينة الكويت القديمة بعد صدور الجزء الأول بعنوان «نواة مدينة الكويت القديمة» في عام 2020، حيث ركز الاصدار الحديث على استكمال مشروع «أطلس فريد لمدينة الكويت القديمة».

ضم الإصدار الثالث لمدينة الكويت القديمة «محلة مسجد الفهد، محلة سكة عنزة، محلة العتيقي، محلة السوق، المدرسة المباركية، محلة مسجد الحداد، محلة الفرج، فريج العوازم، ومحلة بودي والمعيلي».

تطلق «المحلة» على «الحي المشهور باسم أهله»، وهو المكان، و«الفريج» بالعامية الكويتية للحي الكويتي الذي يضم أكثر من مجموعة من «الفرجان»، لذلك جاء الجزء الثالث متناولاً هذه الأمكنة كما عُرفت تاريخياً بأسمائها.

بصور نادرة ووثائق تكمل بعضها البعض من حيث القيمة التاريخية ومعلومات دقيقة عن أمكنة جرى الاستناد عليها من واقع وثائق كويتية وسجلات البلدية، حيث وردت مصطلحات قديمة قد لا يعرفها الكثير منا وبصفة خاصة أجيال حديثة، صدر الجزء الثالث لمعالم مدينة الكويت القديمة.

اعتمد المهندس المتواضع خلقاً ومعرفةً الأخ العزيز صلاح علي الفاضل، نائب رئيس الإدارة العامة للخبراء لشؤون خبراء محافظة الفروانية بوزارة العدل سابقاً، على منهجية علمية تقاسمها مع فريق العمل حتى يخرج إلى النور عملاً متكاملاً ومرجعاً علمياً ووثائقياً.

فقد تصدر منهجية العمل والمصادر التاريخية المحور الأول وهو تحديد البيوت وأسماء ملاكها من واقع «المصورات الجوية القديمة التي تم التقاطها لمدينة الكويت وقراها ابتداء من عام 1951م من قبل شركة Hunting aerosurveys وبطلب من بلدية الكويت، ومقارنتها بالمصورات الجوية الحديثة من Google».

شخصياً، استفدت بثراء معرفي جديد بعد صدور العدد الأول عن نواة مدينة الكويت حين جرى تناول بيانات ملكية بالشراء تعود لأجدادي رحمة الله عليهم وهم من ورثة المرحوم محمد بن عمر الطراح وزوجته لولوة بنت يعقوب بن يوسف الشراح.

وحددت الوثيقة المؤرخة في 24 سبتمبر 1945م أن الجدة لولوة، لها من البنات هيا ومنيرة - والدتي - وشريفة، فيما حددت الورثة ايضا سارة الداود زوجة علي بن عمر الطراح وهن من المستحقين الموروث لهن من علي ومحمد ابني عمر الطراح.

عملٌ وثائقي عن نواة مدينة الكويت القديمة حتى الجزء الثالث لمعالم المدينة، يستحق العناية والثناء وليس الاستحسان من قبل الإعلام الرسمي، فهذا العمل الوثائقي يستحق الانتاج السينمائي وإخراجه كبانوراما لترسيخ هذه المرحلة التاريخية ومواكبته بوسائل الإعلام الجديد.

كلمات الشكر والامتنان والعرفان لهذا العمل الوثائقي الرائع لا تفي حق فريق العمل وجهودهم، ولا تفي حق الأخ الكبير الدكتور عبدالله الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، الذي أسرني كثيراً بصدق التواضع الجم.

أدعو فريق العمل مراجعة المعلومات الواردة في أجزاء معالم مدينة الكويت القديمة مع شخصيات كويتية على قيد الحياة ولديها ما يمكن الاستفادة منه لإثراء الطبعات المقبلة من أطلس الكويت القديمة بناء على ذاكرة لم تشخ، لله الحمد.