في أحد أغرب المطالب في تاريخ التنس والرياضة كلها.. طلب نيجل هودليستون وزير الرياضة البريطانى من لاعب التنس الروسى والمصنف الأول على العالم.. دانييل ميدفيديف.. أن يعلن بوضوح وصوت عال وأمام العالم عدم تأييده لرئيس بلاده فلاديمير بوتين، ورفضه لما يقوم به في أوكرانيا، وإلا فلن يسمح له بالمشاركة في بطولة ويمبلدون في يونيو المقبل. وأعلن الوزير البريطانى ذلك أمس الأول بعد اجتماعه مع مسؤولى ويمبلدون، وقال إن بلاده لن تسمح لمن يحمل علم روسيا بأن يلعب وينتصر على أرضها إلا إذا رفض وأدان سلوك بلاده ورئيسها.

وبالطبع لم يكن هناك أدنى اعتراض من اللجنتين الأوليمبيتين البريطانية والدولية أو الاتحادين البريطانى والدولى للتنس.. ولم يرفع أحد راية التدخل الحكومى تلك المرفوعة دائما في وجه كل وزراء الرياضة في البلاد الطيبة.. وإن حاول أي وزير منهم مراجعة أحوال أي اتحاد في بلاده أو لجنتها الأوليمبية يعاقبون بلاده ويرفعون في وجهه الميثاق الأوليمبى. وفى المقابل يستطيع وزير رياضة بريطانى تهديد لاعب بحرمانه من بطولة كبرى إن لم يتحدث في السياسة ويدين ويرفض قرارا لرئيس بلاده.. وحتى بدأتُ الكتابة.. لم يعلن ميدفيديف قراره أو رده على طلب أو تهديد وزير الرياضة البريطانى.. وله كل الحق في التمهل حيث لم يبدأ العام الحالى بداية طيبة معه.. فقد خسر في بداية العام نهائى بطولة أستراليا المفتوحة أمام رافاييل نادال.. ثم فوجئ بقرار بلاده خوض الحرب في أوكرانيا ليعلن الغرب حربه الرياضية الكبرى ضد روسيا.

وأفقدته خسارة مباراته الثانية منذ أيام في بطولة إنديانا ويلز صدارة التصنيف العالمى للتنس.. وأصبح مهددا الآن بعدم المشاركة في ويمبلدون إن لم يتحدث في السياسة رغم أن المفروض هو العكس.. ولم تكن لميدفيديف سابقا أي نشاطات سياسية ولم يكن في حياته إلا التنس الذي بدأ يلعبه وهو في السادسة من عمره بتشجيع والدته أولجا.. وفى أوقاته القليلة بعيدا عن التنس كان يعزف على الجيتار.. ولم يتم تجنيده في الجيش الروسى باعتباره غير لائق طبيا، ولم يكمل دراسته الجامعية واحترف التنس واصطحب عائلته وأقام في فرنسا مع عائلته وزوجته داريا.. وفاز ميدفيديف في سبتمبر الماضى ببطولة أمريكا المفتوحة وكانت له أحلامه التي أجهضتها السياسة التي لم يمارسها يوما.