قطعت المرأة السعودية أشواطا بعيدة في إثبات ذاتها وجدارتها بالتمكين الذي نالته واستخدمته بطريقة فائقة وبارعة، ومن ضمن ذلك أنشطتها الإبداعية الأدبية، فقد برزت في هذا المجال شاعرات وكاتبات رواية وقصص قصيرة ومقالات أدبية رصينة، وقد أشارت إلى ذلك الأديبة والشاعرة أديم الأنصاري في حوار فكري ماتع نظمه منتدى الثلاثاء الثقافي بمحافظة القطيف، قبل أيام، لصاحبه المهندس جعفر الشايب بمناسبة الاحتفال العالمي بيوم المرأة، حيث سلطت الأضواء فيه بحضور جمع غفير من الأدباء والشخصيات الاجتماعية على أنشطة المرأة السعودية في المجالات الأدبية المختلفة وأوضاعها الحالية، التي ما زالت تركز من خلالها على المساهمة والمشاركة في التنمية الوطنية الشاملة، بما فيها المساهمة بأفكارها النيرة ومعطياتها المتميزة في المجالات والميادين الأدبية.

ولا شك أن المرأة السعودية في تلك الحقول حققت الكثير من الإنجازات، التي أدت إلى مشاركتها المثمرة في الحركة الثقافية السعودية المعاصرة، وقد شهدت أوضاع المرأة في وطننا العزيز سلسلة من التحولات التي أدت إلى مساهمتها المشهودة في مسيرة مظفرة من النهضة الشاملة، ومن ضمنها الجهود الأدبية المختلفة التي عبرت فيها عن استحقاقها لنقطة التمكين التي أهلتها للوصول إلى مراتب علمية وأدبية متعددة، فقد ظهرت على الساحة الثقافية بمختلف مناطق المملكة ناقدات سعوديات امتلكن عن جدارة عقلية نقدية متميزة وتعاملن مع النصوص الأدبية بأسلوب عملي، بل إن بعضهن تفوقن على الرجال المتخصصين في النقد، وشاركت المرأة السعودية باقتدار ومهنية في طرح موضوعات اجتماعية متعددة، إضافة إلى تمكنها من كتابة المسرحيات وغيرها من الفنون الأدبية التي أثرت في الحراك الثقافي بالمملكة بشكل واضح.