نريد في حكومتنا «لي كوان» كويتياً.
كما كتب الزميل سامي النصف: «‏الملف بالمرحلة التاريخية الحالية التي تأتي بعد ان اضعنا عقودا من الزمن في ما لا ينفع، يقتضي أن نبحث عن مهاتير أو لي كوان كويتي».

بالفعل هذا ما نريده في الحكومة.. لي كوان كويتياً ذا فكر متألق يحمل الرؤية وسعة الافق، الاصرار الحازم على تطبيق خطط التنمية والقوة بتطبيقها.. وان كانت صعبة في بدايتها.

لي كوان الكويتي موجود بيننا، فهو ليس انساناً فضائياً ولا بطلاً اسطورياً ذهب مع صفحات التاريخ القديم.

هو كويتي يحب وطنه ويحب ان يراه في مصاف الدول.. ‏يتمتع بقوة الشخصية ووضوح رؤية المستقبل، والقدرة الجادة على وضع أولويات المرحلة وفق خصوصيتها ووفق قياسها.

لا يختلف اثنان على أن الوضع الاقتصادي أو الحالة الاقتصادية أو الظروف الحالية في الكويت وفي العالم.. تحتم أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة اقتصادية.. تنقلنا من وضع ‏الدولة الرعوية ذات المصدر الوحيد للدخل.. إلى دولة ترعى وتُحمِّل الشعب جزءاً من المسؤولية ‏في ظروفنا الحالية، مع فتح أبواب مصادر أخرى للدخل.. وإن كانت بسيطة في بدايتها.. إلا أن الاهتمام بها وتنميتها سيسهمان حتماً في تحمل جزء من عبء متطلبات المستقبل في ظل كل التوقعات المحتملة لانخفاض سعر النفط او نضوبه على المدى الأطول.

لي كوان.. شخصية نقلت بلاده (سنغافورة) من حالة الضعف وضياع القانون ومحدودية الدخل وعجز الميزانية وضعف الوضع الاقتصادي وهلهلة الوضع السياسي وإهمال لبقية الأوضاع الأخرى، إلى مقدمة الدول المتميزة في كل جوانب الحياة ووضعها في مصاف الدول المتقدمة.

«لي كوان يو»، ‏وهو أول رئيس وزراء لجمهورية سنغافورة.. إنسان عادي ولا يمتلك المعجزات، إلا انه إنسان يعرف كيف يقرأ واقعه ويدرك كيف يترجم مستقبله إلى أدوات قد يكون تطبيقها صعباً نوعاً ما في بدايته.. الا ان إدراكه مراحل الوصول لمستقبل أفضل تاركين الماضي بكل مشاكله دون الالتفات اليها.. هو ما ميزه ومكنه من انتشال بلده من حال الى حال.

لله الحمد نحن بالكويت.. لمسنا بداية جميلة لاعادة الثقة للشعب، بعد أن دارت عجلة التطوير من خلال تطبيق القانون على الجميع قدر الامكان.. وملاحقة الفساد ومطاردة ابطاله، إلا أن الأمر يحتاج الى سرعة اكبر في دوران هذه العجلة وامتدادها لجوانب ابعد.

اليوم، كلنا بانتظار لي كوان.. الكويتي في حكومتنا.

أتمنى من كل قلبي وأعني ذلك بشكل جاد ومخلص، أن يتمكن مجلس الأمة الجديد من ‏إعادة ثقة الشعب في تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية بشكل نقي ومخلص، وتجاوز أي خلافات بين أي نائب ووزير او بين نائب ونائب، وإلا فإننا سنكون مرحبين بتطبيق ما أعلنه ‏سمو ولي العهد في عبارته الواضحة ‏«اتخاذ إجراءات أخرى ثقيلة الوقع والحدث».. ‏وكلنا نعي جيدا وبوضوح ماذا تعني هذه العبارة.