أعلنت «شل» تعيين وائل صوان رئيساً تنفيذياً للشركة، خلفاً لرئيسها السابق بين فان بوردن، الذي سيتخلى عن منصبه بنهاية عام 2022 بعد قضاء تسع سنوات في رئاسة الشركة منذ عام 2014، ليستلم صوان المنصب من أول شهر يناير (كانون الثاني) 2023.

يعدّ وائل صوان أول خبير نفطي عربي يتبوأ رئاسة شركة نفطية عملاقة غير عربية، فقد ترأس مواطنون شركات النفط العربية الوطنية لعقود عدة. إلا أن ما يميز هذا التعيين، هو ترأس خبير عربي واحدة من كبرى شركات النفط العالمية. وقد شغل هذا المنصب منذ أوائل القرن العشرين مواطنون للشركة المزدوجة الجنسية، الهولندية – البريطانية، من ثم أهمية تعيين مواطن جدير من جنسية أخرى، وعربي بالذات، لهذا المنصب المهم في صناعة النفط العالمية.

يعمل صوان حالياً في «شل» مديراً لقطاع الغاز، البدائل والطاقة، وقضى 25 عاماً في «شل»، حيث عمل مديراً لقطاع الإنتاج. كما عمل خلال السنوات الثلاث الماضية عضواً في الهيئة التنفيذية لـ«شل». وتولى قبل هذه المسؤوليات وظيفة نائب الرئيس التنفيذي للعمل في المياه العميقة ونائب الرئيس التنفيذي - قطر عضو في مجموعة الغاز لـ«شل» في قطر أثناء تولي عبد الله بن حمد العطية مسؤولية وزارة الطاقة. وقد عمل صوان مع «شل» في كل من أوروبا وأفريقيا وآسيا والقارتين الأميركيتين. ووائل صوان من مواليد رأس بيروت، يحمل الجنسيتين اللبنانية والكندية. ونشأ في دبي ثم حصل على شهادة الماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة ميغل الكندية وماجستير في إدارة الأعمال من كلية الأعمال في جامعة هارفرد.

سيواجه صوان و«شل» في المرحلة المقبلة تحديات عدة، أهمها تحول عصر الطاقة وتصفير الانبعاثات بحلول عام 2050. وهذا الأمر ليس بالجديد على الشركة، أو غيرها من شركات النفط هذه الأيام. فمرحلة تحول الطاقة من أولويات الشركات النفطية الكبرى منذ اتفاقية باريس لمكافحة تغيير المناخ 2015. وقد انطلق العمل منذ سنوات في توسيع مهام الصناعة النفطية لتأخذ بنظر الاعتبار تطوير البدائل ومكافحة تغير المناخ، ابتداءً بالتركيز على صناعة الغاز مرادفة لصناعة النفط. كما أخذت شركات النفط تولي الاهتمام أيضاً بصناعة تدوير اقتصاد الكربون، وإنتاج الهيدروجين والأمونيا كوقود للمستقبل يتلاءم مع متطلبات عصر تصفير الانبعاثات المستقبلي والولوج في الطاقات المستدامة (الرياح والشمسية).

لكن رغم تنويع اهتمامات شركات النفط بهذه البدائل، تجد الشركات أن الطلب على النفط في ازدياد سنوي مستمر بنحو 5 في المائة تقريباً، وأن معدلات أسعار النفط تراوح حول 100 دولار للبرميل. من ثم، فزيادة الطلب على النفط، وارتفاع أسعاره، يشكلان الربح الأساسي لهذه الشركات، ومنها شركة «شل» التي حققت ربحاً قياسياً خلال الربع الأخير مقداره 11.5 مليار دولار، رغم تنوع الاهتمامات والاستثمارات خلال هذه المرحلة بالبدائل وتدوير اقتصاد الكربون وصناعة الغاز المسال. ومما يزيد من أهمية النفط هذه الفترة الارتباك الذي أصاب قطاع الطاقة العالمي بسبب جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، ومن ثم الحاجة الماسة إلى النفط والغاز لإعادة الاستقرار في ميزان الطاقة.