من منطلق أن المرأة نصف المجتمع وأنها الركيزة الأساسية لتكوين بنية إجتماعية قوية ومتطورة، حظيت المرأة السعودية باهتمام القيادة السياسية ضمن خطط البلاد التنموية المتتالية منذ بواكير تأسيس المملكة وتوحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. فلم يتوقف دعمها وتوفير سبل الرعاية الصحية والتعليمية والخدمية لها في عهود من خلفوا الملك المؤسس، وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي تميز بتمكينها على مختلف الصعد وفق رؤية المملكة 2030.

وهكذا رأينا بروز العديد من الأسماء النسائية التي رفعت اسم المملكة عاليًا في المحافل المحلية والإقليمية والدولية، وأكسبتها السمعة اللائقة سياسيًا واقتصاديًا وعلميًا وثقافيًا ورياضيًا. لكن المؤسف أن الإعلام قصر في إعطائهن حقهن من الحفاوة والتقدير إلا فيما ندر.

د. عبيد تخاطب العالم من منبر الأمم المتحدة

إحدى هؤلاء السيدات هي الدكتورة ثريا عبيد التي لقبناها بـ«اول مبتعثة سعودية». على أن هذا، لئن كان صحيحا فإنه يبقى مجرد لقب محدود لا يغطي جوانب أخرى كثيرة من مسيرتها المقترنة بكلمة «أول». فهي إلى ذلك، أول سعودية تنال درجة الدكتوراه، وأول سعودية تتخصص في الإنثروبولوجيا الثقافية، وأول عربية وسعودية تقود إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وأول إمرأة تترأس لجنة من لجان مجلس الشورى السعودي، وأول إمرأة سعودية تكرم في مهرجان الجنادرية.

ولدت ثريا في بغداد في الثاني من مارس 1945 لأبوين حجازيين من المدينة المنورة. والدها هو الأديب والمثقف والصحفي والناشر المرحوم أحمد عبيد محمد عبيد المولود عام 1915 بالمدينة المنورة والمتوفى فيها عام 1994، والذي تقلب في وظائف رسمية عديدة في وزارة المالية ووزارة الزراعة وديوان الموظفين من بعد تخرجه من مدرسة اللاسلكي، قبل أن يتقاعد وينصرف إلى الأعمال الحرة، حيث يـُذكر له قيامه بتأسيس مؤسسة حديثة للطباعة والنشر بجدة، وإصداره عام 1953 لمجلة «الرياض» المصورة بجدة ثم مجلة «صرخة العرب» الإسبوعية بالقاهرة، ومساهمته في تحرير مجلة المنهل، وكتابته لمقالات ذات حس وطني وتنموي على مدى سنوات في صحف «الندوة» و«البلاد» وغيرهما تحت عنوان «رأي الشعب». أنجب الأب أحمد عبيد أربعة أولاد هم: طاهر (الوكيل الأسبق لوزارة الزراعة)، إبراهيم (الوكيل الأسبق لوزارة البرق والبريد والهاتف)، عصام، ومحمد. كما أنجب أربع بنات أكبرهن ثريا ثم فدوى وثناء وثروة.

كتب عن ثريا عبيد أستاذنا المؤرخ محمد بن عبدالرزاق القشعمي في الملحق الثقافي بجريدة الجزيرة السعودية (16/‏2/‏2019) فأخبرنا عن أسباب ميلادها في بغداد قائلا أن والدتها وقت حملها لها كانت في زيارة لشقيقها «درويش الخطيب» الذي كان مقيما بالعراق ويعمل تاجرًا ما بين بغداد والمدينة المنورة، فوضعتها هناك.

د. ثريا أحمد عبيد

ولأنها ولدت في عائلة منفتحة تقدر العلم، فقد ألحقها والدها في سن الثالثة بإحدى الكتاتيب التقليدية بمكة. وفي سن السابعة عام 1952، ألحقها بالقسم الداخلي للبنات في الكلية الأمريكية بالقاهرة حيث ترعرت وفتحت عينيها على مظاهر الحياة العصرية وأنهت مراحل تعليمها الإبتدائي والمتوسط، ثم المرحلة الثانوية التي أنهتها عام 1963م. وقتها كانت تكاليف الدراسة باهضة ولم يكن بمقدور عائلتها تحملها، فتقدمت ثريا إلى الملك فيصل بطلب منحة دراسية، فجاءتها الموافقة المشروطة ضمن رسالة من الملك ورد فيها:«ستكونين الفتاة السعودية الوحيدة الحاصلة على منحة دراسية في أمريكا حتى تنتهين من التعليم الجامعي. فإذا نجحت فتحتُ الأبواب، وإذا فشلت أغلقتها» (طبقا لما ورد في مقال عنها بمجلة القافلة الشهرية الصادرة عن أرامكو السعودية لشهري يناير وفبراير 2010 تحت عنوان «من الكتــّاب في مكة المكرمة إلى الأمم المتحدة»). ما حدث بعد ذلك هو أن ثريا نجحت بتفوق وتقرر في عام 1965 منحها بعثة لإتمام دراستها الجامعية والعليا بالولايات المتحدة الأمريكية مع زميلاتها فاتنة أمين شاكر ومديحة درويش وبلقيس ناصر وهدى الدباغ (في قول آخر، أن جامعة الملك عبدالعزيز الوليدة هي التي ابتعثت هؤلاء الفتيات). وبهذا كانت ثريا على رأس قائمة الفتيات السعوديات اللواتي حصلن على منحة للدراسة في الخارج، في زمن كان الإبتعاث فيه مقتصرًا على الذكور.

وهكذا شقت طريقها في التعليم الجامعي عبر الالتحاق أولاً بكلية ميلز للفتيات في أوكلاند بولاية كاليفورنيا عام 1966م، والتي منحتها ليسانس آداب اللغة الإنجليزية مع تخصص فرعي في علم الإنثروبولوجيا الثقافية (علم يرجع الفضل فيه إلى العالم إدوارد تايلور، وهو يهتم بدراسة الثقافة من جوانبها المختلفة ويركز تحديدا على دراسة الثقافات واللغات البشرية وأدائها لوظائفها في كل زمان، والكشف عن استجابات الناس نحو مشكلات الحياة والعمل وينقسم إلى فروع أهمها علم الأعراق وعلم الآثار وعلم اللغويات).

ثم نالت في عام 1968 درجة الماجستير في التخصصين ذاتهما من جامعة وين الحكومية في مدينة ديترويت بولاية ميتشيغان الأمريكية. بعد ذلك واصلت دراستها في الجامعة الأخيرة لتحصل في العام 1974م على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي

والإنثروبولوجيا الثقافية.

في عام 1975 بدأت ثريا رحلتها العملية. ففي تلك السنة تمّ تعيينها بهيئة الأمم المتحدة مسؤولة عن برامج المرأة والتنمية في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الأسكوا) والتي كان مقرها آنذاك مدينة بيروت. واستمرت تعمل هناك حتى عام 1982 فعاصرت كل الأحداث الجسيمة التي مرت على لبنان مثل: أهوال الحرب الأهلية والاجتياح العسكري الإسرائيلي. وحينما تقرر نقل الأسكوا من بيروت إلى بغداد انتقلت ثريا وأسرتها الصغيرة معها إلى المدينة التي شهدت ميلادها، وظلت تقيم بها إلى تاريخ اجتياح القوات العراقية لدولة الكويت سنة 1990.

د. عبيد خلال إحدى جولاتها الإنسانية
في أفريقيا بحكم منصبها الأممي

انشغال العالم بقضية الغزو العراق للكويت وتداعياتها الأمنية الخطيرة على عموم بلدان الشرق الأوسط أدى لتوقف أنشطة الأسكوا مؤقتا. فمنح ذلك ثريا فرصة للعودة إلى وطنها لتبقى بجانب والدها الذي كان قد تقدم به العمر آنذاك. وقتها حاولت أن تخطط للبقاء طويلا في السعودية عبر الحصول على وظيفة مناسبة، إلا أنها لم توفق لأن مؤهلاتها كانت أعلى من متطلبات أي وظيفة (كما قالت بنفسها في محاضرة لها في إثنينية عبدالمقصود خوجة بجدة عام 2009).

ولهذا السبب، معطوفًا على إلحاح والدها عليها للعودة إلى العمل مع الأمم المتحدة، غادرت السعودية بعد أن قضت بها نحو عام ونصف العام، لتعمل مجددا مع الأسكوا بمقرها الجديد في العاصمة الأردنية، بوظيفة رئيسة شعبة التنمية الاجتماعية للسكان. وظلت ممسكة بهذا المنصب من عام 1992 حتى عام 1993. وما بين عامي 1993 و1998 شغلت منصب نائب الأمين العام التنفيذي للأسكوا. بعد ذلك انتقلت للعمل والإقامة بمدينة نيويورك. وكان السبب أن السفير السعودي لدى الأمم المتحدة وقتذاك «فوزي عبدالمجيد شبكشي» رشحها ــ بموافقة الملك فهد بن عبدالعزيز ــ للإمساك بمنصب قيادي في الأمم المتحدة هو منصب وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للإسكان الذي بلغ عدد المترشحين له خمس شخصيات من دول مختلفة. وفي أعقاب مقابلات شخصية ومناقشات أجراها الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي عنان (ت: 2018) مع جميع الشخصيات المترشحة، وجد أن الأكفأ لشغل المنصب هي ثريا عبيد، فاختارها بناء على توصية لجنة متخصصة لتتولى مسؤوليات هذا المنصب الأممي الرفيع خلال السنوات من 2000 إلى 2010.

ومما أنجزته خلال مشوارها الوظيفي الآنف تفصيله إيلائها إهتماما خاصا بمسألة النهوض بالمرأة السعودية والعربية والشرق أوسطية بصفة عامة. فقد كانت مساواة المرأة وتمكينها وتطوير قدراتها وتوعيتها بحقوقها وواجباتها وتوفير سبل الحياة الكريمة أمامها في صلب اهتماماتها حينما عملت في الألسكوا والأمم المتحدة، وذلك من خلال وضع أطر للتعاون ما بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية المعنية من جهة وبناء شراكات ما بين الأمم المتحدة وهذه الحكومات والمنظمات من جهة أخرى. كما أسست وترأست مجموعات العمل التابعة للأمم المتحدة والمهتمة بقضايا النوع في العاصمة الأردنية في عام 1996. وفي نوفمبر 1997، كانت عضوًا في بعثة الأمم المتحدة المهتمة بالنوع في أفغانستان. وكانت ما بين عامي 1984 و1985 عضوًا في مجموعة العمل التابعة لجامعة الدول العربية لصياغة الاستراتيجية العربية للتنمية الاجتماعية.

والحقيقة أن ثريا خطت لنفسها مبكرًا مثل هذه الأدوار بدليل قولها وقت انتقالها للعمل كنائب للأمين العام للأمم المتحدة ومديرة تنفيذية لصندوقها الخاص بالسكان:«أردت من دخولي هذا الصندوق أن أدخل البعد الثقافي والقيمي لقضية السكان، وأصبح ولله الحمد لدينا برنامج حول الثقافة ودور الثقافة المحلية في قضايا التنمية وأصبح فعالاً، وأدخلنا العقلانية إلى هذا البرنامج، وحصلنا على ثقة الدول التي تشعر أننا نحترم الثقافة ونحترم القيم الروحية والدينية ونعمل من أجلها».

ثمّن الكثيرون إنجازاتها ودورها الحيوي في أروقة الأمم المتحدة والوكالات المتفرعة منها. فقد قال عنها الأستاذ عبدالمقصود خوجة في كلمة تقديمها في إثنينيته بجدة: «إن علاقة ضيفتنا الكريمة بما تقوم به تجاه الإنسانية، لا يقتصر على الدور الإداري والتنسيق الذي تمليه مهام منصبها الرفيع، بل تسهم بقلمها وفكرها في إثراء الجانب الثقافي والعلمي المتعلق بواجباتها الجسمية، فتراها في جهات المعمورة محاضرة، ومشاركة في المؤتمرات والندوات، وكاتبة في كبريات الصحف بشفافية، وجرأة، بصدق التوجه، وخالص النية، لما فيه خير البشرية»، مضيفًا: «شأنها شأن الكبار، وحال من يتصدى للعمل العام، نتفق ونختلف معها، لكنها تبقى صفحة ناصعة في تاريخ المرأة السعودية التي بدأت جهودها التعليمية والعملية من نقطة الصفر، وتوجتها بتسلم واحدة من أهم وكالات الأمم المتحدة.. صحيح أن تلقيها العلم خارج الوطن أتاح لها ما لم يكن متاحاً لكثيرات من بنات الوطن، إلا أن تمسكها بثوابت هذا الكيان الحبيب، لم يفصم عراها عن ينابيع الأصالة والمعاصرة التي تتصف بها رائدات جليلات قدمن الكثير لمسيرة العلم والعمل في بلادنا».

د. عبيد مع السفير السعودي في الأمم المتحدة المهندس عبدالله المعلمي

وكتبت عنها الصحفيتان الألمانيتان «زيغريد ديتلوف» و«روناته بيرنهارد» في صحيفة دويتشه فيلله عام 2003 تحت عنوان «منصب قلما تتقلده امرأة، تكافح عبيد على كل المستويات من أجل تحسين وضع النساء والأطفال»، قائلتين: «لا تبدو ثريا عبيد مثل امرأة مكافحة. إنها تبدو حميمة، منفتحة، وإلى حد ما أمومية. إلا أن الرئيس الأميركي بوش وإدارته تعرفوا على المكافحة. فحين شطب بوش ببساطة الدفعة الأميركية إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان والتي كانت قد جرت الموافقة عليها، واجهته ثريا عبيد بكلمات واضحة (بهذه الـ34 مليون دولار يمكن منع وقوع مليوني حالة حمل غير مرغوب فيه و77000 من الوفيات بين الأطفال الرضع. سيموت نساء وأطفال بسبب هذا القرار أيها السيد الرئيس). إلا أن بوش رضخ لضغظ الدوائر المحافظة.

وفي المقال نفسه تساءلت الكاتبتان قائلتين:»من أين استمدت (ثريا) هذه الثقة بالنفس في تفكيرها؟ من أين استمدت القوة لترتقي في سلم الوظائف؟ ثم وضعتا الإجابة على لسانها فكتبتا (بتصرف): «من والديّ، خاصة من والدي وتفسيره للقرآن تفسيرا منفتحا على العالم يليق بالإنسان.. كان لي أب ذو رؤيا وأم ذات رؤيا. ولكن لو أرادت أمي وحدها أن تفعل شيئا من أجلي ما كانت تستطيع ذلك دون إسناد من أبي. كان أبي رجلاً ورعًا جدًا وملتزمًا بتطبيق الشريعة، وكان يرى أن التعليم جزء من العقيدة والعلم جانب من العقيدة، ولذلك يتعين على المرء أن يكون متعلمًا كي يكون مسلمًا جيدًا. وهذا ما يقوله الناس أيضا.. وهكذا وفر لي ولأخي نفس التعليم، إلى الحد الذي أراده كل منا.. أدركتُ المسؤولية الكبيرة التي وضعتْ على عاتقي منذ ذلك الوقت، إذ كنت في السابعة عشرة من العمر، حين أصبحت بمساعدة والدي أول إمرأة من المملكة العربية السعودية تحصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، وحين سافرت وحدي إلى بلاد الغربة، تعرض والدي للشتم لأنه ترك ابنته تسافر إلى بلد يعمه الفساد. بعد ذلك أصبحت المنح في متناول النساء أيضا. كنت منذ ذلك الحين طلائعية فيما يتعلق بتعليم النساء.. لا يزال أمامنا طريق طويل، وأنا أعتقد أن الكل في المملكة العربية السعودية يدرك أن ثمة الكثير مما ينبغي عمله.. لقد تزوجتُ مرتين. اخترتُ زوجي الأول بنفسي والثاني أيضا، واتخذتُ القرارات فيما يتعلق بأطفالي. لدي ابنتان. إنهما الآن راشدتان. تعيشان في إنكلترة، تدرسان هناك».

د. عبيد تتسلّم وسام الملك عبدالعزيز من يد الأمير متعب بن عبدالله

أجرت صحيفة الشرق الأوسط (25/‏5/‏2009) مقابل معها اختتمتها بالقول: «إن الأمم المتحدة من الناحية السياسية هي نتاج المفاوضات والعلاقات السياسية بين الدول سواء كانت كبرى أم صغرى، وهذا يتطلب ما أسميه (الشطارة) الخاصة من الدول العربية ليكون لها موقع يمكنها من أن تؤثر على مجريات الأمور وهو ليس بالضرورة الواقع الحالي. أما من النواحي الاجتماعية والتربوية فيمكنني القول بكل صراحة وثقة، بأننا في الأمم المتحدة نخدم إنسانياً في مواقع كثيرة ونخدم الفئات الأقل حظاً في المجتمعات، والدول الأقل حظاً في العالم.. وأشير إلى نقطة مهمة وهي أن وجود دولنا من خلال مساهمتها المالية في الصناديق وخاصة دول الخليج ضعيفة جداً.. ونحن عندما نقول بأن بعض الدول الغنية الأخرى تؤثر كثيراً، فذلك يعود إلى أن دعمها المالي كبير، بعكسنا.. وقد تكون العلاقات الثنائية قوية جداً، وعلى أساسها تدعم الدول الخليجية دولاً أخرى بمبالغ هائلة، لكن وجودها ضمن الصناديق ضعيف جداً.. فلماذا لا يتم ذلك ضمن صناديق الأمم المتحدة، لأن هذا يقوي مواقعها ضمن المنظمة العالمية؛ وما زلت أتمنى أن يكون دعم دول الخليج أكبر ضمن صناديق الأمم المتحدة».

أما مجلة القافلة الآنف ذكرها فقد أوردت في عددها المشار إليه، ضمن أمور أخرى، أن ثريا أختيرت في كتاب «مسلمون مرموقون» ضمن قائمة المائة مسلم الأكثر تأثيرا في عالم اليوم، وأن اسمها أدرج من قبل مجلة فوربس ضمن أقوى 50 امرأة عربية كونها امرأة مكافحة تمكنت بنجاح من تخطي كافة العوائق الإجتماعية، وأنها نالت وسام «ديونيسيو دي هيرار» لخدمة البشرية لمساندتها برنامج دمج مواد دراسية حول حماية النساء ضحايا العنف العائلي في مناهج التدريس في أكاديمية الشرطة في هندوراس عام 2005م، وشهادة الدكتوراه الفخرية في القانون عام 2004م من جامعة «كوانساي غاكوين كوبي» اليابانية، تقديرًا لإسهاماتها في النهوض بالثقافة، وشهادة الدكتوراه الفخرية في القانون من كلية ميلز الأمريكية بولاية كاليفورنيا، تقديرًا لالتزامها بخدمة الناس في البلدان النامية. كما لقبتْ بـ«سيدة القوى الناعمة والمفتاح الذهبي لفتيات السعودية».

بعد تقاعدها من العمل، استقرت بالمملكة، وكرمتها الدولة باختيارها ضمن 30 سيدة سعودية لعضوية مجلس الشورى، فشغلت في الفترة ما بين 2012 و2016 مقعدها الشوري وتولت عام 2015م منصب رئيس لجنة حقوق الإنسان فكانت أول إمرأة تترأس لجنة من لجان مجلس الشورى. كما كرمتها الدولة بمنحها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى خلال مهرجان الجنادرية لعام 2013م.

من كلماتها: «تعلمتُ في حياتي أن الإنسان لا يحارب في كل القضايا حتى لا يشتت تركيزه، بل يختار قضية واحدة يعتقد أنها هدف حياته ويركز عليها ليصل إلى القمة».