يختلف عام 2021 عن كل عام، فقد طغت عليه تداعيات الجائحة كوفيد 19 مما جعل هذا العام.. عام الجائحة والتطعيم الإجباري في بعض الدول ومنها الكويت، بينما دول متحضرة أخرى عالجت هذه التعقيدات وفقاً للقانون ودساتير ديموقراطية تقديراً واحتراماً للحريات الفردية.

قد تذهب أغلفة المجلات والصحف لعام 2021 في مختلف بلدان العالم إلى الجائحة كوفيد 19 باعتبارها الشغل الشاغل علمياً وطبياً وسياسياً، في حين يستقبل عام 2022 متحورات جديدة قد لا يكون آخرها «أوميكرون»!

هناك دول ـــ والكويت ليس استثناء منها ـــ تخبطت في التعامل مع الجائحة منذ ولادتها حتى تشابكت تحديات سياسية وصحية، بل تعقدت، بسبب غياب الخبرات الإستراتيجية وعدم مراعاة للحريات الشخصية، في حين فشل بعض وزراء الصحة في المواجهة الإعلامية المهنية!

بالنسبة للكويت، بدا واضحاً الاضطراب في القرار والتدبير والتصريح الخجول عبر «مسؤولين صحيين»! وغابت أدوات التواصل الإعلامي من قبل وزارة الصحة .. و ثبت بالبرهان تواضع، بل غياب الإعلام الجماهيري كما عرفته مدارس علمية تقليدية وحديثة.

شهد العالم شداً وجذباً بين أنظمة وأحزاب سياسية مع منظمة الصحة العالمية ورئيسها تحديداً من جهة، وبين منظمات حقوقية وإنسانية وشعوب وحكومات من جهة أخرى.. هذه ليست ظاهرة سياسية جديدة؛ لكنها حديثة على دول تعيش على ردة الفعل!

نائبة في مجلس العموم البريطاني من حزب المحافظين وجهت خطاباً قاسياً إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون مؤخراً وتحذيراً من الإغلاق الكلي أو الجزئي، والتلويح بالعزل السياسي والمحاسبة أيضا للزميل الحزبي ذاته!

لم تقل النائبة البريطانية إن الجائحة ومتحوراتها سترافق العالم إلى «يوم القيامة»، فالدين ليس له حيز في السياسة الغربية.. قالت النائبة إن الجائحة ستظل معنا إلى سنوات عديدة قادمة، دون تحديد توقيت أو الربط مع نهاية الكون!

نحتفي في نهاية عام 2021، لتبدأ مراسيم زفاف الجائحة كوفيد 19 على سلالة أوميكرون في استقبال العام الجديد.. عام 2022، الذي قد يحمل لنا مفاجآت جدلية علمياً وطبياً، في حين تكتسح شركات الأدوية أسواق المال.

كل عام ميلادي والعالم بخير وسلام.. فالتسامح بين الأديان والشعوب مصير حتمي وليس قراراً اجتهادياً ولا هو خيار.