فى اجتماعات الفيفا بمدينة بيرن السويسرية 1954.. لم يتوقع البلجيكى رودولف سيلدرايس، الرئيس الرابع للفيفا، كل هذا الغضب والرفض حين اقترح تمثيل إفريقيا وآسيا فى اللجنة التنفيذية للفيفا.. فقد كان رودولف يرى أنه مثلما يشارك الأفارقة والآسيويون فى اللعب فمن حقهم أيضا المشاركة فى إدارة اللعبة.. ولم يشاركه تلك الرؤية كثير من الأوروبيين واللاتينيين الذين قالوا إن الأفارقة والآسيويين لابد أن يكتفوا باللعب معهم دون أن يطمحوا فيما هو أكثر من ذلك، واستندوا فى ذلك إلى نتائج القارتين فى المونديال.. فمصر كانت الأولى من القارتين التى تشارك فى 1934 وخسرت 2 /3 أمام المجر.. ثم شاركت إندونيسيا من آسيا فى 1938 وخسرت بستة أهداف نظيفة أمام المجر أيضا.

وبعدها كوريا الجنوبية فى 1954 وخسرت بتسعة أهداف أمام المجر وسبعة أهداف أمام تركيا.. وألقى السودانى عبدالحليم محمد قبل التصويت على اقتراح رئيس الفيفا خطابا رائعا عن عدالة كرة القدم وضرورة مشاركة الجميع فى إدارتها.. وبدأ المصرى عبدالعزيز سالم محاولاته لإقناع الأوروبيين بعدالة مطالب إفريقيا وآسيا.. وبالفعل وافقت 24 دولة على الاقتراح مقابل رفض 11 دولة.. وتم اختيار عبدالعزيز سالم أول عضو باللجنة التنفيذية للفيفا من خارج أوروبا وأمريكا اللاتينية.. وبدأت الكرة الإفريقية والآسيوية تتطور وتتغير، وأصبحت كوريا الشمالية فى 1966 أول دولة من القارتين تصل إلى دور الثمانية بعدما تعادلت مع شيلى وفازت على إيطاليا.. وتلتها المغرب كأول دولة إفريقيا فى 1986 تتأهل لدور الـ 16 قبل أن تصبح الكاميرون فى 1990 أول دولة إفريقية تصل إلى دور الثمانية.. وبدأ بعدها السباق الكروى بين الأفارقة والآسيويين حول النتائج الأفضل فى المونديال.

وكان الأفارقة هم الأكثر نجاحا.. ففى مقابل السعودية فى دور الـ 16 فى 1994، نجحت فى ذلك نيجيريا فى 1994 و1998.. لكن جاء مونديال 2002 لتنتصر آسيا وتصبح كوريا الجنوبية أول دولة فى القارتين تتأهل إلى قبل نهائى المونديال.. واستراح الأفارقة لفكرة أن آسيا لم تسبقهم ولم تحقق كوريا الجنوبية ذلك إلا لأن البطولة كانت على أرضها.. ولم تنجح إفريقيا حين استضافت المونديال فى 2010 فى تكرار إنجاز آسيا، واكتفت بوصول غانا لدور الثمانية وخسارتها أمام أوروجواى.. وجاء مونديال 2022 ليرد المغاربة الاعتبار للكرة الإفريقية ولكن على أرض عربية.. وتأهل المغاربة إلى قبل النهائى بعد انتصارات رائعة على الكبار.. ويلعب المغاربة غدًا على المركز الثالث، الذى إن فازوا به ستنتصر إفريقيا بهم ومعهم، لأن كوريا الجنوبية فى 2002 خسرت نفس هذه المباراة أمام ألمانيا واكتفت بالمركز الرابع.