عندما يتم ذكر السويد، يُشار إليها عادة بأنها البلد الأسعد في العالم، وأكثر علامتها التجارية «أيكيا»، وأما فنلندا، فهي المؤشر القاطع على هواتف «نوكيا»، ولكن جاءت أزمة أوكرانيا وما أحدثته من تداعيات وما أوجدته من تطورات، لتغير المعادلة السياسية لكلا البلدين المعروفين بسياسة الحياد منذ أكثر من قرن.
لقد كان الحصول على منزلة الحياد، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية لهذه الدول أكبر إنجاز سياسي في مجال بناء العلاقات الدولية، بعد أن كانت الدول الثلاثة جزءاً رئيساً من الإمبراطورية الروسية، حتى عام 1917.
و ميزة هذا الخط، هو في الابتعاد عن سياسة المحاور بحيث تتجنب هذه الدول المشاركة في الحروب والصراعات القائمة بين الدول المتنافسة على مناطق النفوذ الجيو سياسية.
وبما أن السياسة ثوابتها متغيرات، فإن زمن الحياد الطويل لم يسعفها على البقاء ثابتاً، فها هو الحياد يدفع ثمن الصراع الروسي الأوكراني.
روسيا تضع اليوم خطاً أحمر على توجهات السويد وفنلندا، ومعهما أوكرانيا، نحو «الناتو»، بداعي الأمن الاستراتيجي لها.
هذا يعني اتساع دائرة الصراع الحالي وإطالة أمده كما أشار إلى ذلك رئيس وزراء بريطانيا منذ فترة قريبة.
وبعد أن تقدم البلدان طلب العضوية إلى «الناتو»، عقد الرئيس الأميركي مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع الدول المعنية أهم ما جاء فيه:
ذكر الرئيس الأميركي «جو بايدن» بأن انضمام فنلندا والسويد إلى «الناتو» لا يمثل اعتداء على أي دولة، والهجوم على دولة في «الناتو» سيكون هجومًا علينا جميعًا.
وأضاف قوله: بأن انضمام فنلندا والسويد سيعود بالفائدة على «الناتو» وهذا الحلف هو الضامن لأمن مليار شخص في أوروبا وأميركا، وسنعمل مع البلدين لمواجهة أي تهديدات لأمننا.
أما الرئيس الفنلندي قال: بأننا سنلتزم بأمن تركيا ونأخذ مخاوفها من انضمامنا للحلف بجدية، ونأمل من القادة المسارعة في الموافقة على طلب انضمامنا للحلف.
وأما رئيسة وزراء السويد فقد قالت: بأن لدينا نقاشات مع تركيا والجميع لحل القضايا العالقة، ومستعدون لتحمل مسؤوليتنا كعضو في «الناتو».
وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها: بأن الرد على قرار فنلندا بالانضمام إلى «الناتو» سيكون مفاجأة، والجيش الروسي هو من سيتخذ القرار بناءً على عوامل وميزات عضوية فنلندا في الحلف.
ترى ما هي مخاوف تركيا من انضمام السويد على وجه التحديد؟ حول هذه النقطة، يكتب مدير إدارة الاتصالات التابعة للرئاسة التركية، مقالًا في صحيفة «إكسبريسن» السويدية، جاء فيه: بأن انضمام السويد إلى الحلف لن يكون ممكنًا ما لم تتم معالجة مخاوف تركيا المشروعة، ومن الضروري أن تقوم الدولة المرشحة بالتنسيق مع الأعضاء، خاصةً فيما يتعلق بالإرهاب.فحزب «العمال الكردستاني» يواصل تجنيد الجماعات المسلحة وتمويل أنشطتهم في السويد، ما يثير تساؤلاً لدى الشعب التركي حول موثوقية السويد كحليف. وكذلك محاربة المتورطين في جرائم بـ«تركيا» والذين يقدمون أنفسهم كلاجئين إلى السويد، يُعد شرطًا لقبول التحالف مع استكهولم.