الخريجون هم مرآة الجامعة وأحد مؤشرات جودة مخرجاتها. لذلك فإن نجاح الخريجين في أعمالهم، وريادتهم، وإنشاء شركاتهم، وابتكاراتهم، وإسهاماتهم في تنمية مجتمعاتهم تعد مؤشرات مهمة لنجاح الجامعة في أداء مهامها الثلاث: نقل المعرفة، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع. وبناء عليه، فإن التواصل مع الخريجين ومتابعتهم من الأمور المهمة التي تحرص الجامعات المرموقة عليها، لما لها من انعكاس على سمعتها، ومكانتها في سوق العمل، بل هي تغذية راجعة لتطويرها وتحسين مخرجاتها وتشجيع الخريجين على أداء أفضل! وتتميز الجامعة الإسلامية بانتشار خريجيها في جميع قارات العالم، في أكثر من 160 دولة. تولى كثير منهم مناصب قيادية في بلدانهم، فمنهم 22 وزيرا، 14 سفيرا، 18 تولوا مناصب سياسية، 29 تقلدوا مناصب قيادية، 12 رئيس جامعة. وعلاوة على ذلك تحظى الجامعة الإسلامية بنقاط قوة خاصة بها دون غيرها من الجامعات، كونها في مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، الأمر الذي يجعل العلماء المسلمين يرغبون، بل يتهافتون على العمل بها.
وقبل أيام قليلة، احتفلت الجامعة الإسلامية بمنح جوائز تقديرية لنخبة مختارة من خريجيها المتميزين الذين أسهموا في مجالاتهم العلمية، وتنمية مجتمعاتهم من خلال إبداعاتهم وريادتهم في التنمية والأعمال التطوعية من خلال طرح مشاريع ومبادرات نوعية.
في الحقيقة، فإن "جائزة الخريجين الرواد، تعد مبادرة نوعية ولفتة رائعة لم تسبق إليها الجامعة الإسلامية من بين الجامعات السعودية والعربية، نعم إنها مبادرة تستحق الثناء والشكر لرئيس الجامعة ووكلائها الذين أطلقوا هذه المبادرة لتعزيز مكانة الجامعة، وفوق ذلك تعد قوة ناعمة ليس للجامعة فقط، بل للمملكة العربية السعودية، إلى جانب تشجيعها الإبداع وأعمال الخير وخدمة الإسلام. وهي جائزة سنوية تقدم لخريجي الجامعة المتميزين في مختلف المجالات العلمية والعملية، وتهدف إلى تعزيز التواصل الإيجابي الفعال بين الجامعة وخريجيها من أجل تحفيزهم لبذل المزيد من الجهود لتنمية أوطانهم ونفع شعوبهم.
وبالتحديد، تهدف الجائزة إلى: (1) تعظيم دور خريجي الجامعة من خلال قياس أثرهم في مجتمعاتهم ودورهم الفاعل في تنمية أوطانهم. (2) تعزيز تواصل الجامعة مع الخريجين. (3) تعزيز سمعة الجامعة والتعريف بها محليا وعالميا. (4) غرس روح الانتماء للجامعة لدى الخريجين. (5) الاستفادة من خبرات الخريجين ومقترحاتهم في تعزيز عملية التطوير بالجامعة. واعتمد تقييم المرشحين على 12 معيارا ضمن ثلاثة محاور، تشتمل على الكتب والمؤلفات، والبحوث المنشورة ذات الأثر المجتمعي، والمشاركة في المؤتمرات، والابتكارات التطبيقية، إضافة إلى إنجازات الخريج في خدمة الإسلام، وخبراته الإدارية، وإسهامه في المجال التطوعي، وكذلك اسهامه في معالجة بعض قضايا المجتمع. ومن المعايير أيضا المناصب الإدارية التي شغلها الخريج، وحصوله على جوائز محلية أو إقليمية أو دولية، وتأسيسه إدارة أو مركز أو تطوير مشاريع استثمارية تعود بالنفع على المجتمع.
ومن بين 165 متقدما لنيل الجائزة، أجازت اللجنة العليا للجائزة عشرة من المتقدمين، وبعد ذلك تم اختيار الثلاثة الأوائل بناء على درجاتهم في التقييم. وحصل على المراكز الثلاثة الأولى قامات شامخة في بلدانهم، وهم: السيناتور الدكتور ذو الكفل البكري وزير الشؤون الإسلامية بماليزيا، والدكتور محمد أحمد لوح من السنغال، والدكتور محمد شهيم علي سعيد من المالديف، إضافة إلى العشرة الأوائل: سفير البوسنة والهرسك في المملكة محمد بوستش، وسفير سيراليون في المملكة إبراهيم جالو، والدكتور محمد حبيب الله سي من السنغال، وعبدالرزاق ألارو من نيجيريا، والدكتور علي مهاما ساموه من تايلاند، والدكتور علي مصري سيمجان فوترا من إندونيسيا، وعبدالستار مهتاب من باكستان.
في الختام، إن مبادرة الجامعة الإسلامية تستحق الاستنساخ، لذلك أدعو الجامعات إلى الاهتمام بخريجيها ومتابعة إنجازاتهم ونجاحاتهم في أعمالهم ورصد إسهاماتهم في تنمية مجتمعاتهم من أجل رفع جودة مخرجات الجامعة، وتعزيز سمعتها ومكانتها المحلية والدولية.