الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية رجل الأعمال، والمليونير دونالد ترامب عاد للأضواء من جديد في ظل مؤثرين بالولايات المتحدة الأمريكية، المؤثر الأول تصاعد حظوظ الرجل للفوز بترشيح الحزب الجمهوري له كمرشح للرئاسة، والمؤثر أو المؤشر الثاني هو التراجع الحاد في شعبية الرئيس الحالي السيد جو بايدن.

ترامب وعبر تصريحات مصورة على بعض وسائل الإعلام الأمريكية قال إنَّه إذا أُعيد عبر أصوات الأمريكيين إلى مقعد الرئاسة فإنه سيقوم بمجموعة أعمال أبرزها ما يلي:
أولًا: إنه سيوقف الحرب الكارثية، كما سمَّاها حرفيًّا في أوكرانيا، وأكد أنه يعرف جيدًا ماذا سيقول لكل طرف، يقصد طرفي النزاع المباشرين الأوكراني، والروسي، وربما قصد في إشارته تلك الأطراف الدولية، وبشكل خاص أعضاء دول الناتو.
ثانيًا: قال إنه سيعرف كيف يجعل دول الناتو تتحمّل الحصة العادلة من معونة، ودعم أوكرانيا، والذي أعطى انطباعًا للمراقبين بأنه ينتقد الدعم الأمريكي الحالي الذي ربما يرى أنه مبالغ فيه.
ثالثًا: تحدث الرجل بلغة تشبه الوعيد بأنه لن يفوّت فرصة تحميل الصين إنتاجها للفيروس الذي هدّد العالم، وضرب الاقتصادات الدولية في مقتل. وذلك بإرغامها على دفع التعويضات، بالطبع الرجل يتحدث عن تعويضات لبلاده.
حديث ترامب في هذه الظروف يثير كثيرًا من الأسئلة حول الرغبة والقدرة لدى الدول المتنفذة والرائدة في العالم، هل فعلًا هي قادرة بهذه البساطة على وقف حرب تأثيرها تجاوز الأطراف المباشرة وما بعد المباشرة إلى الشعوب المحتاجة في غير مكان في العالم، أم أن الرجل يكيل سيلًا من التحدي والمناكفات للرئيس الحالي، وربما يتهمه بالعجز عن القيام بدور أكبر يتناسب وحجم وقوة الولايات المتحدة الأمريكية.
من الأسئلة التي تُطرح في هذه المرحلة في الولايات المتحدة الأمريكية، وربما في أماكن أخرى من العالم: هل يمكن أن يصاب الناخب الأمريكي بذات الداء ويجلب رجلًا مثيرًا للقلق إلى سدة الرئاسة من جديد؟
العالم في فترة السيد ترامب الماضية تجرّع مرارة صلف وعدم مرونة الرئيس الذي كان يتعامل مع رؤساء الدول والدبلوماسيين بأسلوب غريب يقترب من أسلوب المدراء، أو الرؤساء الأكثر غلظة، وفظاظة في بعض الشركات الخاصة، وعلى كل حال يبقى الأمر الأكثر أهمية للعالم وبما يتجاوز الحدود الأمريكية موضوع وقف الحرب في أوكرانيا، وقرة صانع القرار في أمريكا بوصفها دولة قطبية عظمى قادرة على تجنيب العالم حربًا ضروسًا تهدد العالم بالمجاعة، وبنقص إمدادات الطاقة حتى للدول المتقدمة.