التعداد السكاني الذي تديره الهيئة العامة للإحصاء تحت مسمى "برنامج تعداد السعودية" انطلق بموافقة سامية مساء 9 مايو 2022، والمعروف بليلة الإسناد الزمني للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 2022. ونظرا إلى أهمية التعداد، سيكون حديثنا اليوم عنه وأهميته الاقتصادية ولماذا علينا التعاون مع موظفي التعداد وكيف أن التعداد يساعدنا.
التعداد يعد أمرا أساسيا للبنية التحتية الإحصائية لأي دولة ومصدرا عالي الجودة لخصائص السكان والمساكن في المدن والقرى والمحافظات والهجر ومقارنتها بمجموعات سكانية أخرى، وفق معايير مشتركة، وكذلك مقارنة الوضع الحالي بالماضي، بمعنى آخر: التعداد يجمع بيانات كثيرة ومتعددة المستويات حول الوضع الاقتصادي والديموغرافي والاجتماعي والبيئي لكل أسرة وفي جميع مناطق المملكة، وهذا ما يجعل كثيرا من أفراد المجتمع لا يعرفون سر كثرة الأسئلة التي يطرحها موظف التعداد.
المعلومات التي يجمعها التعداد ذات أهمية عالية للحكومة في عمليات التخطيط المبني على الواقع الدقيق، سواء على المستوى الوطني العام أو مستوى المحافظات أو المدن أو الهجر والقرى، خصوصا عند التخطيط للصحة والتعليم والإسكان والخدمات الاجتماعية، وفي الوقت نفسه التعداد يكشف لنا جودة المعيشة العامة للمواطنين والمقيمين، كما أن النتائج التي تظهر لاحقا عند ربطها بالوضع المعيشي والسكني والتعليمي والحالة العمرية والوظيفية، سواء للعاملين أو المتقاعدين أو الخريجين الجدد أو حتى المعاقين وكبار السن ستساعد صناع السياسات الاقتصادية والجهات الحكومية على وضع برامج أو تطوير خدمات أو حتى تصميم برامج متطورة للضمان الاجتماعي للأسر المحرومة اجتماعيا أو التي تعاني عوزا ما.
المنافع الاقتصادية من التعداد كبيرة وواسعة وسنواصل ذكر بعضها، يساعدنا على مقارنة مستوى المعيشة للموظفين ومن يعملون لحسابهم كما يدفع الجهات الرسمية إلى زيادة حوافز الاستثمار في مناطق معينة أو دعم صناعات جديدة ويكشف لنا المناطق الملائمة لتوليد وظائف جديدة أو زيادة مستويات التعليم في بعض المناطق والتعرف على مناطق تركز الأجانب والتنوع الثقافي وكذلك معرفة عدد المساكن التي يحتاج إليها الجيل الجديد من الأبناء بعد الانتهاء من الدراسة. وبيانات التعداد لها أهمية بالغة في تصميم مشاريع النقل والموصلات والبنية التحتية، ولا سيما للأولويات الأعلى، كخدمات الصرف الصحي والمياه والاتصالات.
أخيرا: البيانات التي نقدمها لموظفي "برنامج تعداد السعودية" تؤثر في حياة كل فرد منا، لأن التعداد يعمل على تقدير الرفاهية الاقتصادية لنا نحن المواطنين والمقيمين بشكل دقيق وله أهمية في تحديد الأسر والمناطق ذات الدخل المحدود، علاوة على ذلك تستخدم البيانات في تصميم برامج حكومية مثل القروض التنموية والإسكان والتدريب والتأهيل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفي الوقت نفسه يمكن استخدامها، أي بيانات التعداد، تجاريا للقطاع الخاص كما في الولايات المتحدة لأبحاث السوق وتوجيه الاستثمارات وتصميم منتجات تلائم القدرات المالية للأسر ومعدلات الإعالة. ببساطة، التعداد يساعد الجميع ويمثل لوحة القيادة الاقتصادية.