يقول الأقدمون: «لكل مسمى من اسمه نصيب»، وهذا ينطبق على البشر قبل سواهم بالطبع، وينسب إلى أحد الشعراء قوله: «وقلما أبصرت عيناك من رجل/ إلا ومعناه في اسم منه أو لقب».
سيكون تعسفاً أن نحكم على البشر من أسمائهم وحدها، فما أكثر ما تكون الشقة واسعة بين الاسم وصاحبه، فقد يكون معنى الاسم جميلاً ونبيلاً، لكن سلوك من يحمله نقيض لذلك، ويحدث العكس، فقد يكون الاسم غير جميل، لكن حامله جميل خلقاً وخُلقاً، وعلى أحد المواقع قرأت أن الفرزدق قال: «وقد تلتقي الأسماء في الناس والكُنى، ولكن ميّزوا في الخلائق».
لا يخلو الأمر من طرائف، وعلى الموقع نفسه نطالع أن أحد خلفاء المسلمين سأل رجلاً أراد أن يستعين به في عمل عن اسمه، فقال الرجل: ظالم بن سراقة، فردّ عليه الخليفة: «ويحك، تظلم أنت ويسرق أبوك، لا خير فيك!»، ويحكى أيضاً أن رجلاً سأل آخر: ما اسمك، فقال: بحر، قال: أبو مَن، قال: أبو الفيض، قال: ابن مَن؟ قال ابن الفرات، قال: ما ينبغي لصديقك أن يلقاك إلا في زورق.
وتنقل هبة بيومي ومنى إمام في مقال نشر في عدد قديم من مجلة «آخر ساعة» عن د. سميح شعلان أستاذ الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون المصرية أن المصريين القدماء كانوا يخشون من الحسد لذلك لجأوا إلى اختيار أسماء غريبة، ظناً منهم أنها قد تقي أبناءهم من الحسد مثل «عرقوش» و«العقرب»، انطلاقاً من اعتقاد أن مثل هذه الأسماء تحمي الطفل من الموت خاصة إذا كان الأب مات له عدة أطفال في السابق.
شجعنا على هذا الاستهلال خبر يفيد بأن السلطات في السويد منعت زوجين من تسمية ابنهما على اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وليس واضحاً دافع الزوجين في اختيار اسم بوتين بالذات لابنهما، لكن المرجح أنه ليس تجنب الحسد.
ولأن السويد بلد ديمقراطي طالب الزوجان السلطات بإبراز السند القانوني لرفض طلبهما، فردّت بأن ذلك تمّ بموجب قانون صدر عام 2017، يطالب الآباء بتقديم اسم مقترح للطفل المولود في غضون ثلاثة أشهر من الولادة إلى مصلحة الضرائب، المكلفة بتسجيل الأسماء، وينص هذا القانون على احتمالية عدم الموافقة على الأسماء الأولى، إذا كانت يمكن أن تسبب عدم الراحة للفرد الذي يستخدمها أو تعتبر غير مناسبة كاسم أول.
موقع «سبوتنيك» الذي أورد الخبر أشار إلى أن هناك مجموعة أسماء ممنوع إطلاقها على مواليد السويد الجدد بينها: جوجل، عيسى، مايكل جاكسون، لكن المستبعد، وحتى المستحيل، أن تضمّ القائمة اسم بوتين.