تزامن مؤتمر الأطراف السابع والعشرون القائم في شرم الشيخ مع انعقاد القمة الثانيه لمبادرة الشرق الاوسط الأخضر التى أدارها صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، ولكي تأخذ المبادرة مكانها الطبيعي في مداولات قمة المناخ
تبرعت حكومة خادم الحرمين الشريفين
بمبلغ ٢،٥ مليار دولار لمشروعات المبادرة وميزانية الامانة العامة للمبادرة التي تستضيفها المملكة ، وهذه المبادرة وما تنطوي عليه من مشاريع مثل يتكرر على استعداد المملكه في الوفاء بمسؤوليتها الدوليه على كافة الاصعدة .
يجتمع زعماء العالم في شرم الشيخ تحت شعار “معاً نحو التنفيذ “والمقصود هو تنفيذ ما تم الالتزام به من وعود للتصدي لقضية التغير المناخي بدءا من قمة ريو ١٩٩٢ ومرورا بقمة كوبنهاجن ٢٠٠٩وما وعدت به الدول الغنية من تخصيص مئة مليار في السنة لبرامج التخفيف والتكيف ثم قمة باريس وجلاسكو وما أكدتاه من التمسك بما سبق التعهد به .
تدور مشكلة المناخ حول عدة قضايا تبلورت في مؤتمر الاطراف الحادي والعشرين في باريس أهمها كبح الزيادة في درجة حرارة الكون طيلة هذالقرن عند مستوي ١،٥٪ ولبلوغ هذا الهدف وضع المؤتمرون بنود أجندة طموحة أخذت عنوانها في شرم الشيخ تحت مسمى : معا نحو التنفيذ “Together for implementation”والمقصود كما قلنا هو تنفيذ ما سبق الالتزام به من الدول الغنية في المؤتمرات السابقة .
تتلخص أجندة شرم الشيخ في أن التصدي لقضية المناخ يدور حول عدة عناصر :
التخفيف وقد انحصر تعريفه في شرم الشيخ بالانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقه المتجددة وهي حتى الآن الطاقه الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر ،ونصيب هذا البند من التمويل يعادل ٨٠ ٪من المبالغ المقدرة ، والتكيف وهو التعويض عما يلحق بالدول النامية من أضرار جراء التحول الهيكلي في اقتصادياتها بسبب برامج التصدي لقضايا المناخ ،(وهو يعني أن مشكلة المناخ ستظل تهدد العالم حتى مع الابقاء على مستوى الحرارة عند المستوى المطلوب)، وتوفر التمويل ، والتعاون وأضيف مسألة اغفلتها الدول الغنيه التي (تهيمن عادة على مداولات مؤتمرات الاطراف السابقة خاصة تلك الدورات التي انعقدت في باريس جلاسكو) ،هذه المسأله هي الحوكمة والذي بدونها ستظل الوعود كما هي من دون تنفيذ .
وماذا عن الدول الفقيرة ؟
لقد أثلج صدري أن رأيت احدى الفعاليات مشاركة بين منظمة التنمية الصناعية “ يونيدو” وصندوق الاوبك “ أوفيد” ومنظمة “الطاقه للجميع” التابعة للأمم المتحدة ، هذه الفعالية اتخدت شكل منصة في أروقة المؤتمر تحت شعار التسريع في توفير مواقد الطبخ الحديث في أفريقيا ولفائدة القارئ أوضح أنه في الوقت الذي تطرح الدول الغنية بعض الحلول الموغلة في التعقيد والتقدم لا زالت الدول الفقيرة خاصة في أفريقيا تكافح في سبيل التخلص من مصادر الطاقه التقليدية مثل الحطب والجلة . هذا الموضوع يجرنا إلى قلب مشكلة فقر الطاقة وسدولها وهي تتلخص في وجود ما يقرب من ثمانمائة مليون نسمة في العالم بدون طاقة كهربائية أكثر من ٦٠٪ من هؤلاء في أفريقيا ، كما يوجد ما يقرب من ٢،٥ مليار نسمة في العالم يعتمدون في وقودهم على الحطب والجلة ، يضاف إلى هذه المعضلة أن ما يقرب من خمسة ملايين نسمة معظمهم من الأطفال والنساء يموتون جراء استنشاق الهواء الفاسد المنبعث من حرق الوقود التقليدي .
لقد كان لي شرف التصدي لهذه المشكلة أثناء عملي في ادارة صندوق أوبك OFID(٢٠٠٣-٢٠١٨(تساهم حكومتنا بثلث رأسماله) في حملة كان شعارها الطاقة للفقراء أساسها مبادرة من حكومة المملكة العربيه السعوديه ، عم فيؤها عددا من الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وشارك فيها مع أوفيد عدد من الشركات مثل أرامكو وشركة شل . وتم تمويل ما نفذ من مشاريع منها مواقد الطبخ النظيفة عن طريق برنامج المنح الذي كان قائما في ذلك الوقت. وهو مثل آخر على ماتقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من جهود للمساهمة في القضاء على فقر الطاقه وحماية البيئة بشكل أعم ، وما مبادرة الشرق الاوسط الأخضر إلا تتويجا ً للسياسة الحكيمة التي تسير عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده القوي الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان .
أتمني أن تخرج قمة شرم الشيخ بما فيه فائدة المجتمع الدولي وشكراً لما تضربه حكومتنا من أمثلة مشرفة نحو الوفاء بمسؤوليتها الدوليه نحو القضاء على الفقر بكافة أشكاله وصوره.