الإحاطة بالتفاصيل عند كتابة السيرة الذاتية لشخصية ما عملية صعبة ومرهقة، فما بالك لو كانت هذه الشخصية صاحبة مواهب متعددة وحياة حافلة بالانجازات والتنقلات والمسؤوليات الثقيلة في زمن اتسم بالصراعات والأزمات وعدم اليقين. هكذا وجدت نفسي أمام تحدٍّ وأنا مقدم على الكتابة عن حياة رجل من رجالات المنطقة الأجلاء ممن زخرت طفولته بالدروس والعبر والتحديات، قبل أن يتقلب في المناصب الإدارية والدبلوماسية ويخوض تجربة التنقل من بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى على مدى سبعين عاما، فعركته التجارب، وصلبته الغربة، وعلمته الأحداث والمنعطفات الحادة التي كان شاهدًا على مجرياتها وتداعياتها، ما زاده حكمة وبصيرة وانفتاحا وتألقا.

كتب الكثيرون عن سيرة ومسيرة الشيخ جميل الحجيلان، وساحوا في حياته، متطرقين إلى كل ما حفلت به مشاهد وأحداث ومخاضات. ولكن على الرغم من ذلك سيظل هناك دوما ما لم تسلط عليه أضواء كافية أو ما لم يأخذ حقه من التبيان. وهذا - بطبيعة الحال - شأن العصاميين الذين لم يلدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، وانما شقوا طريقهم بالعزيمة والإرادة متخذين من طموحاتهم دافعًا، ومن عزائمهم وقودًا، ومن آمالهم جسرًا للعبور نحو المعالي.

وُلد معالي الشيخ جميل بن إبراهيم الحجيلان في عام 1929 بمدينة دير الزور السورية (تقول أوراقه الرسمية إنه من مواليد بريدة لأن والده أراد ذلك)، ابنا لأسرة من أسر العقيلات التي عرفت بتنقلاتها ما بين نجد والعراق ومصر وفلسطين وبادية الشام لأغراض الاتجار في الخيول والإبل وقيادة القوافل التجارية، إذ كان لوالده ببلدة «الوادعة» شرق الشام إسطبل خيل ذي طابع بدوي يطل على نهر الفرات.

والحجيلان من العائلات العريقة ذات التاريخ المشرف في شبه الجزيرة العربية، وترجع أصولهم إلى مدينة بريدة القصيمية، وهم من العناقر من بني سعد من تميم. ومن شخصيات العائلة المعروفة تاريخيًا «حجيلان بن حمد بن عبدالله آل حسن» حاكم القصيم لمدة 40 سنة متواصلة وصاحب الدور المؤثر في نشر الدعوة السلفية، والمحاربة في سبيلها زمن الدولة السعودية الأولى إلى أن أسرته القوات العثمانية.

ولأن والده كان من العقيلات، فقد نشأ ابنه الجميل مظهرًا وخلقًا «جميل الحجيلان» في بلاد الشام، وعاش طفولته بين صهيل الخيل وعدوها، ومجالس البادية وحكاياتها، ومياه الفرات وخريرها. وحينما بلغ سن التعليم انضم إلى أطفال العقيلات في مدارسهم السورية. وتشاء الأقدار آنذاك أن يكون أحد معلميه في المرحلة الاعدادية هو الشيخ الأديب علي الطنطاوي، الذي غرس فيه حب العربية وآدابها، وهو ما جعل صاحبنا يعيش بقية حياته محبًا للأدب والشعر، وضليعًا في انتقاء عباراته وصياغة لغته، ومتميزًا في أسلوب كتاباته ومراسلاته، وأنيقًا في مرافعاته وحججه، بل جعله منفتحًا أيضا على ثقافات الآخر ولغاته وآدابه، ولا سيما الفرنسية التي تعلمها في مدارسه السورية. ومن جانب آخر، كان لما تعلمه على يد الطنطاوي تأثير لجهة بروز موهبته الشعرية، التي تجلت في نظمه لقصيدة وطنية حماسية بعنوان «صوت فلسطين» وهو في سن الـ19. وفي الستينات برزت موهبته الكتابية أيضا، وذلك حينما راح يكتب سلسلة من المقالات السياسية دفاعًا عن بلاده وقيادتها ضد شعارات التضليل وخطابات الحقد التي كان تبثها الأنظمة العربية اليسارية (جمع هذه المقالات في كتاب أصدره بعنوان «الدولة والثورة»).

وعلى الرغم من ولع الرجل مبكرًا بالأدب العربي، فإنه حينما وصل سنة 1946 إلى مصر للدراسة بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، اختار أن يدرس بكلية الحقوق مدفوعًا بحبه للعدل والنظام والقانون. وصل الحجيلان إلى مصر قبيل ضياع فلسطين بعامين تقريبًا، لذا فإنه عاش سنواته القاهرية في ظل أجواء تسيدتها قضيتان هما مقاومة الاحتلال البريطاني وهزيمة العرب في حرب فلسطين الأولى. يقول الحجيلان في حوار مع مجلة «الرجل» (28/‏10/‏2017) أن مصر في تلك الفترة كانت بها حرية صحفية وديمقراطية برلمانية نادرة في العالم العربي، ولم يكن بها «الطوفان العجيب من الانتماءات السياسية والعقائدية» التي عرفتها في الستينات». ولهذا فإنه لم يعش التجربة التي عاشها د. غازي القصيبي وزملاؤه في القاهرة (على النحو المذكور في رواية شقة الحرية) زمن صعود نجم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتفشي شعاراته الثورية.

ويخبرنا الحجيلان في ذلك الحوار أيضا ان مديرية التعليم بمكة رفضت إلحاقه بالبعثة التعليمية السعودية في مصر بسبب اختياره دراسة القانون، لكنها غير رأيها بعد أن نجح في الانتقال إلى السنة الثانية بدرجات جيدة، فراحت تصرف له مبلغ عشر جنيهات وأربعين قرشا كل شهر. وفي حادثة، تدل على ميول الرجل الأدبية وعشقه للخطابة، يروي الحجيلان أنه كان الطالب الوحيد الذي تجرأ على إلقاء خطاب في حفل أقامه الملك فاروق بقصر عابدين في رمضان 1946م تكريمًا للطلبة العرب المغتربين.

واصل الحجيلان دراسته الجامعية بنجاح إلى أن تخرج سنة 1950، مكللاً ببكالوريوس الحقوق. ومثلما وضعت الأقدار الشيخ الطنطاوي في طريقه خلال تعليمه ما قبل الجامعي، فإن الأقدار وضعت في طريقه أثناء دراسته الجامعية علمًا آخر من أعلام العرب هو الفقيه الدستوري المصري الكبير الدكتور عبدالرزاق السنهوري الذي مازحه في امتحان التخرج قائلاً: «لو كنت أنا ابن سعود، لقطعت رأسك، لأنك درست القانون الوضعي وأنت عائد إلى بلد يطبق الشريعة الإسلامية».

عاد الحجيلان في يناير 1951 إلى وطنه شابًا يملؤه الطموح ليبدأ مسيرته المهنية من خلال العمل بوزارة الخارجية التي كانت وقتذاك تشغل مبنى صغيرًا من طابقين على شارع المطار القديم بجدة، ولا يعمل بها سوى 30 موظفًا ما بين دبلوماسي وإداري. وقد تحدث الرجل عن هذا فقال ما مفاده أنه في اليوم التالي لعودته من مصر ذهب بصحبة وكيل وزارة الخارجية السعودية آنذاك، المرحوم طاهر رضوان، لمقابلة الامير فيصل بن عبد العزيز، وزير الخارجية وقتذاك، للسلام عليه وتوقيع قرار تعيينه مستشارًا قانونيًا في ديوان الوزارة براتب 385 ريالاً شهريًا. ويتذكر الحجيلان أن أول مهمة أوكلت إليه بصفته موظفا في الخارجية يجيد اللغتين الانجليزية والفرنسية هو مرافقته لوزير خارجية أسبانيا الزائر إلى الرياض لمقابلة الملك عبدالعزيز في أواخر حياته. وهذا يعني أن الحجيلان عاصر كل ملوك بلاده والتقاهم. ويشاء القدر أن تحمل له الأخبار وهو حديث العهد بالوظيفة نبأ وفاة والده بمقر إقامته بمصر، فيضطر الشاب العشريني إلى حمل مسؤولية والدته (وضحى الحجيلان) وزوجة أبيه المصرية وإخوته الأيتام الصغار.

كان توظيفه في الخارجية نقطة البداية لرحلة دبلوماسية طويلة أخذته أولاً إلى طهران (إذ عمل تحت قيادة السفير حمزة غوث ضمن الطاقم الدبلوماسي وعاصر أحداثًا مهمة مثل: انقلاب مصدق على الشاه عام 1953 والانقلاب المضاد الذي أعاد الشاه إلى الحكم في العام نفسه، وزيارة الملك سعود الرسمية إلى طهران عام 1955 والتي تعتبر أول زيارة لعاهل سعودي إلى إيران)، ثم أخذته سنة 1956 إلى كراتشي، التي عمل بها دبلوماسيا تحت قيادة السفير عبدالرحمن البسام، ثم السفير محمد الحمد الشبيلي حتى عام 1960 حينما توقفت رحلته الدبلوماسية مؤقتا لتبدأ رحلته الإدارية والإعلامية. ففي عام 1961 اختاره ولي العهد الأمير فيصل بن عبدالعزيز ليكون مديرًا جديدًا لمديرية الإذاعة والصحافة والنشر برتبة وكيل وزارة، خلفًا للشيخ عبدالله بلخير، بعد أن سمع عن ملكاته الثقافية وكفاءته الإدارية ومقالاته الإذاعية. وقتها شمر الرجل عن ساعديه لإحداث نقلة في جهاز خطير كان يشكو من الترهل وعدم الاستقرار وضعف التأثير، لكن المقام لم يظل به في هذا المنصب ليحقق كل ما أراده. فبعد 8 أشهر صدر مرسوم ملكي بتعيينه سفيرًا للسعودية لدى دولة الكويت حديثة الاستقلال، فحفر اسمه في تاريخ بلاده كأول سفير لها في الكويت وبالتالي أول عميد للسلك الدبلوماسي هناك. وهنا أيضا كان الحجيلان شاهدًا على واحدة من الأحداث الهامة في تاريخ العرب المعاصر مع كل ما رافقها من قلق واجراءات سياسية وعسكرية سريعة، ونعني بهذا الحدث تحرش نظام الزعيم العراقي عبدالكريم قاسم بالكويت سنة 1961 ومطالبته بضمها إلى بلاده ورفض استقلالها، وهو الحدث الذي رفضته السعودية واتبعته بارسال قواتها للدفاع عن جارتها الشقيقة.

في مارس 1963، وبعد ان أمضى نحو 18 شهرًا في الكويت سفيرًا، استدعي إلى الرياض ليتولى حقيبة الإعلام المستحدثة في حكومة ترأسها الأمير فيصل أواخر عهد الملك سعود، ليدخل معاليه بذلك التاريخ مجددًا كأول وزير للإعلام في بلاده.

كان ذلك التعيين بمثابة تحد كبير للرجل، خصوصًا أنه جاء في زمن مضطرب سياسيا، إذ كانت أجهزة الإعلام المعادية للسعودية تعمل ليل نهار ضد بلاده وقيادتها وأمنها واستقرارها، مطلقة الاتهامات الباطلة وناشرة الدعايات المغرضة، ما استوجب قيامه بعمل جبار للرد والدحض، لكن دون اللجوء إلى لغة الإسفاف التي لم تكن قط في القاموس السعودي.

والحقيقة أن الحجيلان لم ينجح باستثمار كل ما تعلمه وراكمه من خبرات في تأسيس وزارة الإعلام ووضع استراتيجياتها ورفدها باحتياجاتها من الأجهزة والكفاءات فحسب، وإنما كانت له ايضا بصمات خالدة عديدة. ففي الفترة التي تولى فيها حقيبة الإعلام (18 شهرًا من عهد الملك سعود وستة أعوام من عهد الفيصل)، تم تدشين إذاعة الرياض، وأطلق بث التلفزيون السعودي الرسمي من سبع محطات، وشهد الإعلام الخارجي قفزة كبيرة لجهة الإصدارات والأفلام وتوجيه الدعوات لرموز الصحافتين العربية والأجنبية، وابتعث الشباب السعودي إلى الخارج للتخصص في الإعلام، وحولت ملكية الصحف من مؤسسات فردية إلى مؤسسات أهلية مساهمة، ناهيك عن توظيف العنصر النسائي في الإذاعة والتلفزيون لأول مرة، وإلسماح ببث أغاني أم كلثوم وفيروز من التلفزيون، وغيرها من القرارات التي شكلت في مجمعها خروجًا على النهج القديم واطلاقًا لرؤية جديدة تتناغم مع متطلبات العصر، وهو ما أوغر صدور التيار المتشدد ضده.

في عام 1970 ارتأى الفيصل أن يفرغ الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ لحقيبته الأصلية (وزارة المعارف) ويزيح عن كاهله أعباء حقيبة الصحة التي كانت قد أسندت إليه بالوكالة، فتقرر وقتها أن يجمع الحجيلان ما بين حقيبتي الإعلام والصحة اللتين أمسك بهما معا لعدة سنوات، قبل أن يصدر مرسوم ملكي بتفريغه لقيادة وزارة الصحة، ومرسوم آخر بتعيين ابراهيم بن عبدالله العنقري مكانه كوزير للإعلام.

وهكذا قدر الله للرجل أن يمسك دفة وزارة الصحة الحساسة خدميًا، فكان بذلك ثاني وزير أصيل لها من غير الأطباء من بعد الأمير عبدالله الفيصل، وكما حدث إبان قيادته لوزارة الإعلام، شهدت وزارة الصحة في عهده انجازات كثيرة. فمن تبني سياسة تفرغ الأطباء في المستشفيات الحكومية إلى تصميم نماذج خاصة للمستشفيات، ومن سياسات الابتعاث إلى الخارج في تخصصات غير تقليدية إلى حملة طارئة القضاء على مرض الكوليرا في المنطقة الشرقية، واستراتيجية صارمة لمنع الأخطاء الطبية ومعاقبة أصحابها.

يعد العام 1974 من الأعوام المفصلية الأخرى في مسيرة الحجيلان، ففيه طلب إعفاءه من العمل الوزاري، وكان له ذلك، لكنه بدأ مجددًا رحلة مع الدبلوماسية أخذته هذه المرة إلى ألمانيا التي شغل فيها منصب السفير في بون لمدة عامين، نقل على إثرها إلى فرنسا، حيث مثل بلاده لمدة عشرين سنة متواصلة (من 1976 إلى 1996)، تعامل في أثنائها مع ثلاثة رؤساء فرنسيين، وتسعة رؤساء حكومات، وعدد مماثل من وزراء الخارجية، ومارس خلالها هوايته مع السياسة والإعلام والثقافة والفنون الرفيعة، متحدثا بلغة فرنسية حسده عليها زملاؤه من سفراء البلدان غير الفرنكفونية، ومطبقًا سياسة الحزم والانضباط في عمله الإداري، وساعيًا لكسب صداقات رموز وأطياف وقادة المجتمع الفرنسي، ومحيطًا مواطنيه المتواجدين على الأرض الفرنسية بكافة أشكال الرعاية والمساعدة، ومعايشا مظاهر الحياة الفكرية والفنية والثقافية الزاخرة في عاصمة النور.

ومن غرائب الصدف أن الرجل الذي قدر له أن يكون سفيرًا في الكويت وقت تحرش العراق بها في الستينات، وجد نفسه وهو سفير في باريس مكلفا بأن يكون صوت وطنه بالفرنسية ضد الغزو العراقي للكويت عام 1990. وقرأت أنه بعد أن قضى عامين ونصف العام في باريس، أراد الملك خالد أن ينقله إلى نيويورك سفيرا لدى الأمم المتحدة خلفًا للسفير المتوفى جميل البارودي، لكن الأميرين فهد وسلمان تدخلا لدى جلالته للإبقاء عليه في باريس لحاجة البلاد له هناك.

سألته مجلة الرجل (مصدر سابق) عن حياته الطويلة في فرنسا وأثر ذلك عليه، فبدأ إجاباته بالتأكيد على أن بقاء السفير مدة طويله في منصبه هو اعتراف وتقدير لأدائه وثقة قيادته به، لكنه أضاف أنه على الرغم من أن طول المدة يزيد من خبرة السفير ويصبح أكثر قدرة على تقييم الأمور في البلد الموفد إليه، إلا أن بقاءه لمدة عشرين عامًا في عاصمة كباريس تتميز بالجمال والحيوية الفكرية والثقافية والعمل السياسي المثير، أمر غير صحي وقد ينجم عنه ارتباط السفير بالمدينة ارتباطًا لا فكاك منه، دعك من اغتراب الأبناء واضطراب دراستهم.

أما إجابته على سؤال «ماذا تعلمت من إقامتك الطويلة في باريس؟» فلخصها في قول: «تعلمت من فرنسا أن الإنسان أغلى شيء في الوجود، وأن الوقت أغلى من الذهب، وأن أداء الواجب يتمّ في صمت، وأن أمن الدولة حرمة لا تمسّ، وأن القانون سيد الجميع. فالسنوات التي قضيتها أنا وزوجتي في باريس، كانت حافلة بالعمل السياسي، مع معايشة متواصلة للحياة الفكرية والثقافية والفنية، لذلك اعتراني شعور اشبه بالاغتراب وأنا أودع باريس. ولم يخفف من قوة هذا الشعور، إلا قناعتي وفرحتي بما انا مقبل عليه من عودتي إلى وطني العزيز وبدء عمل جديد. فقد رميت الـ20 عامًا التي عشتها في باريس وراء ظهري، وعدت كما ذهبت، وكما كنت عليه دائمًا، سعوديًا خليجيًا معتزًا بعروبتي وإسلامي».

في سنة 1996، كان الحجيلان على موعد مع عمل سياسي مختلف. ففيها رشحته السعودية أمينًا عامًا لمجلس التعاون الخليجي، وبالفعل فاز بالمنصب ليكون ثالث أمين عام لهذا الصرح من بعد الكويتي عبدالله بشارة والإماراتي فاهم القاسمي، وليستقر بحكم المنصب في عاصمة وطنه، وليتعامل مباشرة مع قادة دول الخليج العربي، معطيا هذا الكيان الخليجي عصارة تجاربه وعلمه وخبرته.

ودع الحجيلان منصبه هذا عام في 31 مارس 2002 حينما خلفه مرشح قطر عبدالرحمن حمد العطية، ليبدأ رحلة التقاعد، التي وفرت له قدرًا من الراحة والاستقرار والاقتراب من أسرته وممارسة هواياته في القراءة والكتابة، من بعد رحلة عمل بهيجة طويلة، ترك في كل محطة من محطاتها بصمة لا تنمحي وذكرى لا تنسى، ما جعله أيقونة لرجل الدولة الوقور، الأنيق مظهرا وقولا وفعلا، ونموذجا للمسؤول الكريم الأمين المجتهد.

وأخيرًا فإنه تقديرًا لدور الحجيلان الوطني الطويل والعبق داخل السعودية وخارجها، أطلقت مدينة بريدة، التي اختلطت عظام أجداده بترابها، اسمه على أحد شوارعها الحيوية، كما كرمته الكويت وفرنسا بأرفع أوسمتهما الوطنية.