الصين وروسيا ماذا تريدان للنظام العالمي الجديد؟ يقول وزير الخارجية الروسي: روسيا والصين وشركاؤهما سيتحركون معاً نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب وعادل بناء على نتائج «المرحلة الخطيرة التي يمر بها تاريخ العلاقات الدولية». لقد جاء في تقرير لـ«ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، بعنوان «يجب أن تبقى الصين بعيدة عن الحرب» ما يؤكد على هذه التعددية، يمكن للصين أن ترفع من مكانتها الدبلوماسية وأن تُظهر حسن النية للعالم، ولكن ليس من خلال الانضمام إلى الغرب لمواجهة روسيا، بل من خلال تقديم مساعدات ضخمة وبرنامج قروض من دون فوائد. وحرص الصين على بناء النهج المسالم واضح في كلمة وزير الخارجية الصيني عندما أكد على أن العلاقات الصينية- الأوروبية مبنية على أساس الاحترام المتبادل ولدينا تعاون وثيق، وللصين وروسيا شراكات استراتيجية وعلاقاتنا هي من الأكثر أهمية عالمياً.
لقد عززت الحرب في أوكرانيا مفهوم الحرب الباردة ضد روسيا والصين في الوقت ذاته، ونلاحظ ذلك في تقرير لـ«ذا دبلومات»، بعنوان «غزو ​​أوكرانيا: ما هي الدروس التي تتعلمها الصين؟»:
كانت التصريحات العلنية لبكين غامضة، حيث أعربت عن تفهم المخاوف الأمنية لروسيا، وامتنعت عن وصف العمل العسكري بأنه «غزو».
وبدافع الحاجة إلى مواجهة الولايات المتحدة بشكل مشترك، اختارت الصين تشكيل تحالف استراتيجي مع روسيا.
وضعت العملية العسكرية الروسية «بوتين» في دائرة الضوء القاسية للرأي العام الدولي، ما خفف من المشكلة الدبلوماسية المتمثلة في اعتبار الصين أكبر تهديد للعالم الديمقراطي في السنوات الأخيرة.
روسيا والصين لا تقبلان بعد الآن أن تعيشا على هامش العالم، فهما قوتان مؤثرتان لا يستهان بهما في رسم خريطة العلاقات الدولية.
هذا ما ركز عليه بوتين خلال محادثات افتراضية مع نظيره الصيني: التنسيق الروسي الصيني على الساحة الدولية أصبح عاملاً للاستقرار في العالم، والعلاقة بينهما نموذج حقيقي يحتذى به في القرن الحادي والعشرين.
لكن أميركا لا زالت ماضية في أحاديتها ولا تقبل بالتنازل لصالح التعددية، وهي بالمرصاد أمامهما، وهذه خلاصة تقرير مجلة «ذا ناشونال إنترست»، بعنوان «لماذا تدفع أميركا روسيا والصين معاً؟»:
يمكن للدبلوماسية الأميركية أن تمنع الصين وروسيا من التقرب من بعضهما البعض، وهما تعملان معاً بطريقة أكثر تضافراً لمعارضة الموقف العالمي للولايات المتحدة.
لذا نلحظ إصرار روسيا والصين على الوصول إلى هذه التعددية بأي ثمن اقتصادي، فضلاً عن السياسي وهو جزء مما ورد بتقرير «فورين بوليسي»، بعنوان «ما يمكن أن يتعلمه بايدن من نيكسون عن الصين»: فقد عززت بكين وموسكو تعاونهما العسكري في السنوات الأخيرة، بدافع المعارضة المشتركة لسياسة واشنطن، فإدارة بايدن تجد نفسها عالقة في مواجهة مع كلا البلدين، وحلفاء أميركا يشعرون بالقلق لعدم وجود مبادرات دبلوماسية جديدة. فواشنطن تجد نفسها في مواجهة طويلة الأمد مع كليهما، حيث تخاطر بتوترات مع قوتين عسكريتين نوويتين.