ما بين ظهورها على شاشات السينما لأول مرة في عام 1967 من خلال فيلم غراميات مجنون للمخرج زهير بكير مع فريد شوقي ونادية لطفي ويوسف شعبان وابولمعة، وآخر عملين لها في عام 1998 ممثلين في فيلم الأنثى والدبور للمخرج يوسيف ابوسيف من تمثيل فاروق الفيشاوي ودلال عبدالعزيز ووحيد سيف وعلاء ولي الدين، والجزء الخامس من مسلسل يوميات ونيس بطولة محمد صبحي وسعاد نصر، ظهرت الفنانة المصرية زيزي فريد (المولودة عام 1953م) في نحو 44 عمل آخر، من بينها مسلسلاً تلفزيونيًا ثانيًا بعنوان «اليقين» في عام 1990، وثلاث مسرحيات هي: من أجل حفنة نساء/‏1974، منطقة ممنوعة/‏1975، جحا يحكم المدينة/‏1985.

ومثل الكثير من فتيات جيلها حلمت زيزي فريد بالشهرة وأدوار البطولة المطلقة، لكنها فشلت رغم ملامحها المصرية الأصيلة وخفة ظلها، فقبلت بالأدوار السينمائية الثانوية ولم تبارحها في جميع أفلامها. غير أنها استطاعت أن تخلد صورتها في أذهان جمهور السينما ببعض المشاهد المتميزة. فإذا ما تركنا جانبا بعض مشاهد الإغراء والقبلات المثيرة التي أدتها في فيلمها الأول كطريق لبلوغ الأدوار الأكبر، لا يمكن أن ننسى المشهد الذي ظهرت فيه في دكان العطارة وهي تتشاجر مع عادل إمام في فيلم المتسول/‏1983 للمخرج أحمد السبعاوي، حينما تطلب منه «حبهان» بنطق الكلمة على دفعتين، فيجيبها عادل إمام «إنتي لئيمة يا ست إنتي».

قلنا أنها لم تحصل، طوال مشوارها الفني ما بين أواخر الستينات وأواخر التسعينات، إلا على أدوار ثانوية مساعدة. فهي إما طالبة ضمن جموع الطلبة كما في فيلم واحد في المليون الذي أخرجه أشرف فهمي عام 1970 من بطولة أمين الهنيدي ونبيلة عبيد ويوسف شعبان، أو مدعوة ضمن مدعوات الحفلة كما في فيلم أفراح/‏1968 للمخرج أحمد بدرخان من بطولة حسن يوسف ونجلاء فتحي، أو موظفة في أحد المكاتب كما في فيلم الراجل ده حيجنني/‏1976 للمخرج عيسى كرامه من بطولة فؤاد المهندس وشويكار.

غير أنها ظهرت لاحقًا في أدوار أكبر مساحة وإن كانت ثانوية أيضا، ومنها: دور الفلاحة في فيلم ثرثرة فوق النيل/‏1971 لحسين كمال، ودور الخادمة في فيلم العاطفة والجسد/‏1972 لحسن كمال أيضا، ودور الفتاة اللعوب في فيلم إمرأة من زجاج/‏1977 للمخرج نادر جلال، ودور بائعة الطماطم الفقيرة في فيلم طابونة حمزة/‏1984 لأحمد يس، ودور صديقة تاجر الشنطة سيد أبو النجا (ابراهيم سعفان) في فيلم البنت الحلوة الكذابة/‏1977 للمخرج زكي صالح.

إلى ذلك جسدت دور الزوجة في أكثر من فيلم من أفلامها. فهي زوجة حارس الكرة المصاب في فيلم أونكل زيزو حبيبي/‏1977 لنيازي مصطفى، وهي الزوجة التي يشك زوجه دياب (نعيم عيسى) في سلوكها في فيلم المنحوس/‏1987 لصلاح حبيب، وهي زوجة المعلم برعي (نعيم عيسى) في فيلم الهلفوت/‏1984 لسمير سيف، وهي «حسنية» زوجة محمد الفللي (عثمان عبدالمنعم) في فيلم هارب من التجنيد/‏1992 لأحمد السبعاوي.

من أهم أعمالها الأخرى عدا ما ذكرناه: «ملكة الليل» عام 1971، «مجانين بالوراثة» عام 1975، «شباب يرقص فوق النار» و«الأقمر» في عام 1978، «قصة الحي الغربي» عام 1979،«رجل في سجن النساء» و«الأقدار الدامية» في عام 1982«،»برج المدابغ«عام 1983،»حادي بادي«عام 1984، النشالات الفاتنات» و«سيد قشطة» و«النساء» و«خلي بالك من عقلك» في عام 1985، «راجل بسبعة أرواح» و«رجل في فخ النساء» و«العبقري والحب» في عام 1987، «غرام الأفاعي» و«رجل ضد القانون» و«ليلة في شهر 7» و«شباب في الجحيم» في عام 1988، «إغتصاب» عام 1989، «البيضة والحجر» عام 1990، «شفاه غليظة» و«الخطوة الدامية» في عام 1990، «الثعالب» عام 1993.

في العقود التالية للتسعينات انجذبت زيزي فريد لموجة الفنانات التائبات، فاعتزلت الفن، وارتدت الحجاب، وحفظت القرآن، وأدت فريضة الحج، وهي تعمل الآن مُحفَّظة للقرآن الكريم.