فتح السعوديون خزائن التاريخ وهم يحتفون بيوم التأسيس أمس واليوم وغدا وطيلة العمر، فتحوها ليعرف الصغار كما عرف الكبار أن 22 شباط (فبراير) من كل عام سيكون موعدا مع التاريخ والفرح واستعراض ذاكرة الأمة السعودية الممتدة لنحو ثلاثة قرون منذ انبثاق هذه الدولة في الدرعية عام 1727 م.
فتحوا خزائن التاريخ لاستعراض مراحل تكوين وطن، وتشكيل إنسانه بهوية يفاخر بها اليوم كما فاخر أسلافه ويعتز بهذا التذكير لتحتفظ الذاكرة الجمعية بكل مقومات العز والفخر التي تعاقبت منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
كان يوم التأسيس الحدث الذي احتفوا به لمعرفتهم بأنه كان ذا تأثير كبير وعميق في كل ما وصلنا إليه اليوم، فالتاريخ لا يحتفي إلا بالأيام الخالدة التي صنعت مسار الأمم وأثرت في حضارتها وتقدمها وتفوقها، ونحن اليوم نعيش بتعاقب الأئمة المؤسسين والموحدين، والملوك الكرام حتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، أيدهما الله، على قمم صنعتها همم التأسيس، وهمم القيادات التي لم ولن ترضى سوى بالقمم.
فتح الجميع خزائن الفرح والاحتفاء، وانطلقت الأجساد تعبر عما في القلوب والأرواح من إحساس عميق بحب الوطن، وقيادته، وتقول للعالم إننا هنا صنعنا ونصنع الحب والولاء عبر البناء ولا شيء غير البناء.
أيضا فتح الكثيرون خزائن الآباء والأمهات والجدات والأجداد بحثا عن أزياء تراثية نسبيا، فارتدت الصغيرات براقع جداتهن، والكبيرات "مقاطع" أمهاتهن، وتخايلن جميعا ببعض العباءات التي كان لها حضور اجتماعي في الشارع السعودي على مر تاريخه.
ازدان بعض الصغار بالبشوت والعباءات في شكلها القديم، واعتمر بعضهم العقال المقصب، وبحث آخرون عن أشمغة تقليدية قديمة، ووجد كل إنسان بعض ملامح ذلك الجمال ليرتديها ويستحضر بعض إحساسها، فالأزياء جزء من ثقافة وموروث أي أمة، وكان في ربط الصغار والكبار ببعض ملامح الأناقة القديمة العريقة إحساس بأنهم يستنشقون عبق الماضي، وروائح الطين والنخيل تضوع في الأرجاء.
يبقى بعد الفرح تكريس بعض الأحداث والأرقام في ذاكرة الصغار، أرقام مثل 22 / 2 / 1727 م وماذا يعني، ورقم مثل ثلاثة قرون ستكتمل قريبا وماذا يعني، ومعها أرقام مثل 1446 م عام تأسيس الدرعية وغيرها من تواريخ وأعداد الفخر لنضيفها في الذاكرة مع تاريخ عظيم هو عام 1932 م عام توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه.
خزائننا كثيرة وجميلة، وتاريخنا وكل مستقبلنا أجمل - بإذن الله، فهنيئا وتهنئة للوطن وقيادته ولنا جميعا.